تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع اللام

صفحة 389 - الجزء 14

  يابِسَةً كالشَّيْمَلِ، كحَيْدَرٍ، والشَّأْمَل بالهَمْزِ مَقْلوبٌ من الشَّمْأَلِ الآتي ذِكْرُه والشَّمَلِ محرَّكةً، قالَ:

  ثَوَى مَالِكٌ ببِلادِ العَدُ ... وِّ تَسْفِي عليه رِياحُ الشَّمَل⁣(⁣١)

  قالَ ابنُ سِيْدَه: فإمَّا أَنْ يكونَ على التَّخْفِيفِ القِياسِيّ في الشَّمْأَلِ، وهو حَذْفُ الهَمْزةِ وإلْقاء الحَرَكَة على ما قَبْلِها، وإمَّا أَنْ يكونَ المَوْضُوع هكذا. قالَ: وتُسَكَّنُ ميمُهُ، هكذا جاء في شعْرِ البَعِيْث ولم يُسْمَع إلَّا فيه، قالَ:

  أَهَاجَ عليك الشَّوْقَ أَطلالُ دِمْنَةٍ ... بناصِفَةِ البُرْدَيْنِ أَو جانِبِ الهَجْلِ

  أَتَى أَبَدٌ من دون حِدْثانِ عَهْدِها ... وجَرَّت عليها كُلُّ نافحةٍ شَمْلِ⁣(⁣٢)

  والشَّمْأَلُ بالهَمْزِ، كجَعْفَرٍ، قالَ الكُمَيْتُ:

  مَرَتْه الجَنُوبُ فلَمَّا اكْفَهَ ... رَّ حَلَّتْ عَزَالِيَهُ الشَّمْأَلُ⁣(⁣٣)

  وقالَ أَوْسُ:

  وعَزَّتِ الشَّمْأَلُ الرِّيَاحَ وإذ ... بَاتَ كَمِيعُ الفَتَاةِ مُلْتَفِعا⁣(⁣٤)

  وقد تُشَدُّ لامُهُ وهذا لا يكونُ إلَّا في الشِّعْرِ، قالَ الزَّفَيانُ:

  تَلُفُّه نَكْباءُ أَو شَمْأَلُّ⁣(⁣٥)

  والشَّوْمَل، كجَوْهَرٍ، والشَّمِيْلُ، كأَمِيرٍ⁣(⁣٦)، ففيها لُغَاتٌ ثَمَانيةٌ، وإنْ قُلْنا إنَّ مشدَّدَة اللَّامِ لَيْسَتَ لضَرُورَةِ الشِّعْرِ فتِسْعَة. ويقالُ أَيْضاً: الشَّامَلُ كهَاجَرَ من غيرِ هَمْزِ، والشَّمَلُّ محرَّكةً مع شَدِّ اللامِ، وهَاتَان نَقَلَهما شيْخُنا، فتكونُ اللُّغاتُ إحْدَى عَشَرَةَ على قَوْلٍ قالَ: وزَادَ الكاف في الأَخِيْرَيْن إطْناباً وخُرُوجاً عن اصْطِلاحِه إذ لو قالَ: كجَوْهَرٍ وصَبُورٍ وأَمِيرٍ لكَفَى، فتأَمَّلْ.

  ج الشَّمَالُ شَمَالاتٌ قال جَذِيمةُ الأَبْرش:

  رُبَّما أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ ... تَرْفَعَنْ ثَوْبي شَمَالاتُ⁣(⁣٧)

  فأَدْخَلَ النُّونَ الخَفِيفَةَ في الوَاجِبِ ضَرُورَةً.

  وأَشْمَلُوا: دَخَلوا فيها، كقَوْلِهم: أَجْنَبُوا من الجَنُوبِ.

  وشَمِلُوا، كفَرِحُوا، أَصابَتْهم، وهم مَشْمُولُون.

  ومنه غَدِيرٌ مَشْمُولٌ: إذا نَسَجَتْه ريحُ الشَّمَالِ أَي ضَرَبَتْه فبَرَدَ ماؤُهُ وصَفَا.

  ومنه شَمَلَ الخَمْرَ يَشْملُها شَملاً: عَرَّضَها للشمَالِ فَبَرَدَتْ وطابَتْ، ولذا يقالُ لها مَشْمُولَةٌ، وهو مجازٌ.

  وفي قَوْلِ كعْبِ بنِ زُهَيْرٍ رَضِيَ الله تعالى عنه:

  صَافٍ بأَبْطَحَ أَضْحَى وهو مَشْمولِ

  أَي ماءٌ ضَرَبَتْه الشَّمَالُ.

  والشِّمَالُ، ككِتابٍ، سِمَةٌ في ضَرْعِ الشاةِ.

  وأَيْضاً: كُلُّ قَبْضَةٍ من الزَّرْعِ يَقْبِضُ عليها الحاصِدُ.

  وأَيْضاً: شيءٌ شبْهُ مِخْلاةٍ⁣(⁣٨) يُغَطَّى به ضَرْعُ الشَّاةِ، ولو قالَ: وكيْسٌ يُغَشَّى به ضَرْعُ الشاةِ، كانَ أَحْسَن وأَخْصَر وقَوْلُه: إذا ثَقُلَتْ، الأَوْلَى إذا ثَقُلَ لأَنَّ الضَّرْعَ مُذَكَّرٌ. أو خاصٌّ بالعَنْزِ، وكذلِكَ النَّخْلَةُ إذا شُدَّت أَعْذاقُها بقِطَعِ الأَكْسِية لئَلَّا تُنْفَض.

  وشَمَلَها يَشْمُلُها من حَدِّ نَصَرَ، ويَشْمِلُها من حَدِّ ضَرَبَ، الكَسْرُ عن اللّحْيانيِّ، عَلَّقَ عليها الشِّمالَ وشَدَّهُ في ضَرْعِها؛ وشَمَلَ الشَّاةَ أَيْضاً.

  وفي التَّهْذِيبِ: وقيلَ شَمَلَ الناقَةَ عَلَّقَ عليها شِمَالاً، وأَشْمَلَها جَعَل لها شِمَالاً أَو اتَّخَذَه لها.

  وشَمِلَهُمُ الأَمْرُ، كفَرِحَ ونَصَرَ، وهذه أَعْنِي الأَخيرَةَ لُغَةٌ


(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٢) اللسان وفيه «نافجة شمل».

(٣) اللسان.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٥٤ برواية: «وقد أمسى» بدل «وإذ بات» واللسان.

(٥) اللسان والصحاح والتكملة قال الصاغاني: وليس الرجز للزقيان.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وكأمير، في نسخ المتن المطبوعة قبله زيادة: وكصبورٍ، وعليها قول شيخه وزاد الكاف في الأخيرين الخ، وقد سقطت من نسخ الشارح ولذا قال: ففيها لغات ثمانية ا هـ وتأمل».

(٧) اللسان والصحاح.

(٨) في القاموس: وشيءٌ كمِخْلَاةٍ.