تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الطاء المهملة مع اللام

صفحة 439 - الجزء 15

  أَرَادَ من كُرُومِ العَقاراء فَقَلَب.

  ومن المجازِ: الطَّلَّةُ: الزَّوْجَةُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لعَمْرِو بنِ حَسَّانِ بنِ هانِئ بنِ مَسْعودِ بنِ قَيْسِ بنِ خالِدٍ:

  أَفي نابَيْن نالَهُما إِسافٌ

  تأَوَّه طَلَّتي ما إِنْ تَنامُ؟(⁣١)

  وإسافٌ: اسمُ رجُلٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لشاعِرٍ:

  وإِنِّي لَمُحْتَاجٌ إلى مَوْتِ طَلَّتي

  ولكنْ قَرِينُ السُّوءِ باقٍ مُعَمَّرُ⁣(⁣٢)

  والطَّلَّةُ: اللَّذيذَةُ من الرَّوائِحِ، أَنْشَدَ ثَعْلَب:

  تَجِيءُ بِرَيَّا من عُثَمْيَة⁣(⁣٣) طَلَّةٍ

  يَهَشُّ لها القَلْبُ الدَّوِي فيُثِيبُ⁣(⁣٤)

  وأَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ:

  بِرِيحِ خُزَامَى طَلَّةٍ من ثيابِها

  ومن أَرَجٍ من جَيِّدِ المِسْك ثاقِبٍ⁣(⁣٥)

  والطَّلَّةُ: الرَّوْضَةُ بَلَّها الطَّلُّ أَي النَدَّى وقد طلت هي.

  والطَّلَّةُ: العَجوزُ، وأَيْضاً: المرْأَةُ البَذِيَّةُ اللِّسانِ المُؤْذِيةُ.

  والطَّلَّةُ: النَّعْمَةُ في المَطْعَمِ والمَلْبَسِ.

  والطِّلَّةُ، بالكَسْرِ: جَمْعُ طَلِيلٍ، كأَميرٍ: للحَصيرِ المَنْسوجِ من دوم الآتي ذِكْرُه.

  والطُّلَّةُ، بالضمِ: العُنُقُ. وأَيْضاً: الشَّرْبَةُ من اللّبَنِ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ، ج طُلَلٌ، كصُرَدٍ، وهو قَوْلُ الفرَّاءِ.

  والطَّلَلُ، محرَّكةً: الشَّاخِصُ من آثارِ الدَّارِ، والرَّسْمُ ما كانَ لاصِقاً بالأَرْضِ.

  وقيلَ: الطَّلَلُ شَخْصُ كلِّ شيءٍ كالطَّلالَةِ، كسَحابَةٍ فيهما. يقالُ: حيَّا اللهُ طَلَلَكَ وطلالَتك أي شَخْصَك، ج أَطْلالٌ وطُلولٌ، ويقالُ: حيَّا اللهُ طَلَلَك وأَطْلالَك، أَي ما شَخَصَ من جَسَدِك. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: الطَّلَلُ من الدَّارِ مَوْضِعٌ من صَحْنِها يُهَيَّأُ لِمَجْلِسِ أَهْلِها.

  وقالَ ابنُ سِيْدَه: كالدُّكَّانَةِ يُجْلَسُ عليها.

  ونَقَلَ الأَزْهَرِيُّ عن أَبي الدُّقَيْش قالَ: كان يكون بِفناءِ كلِّ بَيْتٍ دُكَّانٌ عليه المَأْكَلُ والمَشْرَبُ فذلِكَ الطَّلَلُ.

  والطَّلَلُ من السَّفينةِ: جِلالُها، عن ابنِ سِيْدَه، والجَمْعُ أَطْلالٌ وهي شِراعُها، ومنه حدِيثُ أَبي بَكْرٍ: أَنَّه كانَ يُصَلِّي على أَطْلالِ السَّفينةِ.

  والطَّلَلُ: الطريءُ من كلِّ شيءٍ.

  ويقالُ: مَشَى على طَلَلِ الماءِ أَي على ظَهْرِهِ نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَي على وَجْهِه وهو مجازٌ.

  والطُّلُّ، بالضمِ: اللّبَنُ، وهذا قد سَبَقَ عن الجَوْهَرِيُّ في مَعْنى قَوْلِهم ما بالناقَةِ من طُلّ، أَو الدَّمُ عن ابنِ عُبَّادٍ.

  وقَوْلُه أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابيِّ.

  مِثْل النَّقا لبَّدَه ضَرْبُ الطَّلَل

  قالَ ابنُ سِيْدَه: أَرَادَ ضَرْب الطَّلِّ ففَكَّ المُدْغَمَ ثم حَرَّكَهُ ورُوِيَ: ضَرْبُ الطِّلَل، بكسرِ الطَّاءِ مَقْصوراً من الطِّلالِ التي هي جَمْعُ الطَّلَّ فحذَفَ أَلفُ الجَمْعِ.

  قلْتُ: وعلى هذا الوَجْه اقْتَصَرَ ابنُ جنيِّ في المحتسبِ.

  وتَطَالَلْتُ تَطَاوَلْتُ فَنَظَرْتُ، قالَ أَبُو العُمَيْثَل: هما بمعْنىً واحِدٍ.

  وقالَ الجَوْهَرِيُّ: تَطالَّ مَدَّ عُنُقَه يَنْظُرُ إلى الشيءِ يَبْعُدُ عنه، قالَ طَهْمانُ بنُ عَمْرٍو:

  كَفَى حَزَناً أَنِّي تَطالَلْتُ كَيْ أَرَى

  ذُرَا * قُلَّتَيْ دَمْخٍ فما تُرَيانِ

  أَلا حَبَّذا واللهِ لو تَعْلَمانهِ

  ظِلالُكُما يا أَيُّها العَلَمانِ

  رماؤُكُما ** العَذْب الذي لو شَرِبْتُه

  وبي نافِضُ الحُمَّى إذاً لشَفاني⁣(⁣٦)


(١) اللسان والصحاح.

(٢) اللسان.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: عثيمة كذا بخطه، وفي اللسان: عثيلة ولم أَقف عليهما، فحرره».

(٤) اللسان.

(٥) اللسان.

(*) كذا بالأصل واللسان: ذُرى.

(**) كذا بالأصل واللسان: وماؤكُما.

(٦) اللسان، والأول في الصحاح.