تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زلل]:

صفحة 309 - الجزء 14

  وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: الزُّغْمُلة: الحَسِيكَةُ في القَلْبِ كالزُّغْلُمةِ.

  قلْتُ: والحَسِيكَةُ الضّغِينةُ، والذي يُرْوَى عن أَبي زَيْدٍ الزُّغْلُة. وكأَنَّ الزُّغْمُلة مَقْلوبَةٌ منه فتأمَّلْ ذلِكَ وسَيَأْتي إنْ شَاءَ الله تعالَى.

  [زفل]: الأَزْفَلُ: الغَضَبُ والحِدَّةُ.

  والأَزْفَلَةُ: بهاءِ، الجماعَةُ من الناسِ، ومِنَ الإِبِلِ يقالُ: جاؤا بأَزْفَلَتِهِم وبأَجْفَلَتِهِم أَي بجمَاعَتِهِم، قالَهُ الفرَّاءُ.

  وفي حدِيثِ عائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ تعالى عنها: «أَنَّها أَرْسَلَتْ إِلى أَزْفَلَةٍ من الناسِ» أي جَماعَة، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:

  إِنِّي لأَعْلَمُ ما قَوْمٌ بأَزْفَلَةٍ ... جَاؤُوا لأُخْبِرَ مِنْ لَيْلى بأَكْياسِ⁣(⁣١)

  جاؤُوا لأُخْبِرَ من لَيْلى فَقُلْتُ لهم ... لَيْلى من الجِنِّ أَمْ لَيْلى من الناسِ؟

  وقالَ سِيْبَوَيْه: أَخَذَتْه إِزْفِلَّة، كإِرْدَبَّةٍ، وهي الخِفَّةُ.

  والأَزْفَلَى مِثَالُ الأَجْفَلَى: الجماعَةُ من كلِّ شيءٍ؛ قالَ الزَّفَيانُ:

  حتى إِذا ظَلْمَاؤُها تَكَشَّفَتْ ... عنِّي وعن صَيْهَبَةٍ قد شَرَفَتْ⁣(⁣٢)

  عادَتْ تُبَاري الأَزْفَلَى واسْتَأْنَفَتْ⁣(⁣٣)

  وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للمَخْروعِ بنِ رُفَيْع:

  جَاؤُوا إِليك أَزْفَلَى رُكُوبا⁣(⁣٤)

  وزَوْفَلٌ: كجَوْهَرٍ، اسمٌ.

  وفي التَّهْذِيبِ: وزَيْفَلٌ⁣(⁣٥): اسمُ رجُلٍ.

  [زفقل]: الزَّفْقَلَةُ، هكذا بتقْدِيمِ الفاءِ على القافِ، ضَبَطَه الصَّاغَانيُّ؛ وبتقْدِيمِ القافِ على الفاءِ، ضَبَطَه صاحِبُ اللِّسَانِ.

  وقَدْ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو السُّرْعَةُ.

  ونَصُّ الجَمْهَرَةِ⁣(⁣٦) يَحْتَمِلُ الضَّبْطَيْن.

  [زقل]: الزُّقْلُ: بالضمِ، والزَّواقِيلُ: أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ الخَارزَنْجِيُّ: هم اللُّصوصُ.

  والزَّقِيلَةُ: كسفينةٍ، السِكَّةُ الضَّيِّقَةُ.

  قالَ: وكذلِكَ يُوصَفُ به الطَّريقُ الضَّيِّقُ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: يقُولُ بعضُ العَرَبِ: زَوْقَلَ فلانٌ عِمامَتَهُ إِذا سَدَلَ طَرَفَيْها من ناحِيَتَي رَأْسِه.

  وقالَ الخَارزَنْجِيُّ: زَواقيلُ العِمامَةِ والقلنسُوَةِ: أَنْ تُخْرَجَ الشُّعورُ من تحتِها.

  والعمة الزَّوْقِليَّةُ من ذلِكَ.

  * وممّا يُسْتَدْركُ عَلَيْه:

  الزَّوَاقِيلُ: قومٌ بناحِيَةِ الجَزِيرَةِ وما حَوْلِها، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.

  قالَ: والزَّقْلُ لا أَحْسَيُه عَرَبيّاً. وفي اسْتِعْمالِ العامَّةِ: زَقَلَهُ زَقلاً: رَمَاه.

  والزُّقلَةُ: بالضمِّ، شيءٌ يُجْعَلُ في فمِ اللُّصِ إِذا أُمْسِكَ لَيْلاً يتَكلَّم.

  [زلل]: زَلَلْتَ يا فلانُ تَزِلُّ، من حدِّ ضَرَبَ، وزَلِلْتَ كَمَلِلْتَ تَزَلُّ، من حدِّ عَلِمَ، وهذه عن الفرَّاءِ، وبه قَرَأَ أَبُو السَّمَّالِ وزَيْدُ بنُ عليٍّ وعُبَيْدُ بنُ عُمَيْرٍ قَوْلَه تعالى: فإن⁣(⁣٧) زَلِلْتُم بكسرِ الّلامِ والأَوْلَى قِرَاءَةُ العامَّةِ؛ زَلاً وزَلِيلاً، كأَميرٍ، ومَزِلَّةً، بكسرِ الزَّايِ وزُلُولاً، بالضمِ، وهذه عن اللّحْيانيّ كالأُوْلَى والثانِيَة؛ وزَلَلاً، محرَّكةً، وزِلِّيلَى كخِلِّيفَى، ويُمَدُّ عن اللَّحْيانيِّ: زَلِقْتُ في طينٍ، أَو رَأْيٍ، أَو مَنْطِقٍ، أَو دَيْنٍ.


(١) اللسان والصحاح والأساس.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله شرفت كذا بخطه كاللسان، وبهامشه: نقلاً عن التهذيب: شرفت فحرره» والذي في التهذيب هنا ١٣/ ٢١٢ شرفت كالأصل، وفي التهذيب «صهب» شرفت وبهامشه عن نسخة منه: شبقت، ونسب الرجز هناك لهميان. وفي اللسان «صهب» شدفت.

(٣) اللسان والتهذيب «زفل وصهب» وفي صهب فسر شرفت أنها ناقة في تحنّت.

(٤) اللسان.

(٥) في التهذيب: زنفل بالنون، ونبه محققه إلى ما جاء في التاج.

(٦) انظر الجمهرة ٣/ ٣٤٢.

(٧) البقرة الآية ٢٠٩.