تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زلل]:

صفحة 310 - الجزء 14

  وأَزَلَّه غيرُه إِزْلالاً؛ وقَوْلُه تعالَى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها}⁣(⁣١)، وقُرِئَ: فأَزَالَهُما، أَي نَحَّاهُما، وقيلَ: أَي كَسَبَهُما الزَّلَّة.

  وقالَ ثَعْلَب: أَزَلَّهما في الرَّأْي؛ وقيلَ: حَمَلَهُما على الزَّلَلِ.

  واسْتَزَلَّهُ، ومنه قَوْلُه تعالَى: {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ}⁣(⁣٢)؛ قيلَ: أَي طَلَبَ زلَّتَهم.

  والمَزَلَّةُ والمَزِلَّةُ بفتحِ الزَّايِ وكَسْرِها، الأُوْلَى عن أَبي عَمْرٍو: مَوْضِعُهُ وهي المدْحَضَةُ نَحْو الصَّخْرةِ المَلْساءِ وما أَشْبَهها، قالَ الرَّاعِي:

  بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فوْقَ مَزَلَّةٍ ... لا يستطيعُ بها القُرادُ مَقِيلا⁣(⁣٣)

  وفي صفَةِ الصَّراطِ: مَزِلَّة مَدْحَضَة، أَرَادَ أَنَّه تَزْلَق عليه الأَقْدَام ولا تَثْبتُ.

  والاسمُ الزَّلَّةُ، يقالُ: زَلَّ الرجُلُ زَلَّة قَبيحَةً إِذا وَقَعَ في أَمْرٍ مَكْروهٍ، أَو أَخْطَأَ خَطَأً فاحشاً، ومنه الحدِيثُ، «نَعُوذُ بالله من زَلَّةِ العالِمِ».

  وفي الكَلامِ المَشْهورِ: زَلَّةُ العالِمِ زَلَّةُ العالَمِ.

  ومَقامٌ زُلٌّ، ومَقامَةٌ زُلٌّ، بالضمِّ وكذا زَلَلٌ محرَّكةً إِذا كانَ يُزَلُّ فيه أَي يُزْلقُ، قالَ الكُمَيْتُ:

  ووَصْلُهُنَّ الصِّبَا إِنْ كُنْتَ فاعِلَه ... وفي مَقَام الصِّبَا زُحْلُوقَةٌ زَلَلُ⁣(⁣٤)

  وقالَ آخَرُ:

  لِمَنْ زُحْلُوقةٌ زُلٌّ ... بها العَيْنانِ تَنْهَلُّ؟⁣(⁣٥)

  وقد ذُكِرَ تَمَامُه في ح ل ل، وقالَ أَبُو محمدٍ الحذْلَمِيُّ:

  إِنَّ لها في العامِ ذي الفُتوق ... وزَلَلِ النِّيَّة والتَّصْفِيق

  رِعْيَةَ مَوْلىً ناصحٍ شَفِيق⁣(⁣٦)

  أَي إِنَّها تزلُّ من مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعٍ والنِّيَّةُ المَوْضعُ يَنْوُوْنَ المَسِيْرَ إِليه.

  وقَوْسٌ زَلَّاءُ يَزِلُّ السَّهْمُ عنها لسُرْعَةِ خُرُوجِه.

  وزَلَّ عُمْرُه: ذَهَبَ ومَضَى، قالَ:

  أَعُدُّ اللَّيالي إِذ نَأَيْتِ ولم يكنْ ... بما زَلَّ من عَيْشٍ أَعُدُّ اللَّياليا⁣(⁣٧)

  وزَلَّ فلانٌ زَليلاً وزُلولاً كقُعُودٍ، مَرَّ مَرّاً سَريعاً، عن ابنِ شُمَيْلٍ.

  وزَلَّتِ الدَّراهِمُ زُلُولاً، كقُعُودٍ، انْصَبَّتْ أَو نَقَصَتْ وزْناً، يقالُ دِرْهَمٌ زالٌّ، ويقالُ: من دَنَانِيرك زَلَلٌ ومنها وَزْنُ.

  وأَزَلَّ إِليه نِعْمَةً: أَسْدَاها، ومنه الحدِيثُ: «من أُزِلَّت إِليه نِعْمَة فليَشْكُرْها»؛ قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَي من أُسْدِيَتْ إِليه وأُعْطِيَها واصْطُنِعَت عنْدَه؛ قالَ ابنُ الأَثيرِ: وأَصْلُه من الزَّلِيل وهو انْتِقالُ الجِسْمِ من مَكَانٍ إِلى مكانٍ، فاسْتُعِيرَ لانْتِقالِ النِّعْمَةِ من المُنْعِم إِلى المُنْعَمِ عليه. يقالُ: زَلَّت منه إِلى فلانٍ نِعْمَةٌ، وأَزلَّها إِليه، قالَ كُثَيِّرٌ يذْكُرُ امْرَأَةً:

  وإِنّي وإِن صَدَّتْ لَمُثْنٍ وصادقٌ ... عليها بمَا كانت إِلينا أَزَلَّتِ⁣(⁣٨)

  وأَزَلَّ إِليه من حَقِّه شيئاً أَي أَعْطَاهُ.

  وقالَ اللَّيْثُ: الزَّلَّةُ من كَلامِ النَّاسِ عنْدَ الطَّعامِ، وهو الصَّنيعَةُ إِلى النَّاسِ؛ يقالُ: اتَّخَذَ فلانٌ زَلَّةً، ويُضَمُّ، وقالَ أَبُو عَمْرٍو: أَزْلَلْت له زَلَّةً، ولا يقالُ زَلَلْت.

  والزَّلَّةُ: العُرْسُ، يقالُ: كُنَّا في زَلَّةِ فلانٍ، أَي في عُرْسِهِ عن ابنِ شُمَيْلٍ.

  والزَّلَّةُ: الخَطيئَةُ والذَّنْبُ، قالَ:

  هَلَّا على غَيْرِي جَعَلْتَ الزَّلَّهْ؟ ... فَسَوْفَ أَعْلُو بالحُسَامِ القُلَّهْ⁣(⁣٩)


(١) سورة البقرة الآية ٣٦.

(٢) سورة آل عمران الآية ١٥٥.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٤١ وانظر تخريجه فيه. واللسان.

(٤) اللسان وعجزه في الصحاح.

(٥) اللسان والصحاح.

(٦) اللسان والثاني في الصحاح.

(٧) اللسان.

(٨) ديوانه ص ٥٤ واللسان والتهذيب.

(٩) اللسان والتهذيب.