تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الراء مع اللام

صفحة 281 - الجزء 14

  دَعَانا المُرْسِلون إلى بِلادٍ ... بها الحُولُ المَفارِقُ والحِقَاق⁣(⁣١)

  كرَسَّلوا تَرْسيلاً كَثُرَ لَبَنُهم وشُرْبهم قالَ تَأَبَّطَ شَرّاً:

  ولسْت برَاعي ثَلَّةٍ قامَ وَسْطَها ... طويلِ العصا غُرْنَيْقِ ضَحْلٍ مُرَسِّلِ⁣(⁣٢)

  مُرَسِّل: كَثيرُ اللَّبَنِ فهو كالغُرْنَيْقِ، وهو شِبْهُ الكُرْكِيِّ في الماءِ أَبَداً، ويُرْوَى:

  ولسْت برَاعِي صرْمَةٍ كان عَبْلُها ... طويلَ العَصَا مئناثة السَّقْبِ مهبلِ⁣(⁣٣)

  وأَرْسَلُوا: صارُوا ذوي رَسَلٍ محرَّكةً أي قَطائِعَ، وفي العُبَابِ: ذوي أَرْسَالٍ أي قِطْعانٍ.

  والرِّسْلُ: طَرَفُ العَضُدِ من الفَرَسِ، وهُما رِسْلان.

  والرَّسْلُ: بالفتح السَّهْلُ من السَّيرِ، يقالُ: سَيْرٌ رَسْلٌ.

  وهو أَيْضاً: البَعيرُ السَّهْلُ السَّيرِ، وهي بهاءٍ، وقد رَسِلَ كفَرِحَ رَسَلاً محرَّكةً ورَسالَةً ككَرَامَةٍ.

  والرَّسْلُ أَيْضاً: المُتَرَسِّلُ من الشَّعَرِ، وفي بعضِ النسخِ: المُتَرَسَّل⁣(⁣٤)، والأُوْلَى الصَّوابُ، وقد رَسِلَ كفَرِحَ رَسَلاً ورَسالَةً، ولو قالَ بعْدَ قَوْلِه: وهي بهاءٍ والمُتَرَسِّلُ من الشَّعَرِ وقد رَسِلَ فيهما كفَرِحَ إلى آخِرِه لكَانَ أَخْصَر وأَوْفَقَ لقاعِدَتِه فتأمَّلْ.

  والرَّسْلَةُ: بالفتحِ الكَسَلُ، يقالُ: رَجُلٌ فيه رَسْلَةٌ أي كَسَلُ.

  وناقَةٌ مِرْسالٌ: سَهْلَةٌ السَّيْرِ من نُوْقٍ مَرَاسِيلَ.

  وقيلَ: المَرَاسِيل الخِفَافُ التي تُعْطِيكَ ما عَنْدَها عَفْواً، الواحِدَةُ رَسْلَةٌ، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه:

  أَمْسَتْ سُعادُ بأَرْض لا يُبَلِّغها ... إلَّا العِتاقُ النَّجيبات المَرَاسِيل⁣(⁣٥)

  ويقالُ: لا يكونُ الفَتَى مِرْسالاً أي مُرْسِلَ اللُّقْمَةِ في حَلْقِهِ أو مُرْسِلَ الغُصْنِ من يدِهِ إذا مَضَى في مَوْضِع شَجِيرٍ ليُصيبَ صاحِبَه.

  والمِرْسالُ أَيْضاً: سَهْمٌ صَغيرٌ، كذا في النسخِ، وفي العُبَابِ: فصيرٌ، وإنَّما سُمِّي به لخِفَّتِه، ورُبَّما شُبِّهَتِ الناقَةُ به.

  والإرْسالُ: التسْليطُ وبه فُسِّرَ قَوْلُه تعالَى: {أَنّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ}⁣(⁣٦) {أَزًّا}. أي سُلِّطُوا عليهم وقُيِّضُوا لهم بكُفْرِهم، كما قالَ تعالَى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً}⁣(⁣٧)، وقيلَ: معْنَاه: أَنَّا خَلَّيْنا الشَّيَاطِين وإِيَّاهم فلم نَعْصِمهم من القَبولِ منهم، وكِلَا القَوْلَين ذَكَرَهُما الزَّجَّاجُ، قالَ: والمُخْتارُ الأَوّل.

  وقيلَ: الإرْسالُ هنا الإطْلاقُ والتّخْلِيَة، وبه فَسَّر أَبُو العَبَّاسِ الآيَةَ.

  والإرْسَالُ أَيْضاً: الإهْمالُ، وهو قَرِيبٌ من الإطْلاقِ والتَّخْلِية.

  والإرْسَالُ أَيْضاً: التَّوْجِيهُ وبه فسّرَ إرْسَال اللهِ ø أَنْبياءَهُ $ كأنَّه وَجَّه إليهم أَنْ أَنْذِرُوا عبادِي، قالَهُ أَبُو العَبَّاسِ والاسمُ الرِّسالَةُ بالكسرِ والفتحِ.

  والرَّسُولُ والرَّسِيلُ كصَبُورٍ وأَميرٍ، الأَخِيرَةُ عن ثَعْلَبٍ، وأَنْشَدَ:

  لقد كَذَب الوَاشُون ما بُحَتُ عنْدَهم ... بلَيْلى ولا أَرْسَلْتُهم برَسِيلِ⁣(⁣٨)

  قلْتُ: هو لكُثَيِّر، ويُروَى:

  بسِرٍّ ولا أَرْسَلْتهم برَسُول

  والرَّسُول: بمعْنَى الرِّسَالة، يُؤَنَّث ويُذَكَّر، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للأَشْعرِ⁣(⁣٩) الجعفيّ:

  أَلا أَبْلِغ بنِيَ عَمْرو رَسُولاً ... بأَنّي عن فُتاحتكم غَنِيُّ⁣(⁣١٠)


(١) اللسان.

(٢) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٣) اللسان «هبل» وفيه: كان عبدها ... مئناثة الصقب».

(٤) على هامش القاموس نقلاً عن الشارح: «المسترسل» وفي اللسان: شعر رَسْل: مُسْتَرسِل.

(٥) اللسان.

(٦) مريم الآية ٨٣.

(٧) الزخرف الآية ٣٦.

(٨) اللسان والتهذيب وفيه بدون نسبة، ونسبه في اللسان والصحاح: لكثير.

(٩) اللسان: «الأسعر» بالسين وهو الصواب.

(١٠) اللسان والصحاح وفيهما: «أبا عمرو».