تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الراء مع اللام

صفحة 261 - الجزء 14

  وقالَ غيرُه: هي اللَّحيمَةُ.

  والرِّيبالُ: بالكسرِ الأَسَدُ، زَادَ أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ: الكثيرُ اللّحْمِ الحدِيثُ السِّنِّ.

  قالَ الأَزْهَرِيّ: كذا سَمِعْته من العَرَبِ بِلا هَمْزٍ، والجَمْعُ رَيَابِلَة ورَيَابِيلُ، ومنه رَيَابِيلُ العَرَبِ الذين كانُوا يَغْزُون على أَرْجُلِهم، قالَ جَريرُ:

  رَيَابِيلُ البلادِ يَخَفْنَ زَأْرِي ... وحَيَّةُ أَرْيَحاليّ اسْتَجَابا⁣(⁣١)

  وفي النَّقَائِضِ شَيَاطِين البلادِ⁣(⁣٢)، وهو الصَّحِيحُ.

  وقالَ الفرَّاءُ: الرِّيبالُ: النَّباتُ المُلْتَفُّ الطَّويلُ، والمَهْموزُ تقدَّمَ ذِكْرُه والكَلامُ عليه.

  والرِّيبالُ: الشيْخُ الضَّعِيفُ، وفي المحْكَمِ: الشيْخُ الكَبيرُ.

  وإِرْبِلُ كإِثْمِدٍ ولا يجوِزُ فتحُ الهَمْزةِ لأَنَّه ليس في أَوْزانِهم مِثْلَ أَفْعِل إِلَّا ما حَكَى سِيْبَويْه من قَوْلِهم أَصْبِع وهي لغَةٌ قَلِيلَةُ غيرُ مُسْتَعْمِلةٍ.

  قالَ ياقُوتُ: فإِنْ كانَ أَرْبل عَرَبيّاً جازَ أَنْ يكونَ من تَرَبَّلَتِ الأَرْضُ لا يَزَالُ بها ربلٌ، أَو مِن قَوْلِ الفرَّاءِ السَّابقِ ذِكْرُه، فيَجُوزُ أَنْ تكونَ هذه الأَرْضِ اتفقَ فيها في بعضِ الأَعْوامِ من الخصْبِ وسَعَه النَّبْتِ ما دَعَاهُم إِلى تَسْمِيَتِهم⁣(⁣٣) بذلِكَ، ثم اسْتَمَرّ كما فَعَلُوا في أَسْماءِ الشُّهورِ، وهو د قُرْبَ المَوْصِلِ يُعَدُّ في أَعْمالِها وبَيْنُهما مَسِيرَةُ يَوْمَيْنِ وهي مَدِينةٌ حَصِينةٌ كبيرَةٌ في فَضَاءٍ من الأَرْضِ، ولَقَلْعتها خَنْدقٌ عَمِيقٌ في طَرَفِها، وهي على تلٍّ عالٍ من التُّرَابِ عظيمٍ واسِع الرَّأْسِ، وفي هذه القَلْعةِ منازِلٌ وأَسْواقٌ ومنازِلُ للرَّعِيَّة، وأَكْثَرُ أَهْلِها أَكْرادٌ قد اسْتَعْربُوا، وبَيْنها وبَيْن بَغْدادَ مَسِيرَةُ سَبْعةِ أَيَّامٍ للقَوافِلِ، وشُرْبُهم من الآبارِ العَذْبةِ، وفَواكِهُها تُجْلبُ من جبالٍ تُجَاوِرُها، وقد نُسِبَ إِليها غيرُ واحِدٍ كأَبي البَرَكاتِ المُبارَكُ بنُ أَحْمدَ المُسْتوفيّ الأَربليُّ، وأَبُو أَحْمدَ القاسِمُ بنُ المظفرِ الشَّهْرَزُورِي الشَّيْبانيّ الارْبليُّ وغيرُهما. وإِرْبِلُ أَيْضاً: اسمٌ لصَيْداءَ التي بالشامِ على ساحِلِ بَحْرِه عن نَصْرِ، وتَلَقَّفَه⁣(⁣٤) عنه الحازميّ، وذَكَرَه أَيْضاً الصَّاغانيُّ في العُبَابِ.

  وحَفْصُ بنُ عَمْرٍو بنِ رَبالٍ الرَّبَاليُّ الرّقَاشِيُّ كسَحابٍ محدِّثٌ عن ابنِ عُلَيَّة والقَطَّان، وعنه ابنُ مَاجَه وابنُ خُزَيْمةَ والمحامليُّ ثَبْتٌ توفي سَنَة ٢٥٨ كذا في الكَاشِفِ.

  والرَّبَلُ: محرَّكةً نباتٌ شديدُ الخُضْرَةِ كثيرٌ ببُلْبَيْسَ ونَواحِيها بشَرْقي مِصْرَ؛ يقالُ: دِرْهَمانِ منه تِرْياقٌ للَسْعِ الأَفاعي.

  ورِبِّيلٌ: كسِكِّيتٍ أَخُو حَمَّال الأَسَدِيِّ لهما آثارٌ في حَرْبِ القادِسِيَّةِ، كما في العُبَابِ.

  وتَرْبُلُ⁣(⁣٥): كتَنْصُرُع عن ابنِ دُرَيْدٍ وضَبَطَه نَصْرُ كزِبْرِجٍ.

  وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: ارْتَبَلَ مالُهُ: كَثُرَ مِثْل رَبَلَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الرَّابِلَةُ: لَحْمَةُ الكَتِفِ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  ورجُلٌ رَبِيلٌ: كأَميرٍ جَسِيمٌ.

  والرّيبالُ: الذي تَلِدُهُ أُمُّهُ وَحْدَه، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  والرّيبالَةُ: الأَسَدُ المنْكَرُ، قالَ أَبُو صَخْرٍ الهُذَليُّ:

  جَهْمِ المحيّا عَبُوسٍ بَاسِلٍ شَرِسٍ ... وَرْدٍ قُضَاقِضَةٍ رِيبَالَةٍ شَكِمِ⁣(⁣٦)

  وذئْبٌ رِيبالٌ ولِصٌّ رِيبالٌ أَي خَبِيثٌ، وهو يَتَرأْبْلُ: يُغِيرُ على الناسِ ويَفْعَل فِعْل الأَسَدِ.

  وقالَ الفرَّاءُ: يَتَرَيبلُ على لغَةِ مَنْ تَرَكَ الهَمْزَ.

  ورَابَلَ: خَبُثَ وارْتَصَد للشَّرِّ.

  وتَرَبَّلَتِ الأَرْضُ: اخْضَرَّتْ بعدَ اليَبسِ عنْدَ إِقْبالِ الخَريفِ.

  وتَرَبَّلَتِ المرْأَةُ: كَثُرَ لَحْمَها.

  ورَبَلَتِ المَرَاعِي: كَثُرَ عُشْبُها، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:


(١) اللسان والصحاح.

(٢) وهي رواية الديوان.

(٣) في معجم البلدان: «إربل»: تسميتها.

(٤) في معجم البلدان: وتلقّنه.

(٥) الجمهرة ٣/ ٢٨٥ وقيدها ياقوت بفتح أوله وثالثه، عن العمراني وعن غيره بضمهما، وفي كتاب نصر بكسرهما.

(٦) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٩٦٨ والضبط عنه، وفيه: ورد قصاقصة.