تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عبل]:

صفحة 458 - الجزء 15

  عَباقلُ: موْضِعٌ لبَنِي فرير⁣(⁣١) بالرملِ، قالَهُ نَصْرُ.

  [عبل]: العَبْلُ الضَّخْمُ من كلِّ شيءٍ، ومنه الحديثُ في صفةِ سعْدِ بنِ معاذٍ كان عَبْلاً من الرِّجالِ.

  ورجُلٌ عَبْلُ الذِّراعَيْن أَيْ ضَخْمُهما.

  وفَرَسٌ عَبْلُ الشَّوَى أَي غليظُ القوائِم، قالَ امْرُؤ القَيْسِ:

  سُليمُ الشظى عبلِ الشَّوَى شَنِجِ النَّسا

  لَهُ حَجَبَاتٌ مُشرِفَاتٌ على الفَالِي⁣(⁣٢)

  وهي بهاءٍ ج عِبَالٌ كجِبالٍ⁣(⁣٣) وضِخامٍ، وجَمْعُ عَبْلَة عَبْلاتٌ لأَنَّه نعت، وقد عَبُلَ كَكَرُمَ عَبَالَةً، وكذا عَبَلَ مِثْلُ نَصَرَ: أَي ضَخُمَ فهو أَعْبَلٌ وعَبِلَ كفَرِحَ، عَبْلاً فهو عَبِلٌ، ككَتِفٍ وأَعْبَلَ أَي غَلُظَ وابْيَضَّ وأَصْلُه في الذِّراعَيْن.

  والعَبْلاءُ الصَّخْرَةُ من غير أَنَّ تُخصَّ بصفَة، أَوْ البَيْضاءُ منها كما في الصِّحاحِ، وهكذا قيَّدَه ثَعْلَب، زادَ غيرُه الصُّلْبَةُ، وجَمْعُها عِبالٌ كبَطْحاء وبِطَاحٍ.

  والعَبَنْبَلُ، كسَمَنْدَلٍ: الضَّخْمُ الشَّديدُ العَظيمُ عن أَبِي عَمْرٍو، وأَنْشَدَ:

  سَمَّيْتُ عَوْدِي الخَيْطَفَ الهَمَرْجَلا

  الهَوْزَبَ الدِّلْهاثَةَ العَبَنْبَلا⁣(⁣٤)

  كُنْتُ أُحِبُّ ناشِئاً عَبَنْبَلا

  يَهْوَى النِّساءَ يُحِبُّ الغَزَلا⁣(⁣٥)

  وقالت امْرَأَةٌ: والعَبَلُ مُحرَّكةً: الهَدَبُ، وهو كلُّ وَرَقٍ مَفْتولٍ، وفي العُبَابِ: مُنْفَتِل، غيرُ مُنْبَسِطٍ كوَرَقِ الطَّرْفاء والأَرْطَى والأَثْل ونَحْو ذلِكَ، كما في الصِّحاح، ومنه قولُ الرَّاجِزِ:

  أَوْدَى بلَيْلِي كُلُّ نَيَّافٍ شَوِل

  صاحِب عَلْقى ومُصاصٍ وعَبَل⁣(⁣٦)

  وقيلَ: هو ثَمَرُ الأَرْطَى، وقيلَ: هُدْبُه إذا غَلُظَ في القيظِ واحْمَرَّ وصَلُحَ أَن يُدْبَغَ به، أَو هو الوَرَقُ الدَّقيقُ، أَو هو مِثْلُ الوَرَقِ وليسَ بوَرَقٍ، أَو هو السَّاقِطُ منه، أَي من الوَرَقِ، وأَيْضاً الطَّالِعُ منه، فهو ضِدٌّ، وقد أَعْبَلَ الشَّجَرُ فيهما أي في السَّاقِطِ والطَّالِع.

  قالَ الَأزْهريُّ: سَمِعْتُ غيرَ واحِدٍ من العَرَبِ يقولُ: غَضًى مُعْبِلٌ وأَرْطَى مُعْبِلٌ إذا طَلَعَ وَرَقُه، قالَ: وهذا هو الصَّحيحُ، ومنه قولُ ذي الرُّمَّةِ:

  إذا ذابَتِ الشَّمْس اتَّقى صقَراتِها

  بأَفنانِ مَرْبوعِ الصَّريمة مُعْبِل⁣(⁣٧)

  وإنَّما يتَّقي الوَحْشيُّ حَرَّ الشمسِ بأَفْنانِ الأَرْطاةِ التي طَلَع وَرَقُها، وذلِكَ حِيْن يَكْنِس في حَمْراء القَيْظِ، وإنَّما يسقُطُ وَرَقُها إذا بَرَدَ الزمانُ ولا يَكْنِس الوَحشُ حينئذٍ ولا يتَّقي حَرَّ الشمسِ.

  وقالَ النَّضْرُ أَعْبَلَت الَأرطاةُ إذا نَبَتَ ورَقُها، وأَعْبَلَت إذا سَقَطَ ورَقُها، فهي مُعْبِلٌ.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ جَعَلَ ابنُ شُمَيْل أَعْبَلَت الشَّجَرَةُ من الَأضْدادِ، ولو لم يحْفَظْه عن العَرَبِ ما قالَهُ لأَنَّه ثقةٌ مأْمونٌ.

  وحَكَى ابنُ سِيْدَه عن أبي حَنِيفَةَ أَعْبَلَ الشجرُ إذا خَرَجَ ثمرُه، قالَ وقالَ لم أَجِدْ ذلِكَ مَعْروفاً.

  وفي الصِّحاحِ: قالَ الأَصْمَعِيُّ أَعْبَلَت الشَّجَرَةُ سَقَطَ ورَقُها، ومنه الحدِيثُ: أَنَّ عُمَرَ⁣(⁣٨) ¥، قالَ لرجُلٍ: إذا أَتَيْت مِنًى فانْتَهَيْت إلى موْضِعِ كذا وكذا فإنَّ هناك سَرْحةً لم تُعْبَل ولم تُجْرَد ولم تُسْرَف سُرَّ تحْتَها سَبْعون نبيًّا فانزِلْ تَحْتَها.

  قالَ أَبو عُبَيْد: أَي لم يَسْقُط ورقُها ولم يأْكُلْها الجَرَادُ ولا السرفة، قالَ: والسَّرْو والنَّخْل لا يُعْبَلان، وكُلُّ شجرٍ نَبَتَ ورَقُه صيفاً وشتاءً فهو لا يُعْبَل.

  ورَوَاه الحربيُّ: لم تعْبِل بكسرِ الباءِ، أَي لم يسْقُط ورَقُها.

  وَعَبَلَ الشَّجَرَةَ يَعْبِلُها عَبْلاً حَثَّ وَرَقَها عنها، ومنه


(١) زيد في ياقوت: من طيئ.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٤٣ والضبط عنه، وبهامشه: الشظى: عظيم لاصق بالذرع، والفالي: اللحم الذي على الورك، وأصله الفائل.

(٣) عن القاموس، وبالأصل «كحبال».

(٤) التكملة.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان وفيه «أودي بليلى» و «مضاض وعبل».

(٧) ديوانه ص ٥٠٤ واللسان والتهذيب والصحاح.

(٨) في اللسان: «ابن عمر».