[رأبل]:
  يظلّ يكسُوها الرُّؤَالُ الرَّائِلا
  قالَ أَبو عَمْرٍو: أَي لُعاباً قاطرا من فيه.
  وجابرُ بنُ رَأْلانَ الشَّاعِرُ من سِنْبِسِ طَيِّءٍ، مَذْكورٌ في حماسَةِ أَبي تمامٍ، وهو من البابِ الذي يكونُ فيه الشيءُ غالباً عليه اسمٌ يكونُ لكلِّ مَن كانَ من أُمَّتِه أو كانَ في صفَتِه. قالَ سِيْبَوَيْه: وكابنِ الصَّعِق قَوْلهم ابن رَأْلان وابنَ كُراعٍ، ليسَ كلُّ مَن كانَ ابناً لرَأْلانَ وابناً لكُراعٍ غَلَب عليه الاسمُ، والنَّسَبُ إليه رَأْلانِيُّ كما قالُوا في ابنِ كُراعٍ. كُرَاعِيُّ.
  وذاتُ الرِّئَالِ: رَوْضَةٌ، قالَ الأَعْشَى:
  تَرْتَعِي السَّفَحِ فالكَثِيبَ فذَاقا ... رٍ فَرَوْضَ القَطا فذاتَ الرِّئالِ(١)
  وجَوُّ الرِّئالِ ع، قالَ الرَّاعي:
  وأَمْسَتْ بوادِي الرَّقْمَتَيْنِ وأَصبحَتْ ... بجوِّ رِئالٍ حيثُ بَيَّنَ فالقُهْ(٢)
  والرِّئَالُ: كَواكبٌ نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
  قالَ واسْتَرْأَلَ النَّبَاتُ إذا طالَ شُبِّهَ بعُنُقِ الرَّأْلِ.
  واسْتَرْأَلَتِ. الرِّئْلانُ: كَبُرَتْ أَسْنَانُها، وليسَ في العُبَابِ أَسْنَانها.
  ومَرَّ فلانٌ مُرائِلاً أي مُسْرِعاً نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
  يقالُ زفَّ رَأْلَهم أي هلكُوا، قالَ بعضُ الأَغْفالِ يَصِفُ امْرَأَةً رَاوَدَتْه:
  قامَتْ إلى جَنْبِي تمنى أَيْرِي ... فَزَفَّ رَأْلِي واسْتُطِيرتْ طَيْرِي(٣)
  قالَ ابنُ سِيْدَه: إنَّما أَرَادَ أنَّ فيه وَحْشِيَّة كالرَّأْلِ من الفَزَعِ، وهذا كقَوْلِهم: شالَتْ نَعامَتُهم أي فَزِعُوا فَهَرَبوا.
  [رأبل]: الرَّأْبَلَةُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ هنا وذَكَرَا هذا الحَرْفَ في ر ب ل لمَا فيه من الاخْتِلافِ الذي سَنَذْكرُه.
  وفي المُحْكَمِ: هو أَنْ يَمْشِيَ مُتَكَفِّئاً في جانِبِه، ونصُّ المُحْكَمِ: في جانِبَيْه، كأَنَّه يَتَوَجَّى بالجيمِ.
  ويقالُ: فَعَلَ ذلك من رَأْبَلَتِه أي من دَهاهُ وخُبْثِه وجَرْأَتِه وارْتِصَاد شَرِّه، ومنه اشْتِقاقُ الرِّئْبالِ كقِرْطاسٍ وهو الأسَدُ.
  وقالَ أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ: الرِّئْبالُ من السِّبَاعِ: الكثيرُ اللّحْمِ، الحدِيثُ السِّنِّ.
  وأَيْضاً: الذِّئْبُ الخَبيثُ.
  وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: الرِّئْبالُ من تَلِدُهُ أُمُّهُ وحْدُهُ، وبه سُمِّيَتْ رَآبِيل العَرَبِ كما سَيَأْتي، رُباعِيٌّ وقد لا يُهْمَزُ.
  قالْ شيْخُنا: دُخولُ قَدْ على المُضَارعِ المَنفيِّ لَحْنٌ إلَّا أَنَّه شائِعٌ في العبَارَاتِ، حتى وَقَعَ لجَمْعٍ من الأكَابرِ كابنِ مالِكٍ فيمَا لا يَنْصَرِف من الخلاصةِ والزَّمَخْشَرِيّ في مواضِعٍ من مُصَنَّفاتِه الكَشَّاف والأَسَاس، وغَيْرهما من أَعْيان المصَنِّفِين بحيثُ صارَ لا يَتَحَاشَى عنه أَحَدٌ.
  وقالَ ابنُ سِيْدَه: وإنّما قَضَيْت على مَهْمُوز رِئْبال بأَنَّه رُباعِيُّ على كَثْرةِ زِيادَةِ الهَمْزةِ من جِهَةِ قَوْلهم في المعْنَى رِيْبالَ بِلا هَمْزٍ لأَنَّه بِلا هَمْزٍ لا يَخْلُو من كَوْنِه فيِعَالاً أَو فِعْلالاً، فلا يكونُ فِيعالاً لأَنَّه من أَبْنيةِ المَصَادِرِ، ولا فِعْلالاً وياؤُه أَصْلٌ لأنَّ الياءَ لا تكونُ أَصْلاً في بَنَاتِ الأرْبَعَةِ، فثَبَتَ أَنَّه فِعْلالٌ، هَمْزَتُه أَصْلٌ بدَليلِ قَوْلِهم خَرَجُوا يَتَرَأْبَلُون، وأَنَّ رِيْبالاً مُخَفَّفٌ عنه تَخْفِيفاً بدَليًّا، وإنَّما قَضَينا على تَخْفِيفِ هَمْزَتِه أَنَّه بدليٌّ لقَوْلِ بعضِهم يَصِفُ رَجلاً: هو لَيْثٌ أَبُو رَيابِل، فإِنْ قُلْ أَنَّه فِئْعالٌ لكَثْرةِ زِيادَةِ الهَمْزةِ، وقد قالُوا تَرَبَّل لَحْمَه، قلْنا إنَّ فِئْعالاً في الأَسْماءِ عَدَمٌ، ولا يسوغُ الحَمْل على بابِ إنْقَحْلٍ ما وُجِد عنه مَنْدوحَة، وأَمَّا تَرَبَّل لَحْمه مع قَوْلِهم رِئْبال فمن بابِ سِبَطْرٍ، إنَّما هو في معْنَى سَبْطٍ وليسَ من لَفْظِه ج رَآبلُ ورَآبيلُ ورَآبِلَةٌ ورَيابِيلُ، وهذه عن أَبي عليِّ وسَيَأْتي.
  وتَرَأْبَلوا: تَلَصَّصوا أَو أَغَارُوا على الناسِ وفَعَلُوا فِعْل الأَسَدِ، أَو غَزَوْا على أَرْجُلِهِم وحْدَهُم بِلا والٍ عليهم، كما في المُحْكَمِ.
  [ربل]: الرَّبْلَةُ: بالفتحِ ويُحَرَّكُ؛ قالَ الأَصْمَعِيُّ:
(١) ديوانه ط بيروت ص ١٦٣ واللسان.
(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٨٩ برواية: «فأمست» وانظر تخريجه فيه.
(٣) اللسان.