تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين مع اللام

صفحة 545 - الجزء 15

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الغُسُلُ، بضمَّتَيْن: لُغَةٌ في الغُسْلِ، بالضمِ، للاسمِ من الاغْتِسالِ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للكُميْتِ يَصِفُ حِمارَ وَحْشٍ:

  تحت الأَلاءَةِ في نوعين مِن غُسُلٍ

  باتا عليه بِتَسْحالٍ وتَقْطَارِ⁣(⁣١)

  يقولُ: يسيلُ عليه مَرَّةً ما على الشَّجرةِ من الماءِ ومَرَّةً مِن المَطَرِ.

  والغُسْلُ، بالضمِ: تمامُ غَسل الجَسَدِ كُلّه.

  وحَنْظَلَةُ بنُ أَبي عامِرٍ الأَنْصارِيّ يقالُ له غَسِيلُ المَلائِكَةِ، رَضِىَ اللهُ تعالَى عنه، اسْتَشْهَدَ يومَ أُحُدٍ وغسَّلَتْه المَلائِكَةُ، وأَوْلادُه يُنْسَبُون إليهِ: الغَسيلِيِّين منهم: أَبو إسحقَ إبْراهيمُ بنُ إسحقَ بنِ إبْراهيمَ بنِ عيسىَ الأنْصاريُّ الغَسيليُّ عن بنْدَار وهو ضَعِيفٌ.

  وغَسَلَ اللهُ حَوْبَتَك أَي إِثْمَك يعْني طهَّرك منه، وهو على المَثَلِ. وفي حدِيثِ الدُّعاءِ: «واغْسِلْني بماءِ الثلجِ والبردِ» أَي طَهِّرْني مِن الذنوبِ.

  ورجُلٌ غُسِلٌ⁣(⁣٢)، ككَتِفٍ: كثيرُ الضِّرابِ لامْرَأَته، قالَ الهُذَليُّ:

  وَقْع الوَبِيل نَحاه الأَهْوَجُ الغُسَلُ⁣(⁣٣)

  وفي حدِيثِ العَين: «العَيْنُ حَقٌّ فإذا اسْتُغْسِلْتُم فاغْسِلُوا» أَي إذا طَلَبَ مَنْ أَصَابَتْه العَيْنُ مِن أَحدٍ جَاءَ إلى العائِنِ بقَدَحٍ فيه ماء، فيُدْخِل كَفَّه فيه فَيَتَمَضْمض، ثم يمجُّه في القَدَح ثم يغسلُ وَجْهه فيه، ثم يدْخِل يَدَه اليُسْرى فيصبُّ على يدِهِ اليُمْنى، ثم يدْخِلُ يدَه اليُمْنى فيصبُّ على يدِهِ اليُسْرى، ثم يدْخِلُ يدَه اليُسْرى فيصبُّ على مرفقِه الأَيْمن، ثم يدْخِل يدَه اليُمْنى فيصبُّ على مرفقِه الأَيْسر، ثم يدْخِلُ يدَه اليُسْرى فيصبُّ على قدَمِه اليُمْنى ثم يدْخِلُ يَدَه اليُمْنى فيصبُّ على قدَمِه اليُسْرى، ثم يدْخِلُ يدَه اليُسْرى فيصبُّ على ركْبتِه اليُمْنى، ثم يدْخلُ يدَه اليُمْنى فيصبُّ على ركْبته اليُسْرى، ثم يغسلُ داخِلَةَ الإِزارِ، ولا يُوضَعُ القَدَحُ على الأَرْضِ، ثم يُصَبُّ ذلك الماءُ المُسْتعمَلُ على رأْسِ المُصَابِ بالعَيْن من خلفِه صبَّة واحِدَةً فيَبْرأُ بإِذْنِ اللهِ تعالَى.

  والغَاسُولُ: جَبَلٌ بالشامِ، عن ابنِ بَرِّي، وأَنْشَدَ للفَرَزْدقِ:

  تَظَلُّ إِلى الغَاسُول تَرمى حرينه

  ثَنايا بِراقٍ ناقِتي بالحَمَالِق⁣(⁣٤)

  وغاسلٌ ضَرْبٌ من الشَّجرِ.

  الغَسُّول: الأُشْنان.

  وانْغَسَلَ الشيء مُطَاوِع غَسَلَه.

  ويقالُ: بَنُوا هذه المدِينَة بغُسلاتِ⁣(⁣٥) أَيْدِيهم أَي بمكَاسِبِهم.

  وما غَسَلوا رؤوسهم من يومِ الجَمَلِ: أَي ما فَرَغوا ولا تَخَلَّصوا.

  وكَلامُه مَغْسولٌ⁣(⁣٦)، كما تقولُ عُرْيانٌ وسَاذَجٌ للذي لا يُنكّتُ فيه قَائِله كأَنَّما غُسِل من النُّكَتِ والفِقَر غَسْلاً أَو من حَقّه أَن يُغْسَلَ ويُطْمَسَ، وقد يكونُ المَغْسولُ كِنايَةً عن المنقح المهذبِ من الكَلامِ.

  ويقالُ: على وَجْهِه غِسْلَةٌ إِذا كان حسَناً ولا مِلْحَ عليه، كما يقالُ لضدِّه: على وَجْهِه حِفْلَةٌ.

  وعطْفَةُ الغَسَّالِ، كشَدَّادٍ: إِحْدَى محالِّ مِصْرَ، حَرَسَها اللهُ تعالَى، وهي محلُّ سَكَني حينَ كتابَتِي في هذا الشرْحِ.

  وأَبو القاسِمِ طَلحَةُ بنُ أَحْمدِ الغَسّال الأَصْبهانيُّ، وأَبو الخَيْر المُبارَكُ بنُ الحُسَيْن الغَسَّال البَغْدادِيُّ المُقْرِئُ، وأَبو الكَرم المُبارَكُ بنُ مَسْعود بنِ خميس الغَسَّال، وأَبو البَرَكات محمدُ بنُ سَعْدِ بنِ الغَسَّال وابنُه عبدُ الغنيِّ وحفيدُه عبدُ الرّحمن بنُ عبدِ الغنّي، وأَبو بكْرٍ أَحْمدُ بنُ خطاب الغَسَّال، والشيخُ محمودُ بنُ الغَسَّال، وعبدُ اللهِ بنُ محمد بنِ نوحٍ الغَسَّال المَرُوزيُّ، مُحدِّثُون⁣(⁣٧).


(١) الصحاح واللسان.

(٢) ضبطت في اللسان هنا وفي الشاهد، بالقلم «بضم ففتح» والأصل كالأساس في الشرح والشاهد.

(٣) اللسان والأساس.

(٤) ديوانه ط بيروت ٢/ ٤١ وفيه: «ترعى حزينة» والأصل كاللسان.

(٥) في الأساس: بغسالات

(٦) في الأساس: وكلام فلان مغسول ليس بمعسولٍ.

(٧) ذكرهم الحافظ في التبصير ٣/ ١٠٠٨ - ١٠٠٩.