فصل الغين مع اللام
  وغُولٌ(١): ع، وهو ماءٌ للضبابِ بجَوْفِ طخفة به نَخْلٌ يُذْكَرُ مع قادم، وهُما وَادِيان، قالَهُ نَصْر.
  وقالَ النَّضْرُ: الغُولُ شَيْطانٌ يأْكُلُ النَّاس.
  وقالَ غيرهُ: كُلُّ ما اغْتالَكَ مِن جنِّ وشَيْطانٍ أَو سَبُع فهو غُولٌ.
  أَو هي دابَّةٌ مهولَةُ ذاتُ أَنْيابٍ، رأَتْها العَرَبُ وعَرَفَتْها وقَتَلَها تَأَبَّطَ شَرّاً جابرُ بنُ سُفْيان الشاعِرُ المَشْهورُ.
  والغُولُ: من يَتَلَوَّنُ أَلْواناً من السَّحَرَةِ والجِنِّ.
  وفي الحَديْثِ: «إذا تَغَوَّلَتْ لكُم الغِيلانُ فبَادِرُوا بالأَذَان» أَي ادْفَعُوا شَرَّها بذِكْرِ اللهِ.
  وذُكِرَتْ الغِيلانُ عندَ عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه، فقالَ: «إذا رَآها أَحدُكم فليُؤَذِّن فإِنَّه لا يتحوَّلُ عن خلقِه الذي خُلِقَ له».
  أَو الغُولُ: كلُّ ما زَالَ به العَقْلُ، وقد غَالَ به غَولاً، ويُفْتَحُ ويقالُ: غالَتْه غولٌ أَي أَهْلَكَتْهُ هَلَكَةٌ، أَو وَقَعَ في مَهْلَكةٍ، أَو لم يَدْرِ أَيْنَ صَقَع.
  والغَوائِلُ: الدَّواهِي، جَمْعُ غائِلَةٍ ومنه قوْلُ الشاعِرِ:
  فأَنْتَ مِن الغَوائِلِ حينَ ترمى
  ومِن ذمِّ الرِّجالِ بمنتزاح
  وغائِلَةُ الحَوْضِ: ما انْخَرَقَ منه وانْثَقَبَ فذَهَبَ بالماءِ، قالَ الفَرَزْدقُ:
  يا قَيسُ إنكمُ وجدْتُم حَوْضَكم
  غالَ القِرَى بمُثَلَّمٍ مَفْجور
  ذهبتْ غَوائِلُه بما أَفْرَغْتُمُ
  برِشاء ضَيِّقة الفُروع قَصِير(٢)
  وأَتَى غَوْلاً غائِلَةً، أَي أَمْراً داهِياً مُنْكَراً وقالَ أَبو عَمْرٍو: المُغاوَلَةُ: المبادَرَةُ في السَّيْر وغيرِهِ. وفي حدِيث الإِفْك: «بعدَ ما نزلوا مُغاولِين» أَي مُبْعِدِين في السَّيرِ.
  وفي حدِيْث عمَّار: أنّه أَوْجَزَ في الصَّلاةِ وقالَ: «كُنْت أُغاوِلُ حاجةً لي». وفي حَديْثِ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ: «كُنْت أُغاوِلُهم في الجاهِليَّة» أَي أُبادِرُهم بالغارَةِ والشَّرِّ، ويُرْوَى بالرَّاء، وقالَ الأخْطلُ يَذْكرُ رَجُلاً أَغارَتْ عليه الخَيْلُ:
  عايَنْتُ مُشْعِلةَ الرِّعالِ كأَنَّها
  طيرٌ تُغاوِلُ في شَمَامَ وُكُورَا(٣)
  والمِغْولُ، كمِنْبرٍ: حَديدَةٌ تُجْعَلُ في السَّوطِ فيكونُ لها غِلافاً.
  وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: هو سوطٌ في جَوْفِه سَيْفٌ.
  وقالَ غيرُهُ: سُمِّي مِغْوَلاً لأنَّ صاحِبَه يَغْتالُ به عَدوَّه أَي يُهْلكُه من حيثُ لا يَحْتسِبُه، وجَمْعُه المَغاوِلُ.
  وقيلَ: هو شِبْهُ مِشْمَلٍ إلَّا أَنَّه أَدَقُّ وأَطْولُ منه، ومنه حَدِيْث الفِيل: «حتى أَتى مكَّة فضَرَبُوه بالمِغْولِ على رأْسِه».
  وقالَ أَبو حنيفَةَ: هو نَصْل طَويلٌ قَليلُ العَرْضِ غَلِيظُ المَتْنِ، فوصف العَرْضِ الذي هو كَمِّيَةٌ بالقِلَّةِ التي لا يُوصَفُ بها إلَّا الكَيْفِيَّة.
  أَو سَيْفٌ قَصيرٌ يَشْتملُ به الرَّجُلُ تحتَ ثِيابِه، ومنه حَدِيْث أُمّ سُلَيْم: «رَآها رَسُولُ اللهِ ﷺ، وبيدِها مِغْولٌ فقالَ: ما هذا؟ فقالَتْ: أَبْعَج به بُطونَ الكُفَّار».
  وقيلَ: هو حَدِيدٌ دَقيقٌ له حَدٌّ ماضٍ وقَفاً يشدُّه الفاتِكُ على وَسَطِه ليَغْتالَ به الناسَ. وفي حَدِيْث خَوَّات: «انْتَزَعْت مِغْولاً فَوَجَأْت به كَبِدَهُ».
  ومِغْولٌ: اسْمُ(٤) رَجُلٍ.
  وأَبو عبدِ اللهِ مالِكُ بنُ مِغْولِ بنِ عاصِم بنِ مالِكِ الجبليُّ مِن ثِقاتِ أَصْحابِ الحَدِيْث.
  والغَوْلانُ: حَمْضٌ كالأُشْنانِ.
  وفي الصِّحاحِ عن أَبي عُبَيْدٍ: الغَوْلانُ نَبْتٌ مِن الحَمْضِ، زادَ أَبو حنيفَة شَبيهٌ بالعُنْطُوانِ إلَّا أَنَّه أَدقُّ منه وهو مَرْعَى، قالَ ذو الرُّمَّة:
(١) قيدها ياقوت نصاً بالفتح.
(٢) اللسان.
(٣) اللسان والصحاح والتهذيب والأساس منسوباً لجرير، وهو في ديوانه ص ٢٩٢ من قصيدة يهجو بها الأخطل. وقال ابن بري: البيت للأخطل لا لجرير.
(٤) في القاموس بالضم منونة.