تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رأبل]:

صفحة 260 - الجزء 14

  التَّحْريكُ أَفْصحُ والجَمْعُ الرَّبَلات، كُلُّ لَحْمَةٍ غَليظَةٍ أَو هي باطِنُ الفَخِذِ.

  وقالَ ثَعْلَب: الرَّبَلات: أُصُولُ الأفْخَاذِ، وأَنْشَدَ:

  كأَنَّ مَجَامِعَ الرَّبَلات منها ... فِئامٌ يَنْضَهُون إلى فِئامِ⁣(⁣١)

  أَو هي ما حَوْلَ الضَّرْعِ والحَياءِ من باطِنِ الفَخِذِ، قالَ المُسْتوغِرُ وقد عاشَ ثَلْثُمَائة وثَلاثِيْن سَنَة:

  يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها ... نَشِيشَ الرَّضْفِ في اللَّبنِ الوَغِيرِ⁣(⁣٢)

  وامرأَةٌ رَبِلَةُ كفَرِحَةٍ ورَبْلاءُ عَظيمَةٌ الرَّبَلاتِ، وفي المُحْكَمِ: ضَخْمَتها، أَو رَبْلاءُ رَفْغاءُ كما في العُبَابِ، أَي ضَيِّقةُ الأرْفَاغِ كما في العَيْن.

  والرَّبالَةُ: كثْرَةُ اللّحْمِ عن أَبي عُبَيْدٍ.

  زَادَ غَيْرُه: والشَّحْم.

  وهو رَبِلٌ، وهي رَبِلَةٌ كَثِيرَ اللَّحْمِ والشَّحْمِ؛ زَادَ ابنُ سِيْدَه: ومُتَرَبِّلَةٌ مِثْلُ ذلِكَ وقد رَبَلَت.

  وفي التَّهْذِيبِ: رجُلٌ رَبِيلٌ: كَثِيرُ اللّحْمِ.

  والرَّبيلَةُ: كسَفِينَةٍ السِّمَنُ والخَفْضُ والنَّعْمَةُ، قالَ أَبُو خِرَاشٍ الهُذَليُّ:

  ولم يَكُ مَثْلُوجَ الفُؤادِ مُهَبَّجاً ... أَضاعَ الشَّبابَ في الرَّبِيلَة والخَفْضِ⁣(⁣٣)

  ورَبَلَوا يَرْبِلونَ ويَرْبُلونَ من حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ كَثُرُوا ونَمَوْا، أو كَثُرَ أَموالُهُم وأَولادُهُمْ عن ثَعْلَب؛ وفي التَّهْذِيبِ: كَثُرَ عَدَدُهُم.

  وفي بعضِ كُتُبِ النّسَبِ: أنَّ اللهَ تعالَى لمَّا نَشَرَ ولدَ إسْمَعيل فرَبَلُوا وكَثُرُوا ضَاقَتْ عليهم مَكَّةُ وقَدْ ذُكِرَ في ع ر ب.

  والرَّبْلُ: بالفتحِ ضُروبٌ من الشَّجَرِ يَتَفَطَّرُ بوَرَقٍ أَخْضَر في آخر القَيْظِ بَعْدَ الهَيْجِ ببَرْدِ اللَّيْلِ من غَيْرِ مَطَرٍ، وذلِكَ إذا بَرَدَ الزَّمان عليها وأَدْبَرَ الصَّيْفُ ج رُبولٌ، قالَ:

  لها من وراقٍ ناعمٍ ما يكنها ... مرفّ فَتَرْعَاه الضّحى ورُبول

  وقالَ أَبو زِيَادٍ: من النَّباتِ نَبَاتٌ لا يكادُ يَنْبتُ إِلّا بعْدَ ما تَيْبَسُ الأَرْضُ وهو يُسَمَّى الرَّبْل والرِّيْحة والخلْفَة والربة، وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ:

  رَبلاً وأَرْطى نفت عنه ذَوَائِبه ... كَوَاكِب الحّرِ حتى مَاتَتِ الشّهُبُ

  ورَبْلٌ أَرْبَلُ كأَنَّه مبالَغَةٌ وإِجَادَةٌ، قالَ الرَّاجِزُ:

  أُحِبُّ أَنْ أَصْطادَ ضَبًّا سَحْبَلا ... ووَرَلاً يَرْتادُ رَبْلاً أَرْبَلا⁣(⁣٤)

  وتَرَبَّلَ الظَّبْيُ: أَكَلَهُ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  وتَرَبَّلَ الشَّجَرُ أَخْرَجَهُ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:

  مُكُوراً ونَدْراً من رُخامَى وخِطْرةٍ ... وما اهْتَزَّ من ثُدَّائِه المُتَرَبِّلِ⁣(⁣٥)

  وتَرَبَّلَ القَوْمُ: رَعَوْهُ.

  وتَرَبَّلَ فلانٌ: تَصَيَّدَ، يقالُ: خَرَجُوا يَتَرَبَّلُون أَي يَتَصَيَّدُون، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.

  وتَرَبَّلَ: تَتَبَّعَ الرَّبْلَ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: رَبَّلَتِ الأَرْضُ رَبلاً وأَرْبَلَتْ: أَنْبَتَتْهُ، كما في العُبَابِ، أَو كَثُرَ رَبْلُها، كما في المُحْكَمِ.

  وأَرْضٌ مِرْبالٌ: كَثيرَتُها، كذا في النسخِ والصَّوابُ: كَثيرَتُه أَي الرَّبْلُ.

  والرَّبِيلُ: كأَميرٍ اللِّصُّ الذي يَغْزُو القَوْمَ وحْدَهُ، ومنه حدِيثُ عُمَرَ⁣(⁣٦) ¥: «انْظُرُوا لنا رَجُلاً يَتَجَنَّبُ بنا الطَّريقَ، فقالُوا: ما نَعْلَمُ إِلَّا فلاناً فإِنَّه كان رَبِيلاً في الجاهِلِيَّةِ»؛ التَّفْسِير لطارِقِ بنِ شَهَابٍ حَكَاهُ الهَرَوِيُّ.

  والرَّيْبَلُ: كَحيْدَرٍ النَّاعِمَةُ من النِّساءِ كما في العُبَابِ.


(١) اللسان والتهذيب والأساس.

(٢) اللسان وانظر معجم الشعراء للمرزباني ص ٢١٣ والصحاح.

(٣) ديوان الهذليين ٢/ ١٥٨ واللسان والمقاييس ٢/ ٤٨٢ والأساس، وعجزه في الصحاح.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان.

(٦) في اللسان: «عمرو بن العاص».