تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سحل]:

صفحة 336 - الجزء 14

  وسَجَلَ الماءَ سَجْلاً فانْسَجَلَ: صَبَّه صَبًّا مُتَّصلاً فانْصَبَّ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:

  وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لها بعَيْنٍ ... سَجُومِ الماءِ فانْسَجَل انْسِجَالا⁣(⁣١)

  وعَيْنٌ سَجولٌ: غَزيرَةٌ، هكذا في النسخِ، والصَّوابُ: عَنْزٌ سَجولٌ، كما هو نَصُّ العُبَاب.

  والسَّجْلاءُ: المَرْأةُ العَظيمةُ المَأْكَمَةِ والجَمْعُ السجلُ بالضمِ وسِجَالْ سِجَالْ: بالكسرِ، دُعاءٌ للنَّعْجَةِ للحَلَبِ وبه تُسَمَّى، قالَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  سَجَّل القاضِي لفلانٍ بمَالِهِ: اسْتَوْثَق له به.

  وقيلَ: سجله به: حَكَمَ به حُكْماً قَطْعِيّاً هكذا فَسَّرَه الشَّريفُ.

  وقيلَ: قَرَّرَه وأَثْبَتَه، كما في العنَايَةِ.

  وسَجَّل عليه بكذا: شَهَرَه ووَسَمَه، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ في شرْحِ المَقَامَات له.

  وسجل القِرَاءَةَ سَجْلاً قَرَأَها قِرَاءَةً مُتَّصِلَةً.

  وأَسْجَلْتُ الكَلامَ: أَرْسَلْته.

  وله بِرٌّ فائِضُ السِّجَالِ.

  وأُسْجِلَتِ البَهِيمةُ مع أُمِّها وأُرْحِلَت⁣(⁣٢) إذا أُرْسِلَت.

  قالَ أَبُو زَيْدٍ: وقَرَأَ بعضُهم: كطَيِّ السَّجْلِ بالفتحِ، وقالَ: هو مَلَكٌ.

  قُلْتُ: وهي قِراءَةُ ابنِ عباسٍ وفَسَّره بأَنَّه رجُلٌ.

  والسوجلُ: الأَوّلُ المتقدِّمُ، يقالُ: خل سوجل القومِ نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  وقَرَأَ أَبُو زَرْعَةَ على أَبي هُرَيْرَةَ السُجلُّ بالضمِ وتَشْدِيدِ اللامِ، وهي لُغَةٌ أُخْرَى للصَّحِيْفةِ. وسِجِلِّين⁣(⁣٣): قَرْيَةٌ بعَسْقَلَان منها عَبْدُ الجبَّارِ بنُ أَبي عامِرٍ⁣(⁣٤) السجليني، عنه أَبُو القاسِمِ الطبْرَانيّ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [سجبل]: سُجْبُل: كقُنْفُذٍ، بعْدَ الجيمِ موحَّدَة، قَرْيَةٌ من أَعْمالِ حَلَبَ.

  [سحل]: السَّحْلُ: ثَوْبٌ لا يُبْرَمُ غَزْلُهُ أَي لا يُفْتَلُ طاقَيْن كالسَّحيلِ كأَميرٍ، وقد سَحَلَهُ يَسْحَلُه سَحْلاً. يقالُ: سَحَلُوه لم يَفْتِلُوا سَدَاهُ.

  وقيلَ: السَّحِيلُ الغَزْلُ الذي لم يُبْرَمْ، فأَمَّا الثَّوْبُ فإنَّه لا يُسَمَّى سَحِيلاً، ولكنْ يقالُ له السَّحْلُ.

  وفي الصِّحاحِ: السَّحِيلُ الخَيْطُ غَيْر مَفْتولٍ؛ ومن الثِّيابِ ما كانَ غَزْلُهُ طاقاً واحِداً، والمُبْرَمُ المَفْتولُ الغَزْل طاقَيْن والمِتْأم⁣(⁣٥) ما كانَ سَدَاه ولُحْمته طاقَيْن طاقَيْن ليسَ بمُبْرَم ولا مُسْحَل.

  والسَّحْلُ والسَّحِيلُ: الحَبْلُ الذي على قُوَّةٍ واحِدَةٍ والمُبْرَمُ الذي على طَاقَيْن وفي الصِّحاحِ: السَّحِيلُ من الحَبْلِ الذي يُفْتَل فَتْلاً واحِداً كما يَفْتِلُ الخيَّاطُ سِلْكَه، والمُبْرَمُ أَنْ يَجْمَع بَيْن نَسِيْجَتَيْن فَيُفْتَلا حَبْلاً واحِداً.

  وسَحَلْت الحَبْلَ فهو مَسْحُولٌ، ولا يقالُ⁣(⁣٦) مُسْحَل لأَجْلِ المُبْرَم، وقالَ غيرُه: وقد يقالُ أَسْحَلْته فهو مُسْحَلٌ، واللُّغَةُ العالِيَةُ سَحَلْته، وقالَ زُهَيْرٌ:

  على كلِّ حالٍ من سَحِيل ومُبْرَم⁣(⁣٧)

  والسَّحْلُ: ثَوْبٌ أَبْيَضُ رقيقٌ، أَو مِن القُطْنِ، خَصّه الأَزْهَرِيُّ هكذا.

  وقالَ الجَوْهَرِيُّ: السَّحْلُ الثَّوْبُ الأَبْيَضُ من الكُرْسُفِ من ثيابِ اليَمَنِ، قالَ المُسَيَّبُ بنُ عَلَس يَذْكر ظُعُناً:


(١) ديوانه ص ٤٤٩ واللسان والتهذيب.

(٢) في الأساس: وأُسْجِلَتْ البهمة ... وأُرجِلَتْ.

(٣) ضبطت عن معجم البلدان بكسر أوله وثانيه وتشديد لامه المكسورة.

(٤) في معجم البلدان: ابن أبي عاصم.

(٥) في الصحاح: «المتآم».

(٦) في الصحاح: «ويقال» وقد نبه إليه بهامش المطبوعة المصرية.

(٧) من معلقته، ديوانه ط بيروت ص ٧٩ وصدره:

يميناً لنِعْمَ السَّيِّدانِ وُجِدْتُما

وعجزه في اللسان والتهذيب والمقاييس ٣/ ١٤٠.