تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع اللام

صفحة 386 - الجزء 14

  وقد غَدَوْتُ إِلى الحانوتِ يَتْبَعُني ... شاوٍ مِشَلُّ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلُ⁣(⁣١)

  قالَ سِيْبَوَيْه: جَمْعُ الشُّلُلِ شُلُلونَ، ولا يُكْسَرُ لقِلَّةِ فُعُلٍ في الصِّفَات.

  وقالَ أَبُو بَكْرٍ في بيتِ الأَعْشَى: الشَّاوِي الذي شَوَى، والشَّلُولُ الخَفِيفُ، والمِشَلُّ المِطْرَدُ، الشُّلْشُلُ الخَفِيفُ القَلِيلُ، وكَذلِكَ الشَّوِلُ، والأَلْفاظُ مُتَقارِبَةٌ أُرِيدَ بذِكْرِها والجَمْع بَيْنها المُبَالَغة.

  ورجُلٌ شُلْشُلٌ كبُلْبُلٍ ومُتَشَلْشِلٌ: قَليلُ اللَّحمِ مُتَخدِّدُهُ خَفِيفٌ فيمَا أَخَذَ فيه من عَمَلٍ أَو غيرِه، قالَ تَأَبَّطَ شرّاً:

  ولكِنَّني أُرْوِي من الخَمْرِ هامَتِي ... وأَنَضُو المَلا بالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِل⁣(⁣٢)

  إِنَّما يعْنِي الرَّجُلَ الخَفِيف المُتَخدِّدَ القَلِيل اللَّحْم، والشَّاحِب على هذا يُرِيد الصَّاحِب، وقيلَ: يُريدُ به السَّيْف وسَيَأْتي.

  والشَّلْشَلَةُ: قَطَرانُ الماءِ مُتَابعة، وقد تَشَلْشَل وشَلْشَلْته أَنَا.

  وماءٌ شَلْشَلٌ، كفَدْفَدٍ ومُتَشَلْشِلٌ: مُتَتابعُ القَطْرِ في سَيَلانِه، وكذلِكَ الدَّمُ إِذا تَتَابَع قَطَرانُ بعضِه بعضاً. وفي الحدِيثِ: «فإِنَّه يَأْتي يَوْمَ القِيامَة وجرحُه يَتَشَلْشَل». أَي يَتقاطَرُ دَماً.

  وشَلْشَلَ السَّيْفُ الدَّمَ وتَشَلْشَلَ به. صَبَّهُ وبه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ بَيْتَ تَأَبَّطَ شرّا السَّابِق.

  وشَلْشَلَ الصَّبيُّ بَوْلَه، وشَلْشَلَ به شَلْشَلَةً وشِلْشَالاً، بالكسْرِ، فَرَّقَهُ وأَرْسَلَهُ مُنْتَشِراً، والاسمُ الشَّلْشالُ بالفتحِ، وقيلَ لنُصَيبٍ: ما الشَّلْشالُ: في بيتٍ قالَهُ: لا أَدْرِي، سَمِعْته يقالُ فقُلْته.

  وشَلَّتِ العينُ دَمْعَها: أَرْسَلَتْهُ كشَنَّتْه، عن اللَّحْيانيِّ، وزَعَمَ يَعْقوب أَنَّه من البَدَلِ. والشُّلَّةُ، بالضمِ، النِيَّةُ حيْثُ انْتَوى القومُ، كما في المُحْكَمِ، أَو النِيَّةُ في السَّفَرِ، كما في التَّهْذِيبِ.

  والشُّلَّةُ: الأَمرُ البعيدُ تَطْلُبُه، ويُفْتَحُ، وبهما رُوِي قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

  نَهَيْتُكَ عن طلابكَ أُمَّ عَمْرو ... بعاقِبَةٍ وأَنْتَ إِذٍ صَحِيحُ

  وقلتُ تَجنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمٍّ ... ومَطْلَبَ شُلَّةٍ وهي الطَّروحُ⁣(⁣٣)

  ورَوَاهُ الأَخْفَشُ: سُخْطَ ابن عَمْرٍو، وقالَ يعْنِي ابنَ عُوَيْمر، ويُرْوَى: ونوىً طَرُوح، وهي رِوَايَة الأَصْمَعِيّ.

  ورَوَى ابنُ حَبِيبٍ: شَلَّة بالفتحِ.

  والمُشَلِّلُ: كمُحَدِّثٍ، الحِمارُ النَّهارُ⁣(⁣٤) هكذا في النسخِ، والصَّوابُ: النِّهايَةُ. في العِنايةِ بأُتُنِه، كما في العُبَابِ واللِّسَانِ، وهو نَصُّ ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  والمُشَلَّلُ: كمُعَظَّمٍ، جَبَلٌ يُهْبَطُ منه إِلى قُدَيْدٍ.

  وقالَ شَمِرٌ: انْشَلَّ السَّيْلُ وانْسَلَّ: ابْتَدَأَ في الإِنْدِفاعِ قَبْلَ أَن يَشْتَدَّ.

  وقالَ غيرُه: انْشَلَّ المَطَرُ انْحَدَرَ والشَّلُولُ كصَبُورٍ، من إِناثِ الإِبِلِ والنِّساءِ⁣(⁣٥)، هكذا هو في العُبَابِ، وفي بعضِ النسخِ: والشاءِ، نحوُ النابِ.

  والشَّلولُ: ماءٌ لبَنِي العَجْلانِ نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  اليَدُ الشَّلَّاءُ التي لا تُواتِي صاحِبَها على ما تُريدُ لِمَا بها من الآفةِ.

  وشَلَّ الدِّرْعَ عليه يَشُلُّها شَلًّا: لَبِسَها.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٤٧ واللسان وعجزه في التهذيب.

(٢) اللسان وعجزه في الصحاح.

(٣) ديوان الهذليين ١/ ٦٨ - ٦٩ برواية: «فقلت» بدل «وقلت» «ونوى طروح» بدل «وهي الطروح». واللسان والثاني في المقاييس ٣/ ١٧٤ والصحاح.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «النهاية» وبهامشه قال مصححه: «قوله الحمار النهار الخ هكذا في النسخ والصواب الحمار النهاية في العناية الخ ا هـ شارح لكن في النسخة الهندية المطبوعة قديماً: النهاية، فلعل نسخة الشارح محرفة ا هـ مصححه».

(٥) الذي في القاموس: «والشاءِ».