تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شلل]:

صفحة 385 - الجزء 14

  شَلَّ عَشْرُك أَي أَصابِعُك، قالَ أَبُو الخُضْريِّ اليَرْبُوعيُّ:

  مُهْرَ أَبي الْحَبْحَابِ لا تَشَلِّي ... بارَكَ فيكَ الله مِنْ ذِي أَلِّ⁣(⁣١)

  أي: لا شَلِلْتَ حَرَّكَ اللامَ للقافِيَةِ والياءُ من صِلَة الكسْرَةِ.

  قالَ اللَّيْثُ: ويقالُ لا شَلَلِ في معْنَى لا تَشْلَلْ، لأَنَّه وَقَعَ مَوْقِع الأَمْرِ فشُبِّه به.

  وعَيْنٌ شَلَّاءُ: قد ذَهَبَ بَصَرُها، عن النَّضْرِ وهو مجازٌ.

  وفي العَيْنِ عِرْقٌ إذا قُطِعَ حَصَل له ذِهابُ البَصَرِ.

  والشَّلِيلُ كأَمِيرٍ د، قالَ النابِغَةُ الجعدِيُّ:

  حتى غَلَبْنا ولولا نَحْن قدْ عَلِموا ... حَلَّتْ شَلِيلاً عَذارَاهُم وجَمَّالا⁣(⁣٢)

  والشَّلِيلُ: مِسْحٌ منْ صُوفٍ أَو شَعَرٍ يُجْعَلُ على عَجُزِ البَعيرِ من وَراءِ الرَّحْلِ قالَ جَمِيلُ:

  تَئِجُّ أَجِيْجَ الرَّحْلِ لَمَّا تَحَسَّرَتْ ... مَناكِبُها وابْتُزَّ عنها شَلِيلُها⁣(⁣٣)

  والجَمْعُ أَشِلَّةٌ، قالَ حاجبُ المَازِنيّ:

  كَسَوْنَ الفارِسِيَّةَ كُلَّ قَرْنٍ ... وزَيَّنَّ الأَشِلَّةَ بالسُّدُولِ⁣(⁣٤)

  وأَيْضاً: الغِلالَةُ تُلْبَسُ تَحْتَ الدِّرْعِ ثَوْباً كان أَو غيرَه، قالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ؛ قالَ: وقد تكونُ الدِّرعُ الصَّغيرَةُ القَصِيرَةُ تَحْتَ الكبيرَةِ أَو عامٌّ ما كانَتْ، ج شِلَّةٌ، بالكسرِ، هكذا في النسخِ، والصَّوابُ أَشِلَّةٌ كما في سائِرِ الأُمَّهات اللُّغَويَّةِ، قالَ أَوْسُ بنُ حجر:

  وجِئْنا بها شَهْباءَ ذاتَ أَشِلَّةٍ ... لها عارِضٌ فيه المَنِيَّةُ تَلْمَعُ⁣(⁣٥)

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: شَلَّ الدِّرْعَ يَشُلُّها شَلًّا إذا لَبِسها، وشَلَّها عليه. ويقالُ للدِّرْعِ نَفْسِها شَلِيلٌ.

  والشَّلِيلُ: مَجْرَى الماءِ في الوادِي أَو وَسَطُه حيْثُ يسِيْلُ مُعْظَم الماءِ، هكذا رَوَاه أَبُو عُبَيْدٍ عن أَبي عُبَيْدَةَ، والمَشْهُورُ فيه السَّلِيلُ بالسِّين المُهْمَلَةِ وقد تقدَّمَ.

  والشَّلِيلُ: النُّخاعُ وهو العِرْقُ الأَبيضُ الذي في فِقَرِ الظَّهْرِ.

  وأَيْضاً: طَرائِقُ طِوالٌ من لَحْمٍ تكونُ مُمْتَدَّةً مَعَ الظَّهْرِ واحِدَتُها شَلِيلَةٌ كِلَاهُما عن كراعٍ، والسِّينْ فيها أَعْلَى.

  والشَّلِيلُ: جَدُّ جَريرِ بنِ عبدِ الله بنِ جابِرٍ البَجَلِيِّ الصَّحابِيّ، رَضِيَ اللهُ تعالى عنه، والشَّلِيلُ لَقَبُ جابِر جَدّه، وهو ابنُ مالِكِ بنِ نصرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ جُشَم بنِ عَوْفٍ، وفيه يقولُ الشاعِرُ:

  كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بني شَلِيل⁣(⁣٦)

  وشَلِيلُ بنُ مُهَلْهِلٍ شَيْخٌ للحافِظِ شرف الدِّين أَبي محمدٍ عبدِ المُؤْمِنِ بنِ خَلَف الدِمْياطِيِّ، أَوْرَدَه في مُعْجمِ شيوخِه وأَثْنَى عليه، رَوَى عنِ ابنِ مُفَضَّل.

  وفاتَهْ:

  محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ شَلِيلٍ، قَرَأَ بالسبع على الشطنوفيِّ.

  وكزُبَيْرٍ: شُلَيْلُ بنُ إِسحقَ الزِنْبَقِيُّ مُحَدِّثٌ له ذِكْرٌ.

  وأَبُو الشُّلَيْلِ النُّفاثِيُّ؛ لِصٌّ شاعِرٌ منْ بَنِي كِلابٍ ثم منْ بَنِي نفاثَةَ منهم.

  وحِمارٌ مِشَلٌّ، بكسرِ الميمِ، كثيرُ الطَّرْدِ.

  ورَجُلٌ مِشَلٌّ وشَلولٌ، كصَبُورٍ وعُنُقٍ وصُرَدٍ وبُلْبُلٍ وفَدْفَدٍ، أَي خَفيفٌ في الحاجَةِ سَريعٌ حَسَنُ الصُّحْبَةِ طَيِّبُ النَّفْسِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: يقالُ للغُلامِ الحارِّ الرأْسِ الخَفِيفِ الرُّوح النَّشِيط في عَمَلِه: شُلْشُلٌ وشُنْشُنٌ وسُلْسُلٌ ولُسْلُسٌ وشُعْشُعٌ وجُلْجُلٌ، قالَ الأَعْشَى:


(١) اللسان والتهذيب، والأول في الصحاح والتكملة، قال الصاغاني: والرواية: مهر أبي الحارث.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان وقبله فيه:

صحا قلبي وأقصر غير أني ... أهش إذا مررت على الحمول

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٥٨ واللسان والمقاييس ٣/ ١٧٥ والأساس والصحاح.

(٦) اللسان «عقر» وصدره فيه:

إذا هبت لقاريها الرياح

وضبط شليل كزبير، وعجزه في اللسان «شلل» وضبطها بفتح فكسر.