تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين مع اللام

صفحة 558 - الجزء 15

  وغُولٌ⁣(⁣١): ع، وهو ماءٌ للضبابِ بجَوْفِ طخفة به نَخْلٌ يُذْكَرُ مع قادم، وهُما وَادِيان، قالَهُ نَصْر.

  وقالَ النَّضْرُ: الغُولُ شَيْطانٌ يأْكُلُ النَّاس.

  وقالَ غيرهُ: كُلُّ ما اغْتالَكَ مِن جنِّ وشَيْطانٍ أَو سَبُع فهو غُولٌ.

  أَو هي دابَّةٌ مهولَةُ ذاتُ أَنْيابٍ، رأَتْها العَرَبُ وعَرَفَتْها وقَتَلَها تَأَبَّطَ شَرّاً جابرُ بنُ سُفْيان الشاعِرُ المَشْهورُ.

  والغُولُ: من يَتَلَوَّنُ أَلْواناً من السَّحَرَةِ والجِنِّ.

  وفي الحَديْثِ: «إذا تَغَوَّلَتْ لكُم الغِيلانُ فبَادِرُوا بالأَذَان» أَي ادْفَعُوا شَرَّها بذِكْرِ اللهِ.

  وذُكِرَتْ الغِيلانُ عندَ عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه، فقالَ: «إذا رَآها أَحدُكم فليُؤَذِّن فإِنَّه لا يتحوَّلُ عن خلقِه الذي خُلِقَ له».

  أَو الغُولُ: كلُّ ما زَالَ به العَقْلُ، وقد غَالَ به غَولاً، ويُفْتَحُ ويقالُ: غالَتْه غولٌ أَي أَهْلَكَتْهُ هَلَكَةٌ، أَو وَقَعَ في مَهْلَكةٍ، أَو لم يَدْرِ أَيْنَ صَقَع.

  والغَوائِلُ: الدَّواهِي، جَمْعُ غائِلَةٍ ومنه قوْلُ الشاعِرِ:

  فأَنْتَ مِن الغَوائِلِ حينَ ترمى

  ومِن ذمِّ الرِّجالِ بمنتزاح

  وغائِلَةُ الحَوْضِ: ما انْخَرَقَ منه وانْثَقَبَ فذَهَبَ بالماءِ، قالَ الفَرَزْدقُ:

  يا قَيسُ إنكمُ وجدْتُم حَوْضَكم

  غالَ القِرَى بمُثَلَّمٍ مَفْجور

  ذهبتْ غَوائِلُه بما أَفْرَغْتُمُ

  برِشاء ضَيِّقة الفُروع قَصِير⁣(⁣٢)

  وأَتَى غَوْلاً غائِلَةً، أَي أَمْراً داهِياً مُنْكَراً وقالَ أَبو عَمْرٍو: المُغاوَلَةُ: المبادَرَةُ في السَّيْر وغيرِهِ. وفي حدِيث الإِفْك: «بعدَ ما نزلوا مُغاولِين» أَي مُبْعِدِين في السَّيرِ.

  وفي حدِيْث عمَّار: أنّه أَوْجَزَ في الصَّلاةِ وقالَ: «كُنْت أُغاوِلُ حاجةً لي». وفي حَديْثِ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ: «كُنْت أُغاوِلُهم في الجاهِليَّة» أَي أُبادِرُهم بالغارَةِ والشَّرِّ، ويُرْوَى بالرَّاء، وقالَ الأخْطلُ يَذْكرُ رَجُلاً أَغارَتْ عليه الخَيْلُ:

  عايَنْتُ مُشْعِلةَ الرِّعالِ كأَنَّها

  طيرٌ تُغاوِلُ في شَمَامَ وُكُورَا⁣(⁣٣)

  والمِغْولُ، كمِنْبرٍ: حَديدَةٌ تُجْعَلُ في السَّوطِ فيكونُ لها غِلافاً.

  وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: هو سوطٌ في جَوْفِه سَيْفٌ.

  وقالَ غيرُهُ: سُمِّي مِغْوَلاً لأنَّ صاحِبَه يَغْتالُ به عَدوَّه أَي يُهْلكُه من حيثُ لا يَحْتسِبُه، وجَمْعُه المَغاوِلُ.

  وقيلَ: هو شِبْهُ مِشْمَلٍ إلَّا أَنَّه أَدَقُّ وأَطْولُ منه، ومنه حَدِيْث الفِيل: «حتى أَتى مكَّة فضَرَبُوه بالمِغْولِ على رأْسِه».

  وقالَ أَبو حنيفَةَ: هو نَصْل طَويلٌ قَليلُ العَرْضِ غَلِيظُ المَتْنِ، فوصف العَرْضِ الذي هو كَمِّيَةٌ بالقِلَّةِ التي لا يُوصَفُ بها إلَّا الكَيْفِيَّة.

  أَو سَيْفٌ قَصيرٌ يَشْتملُ به الرَّجُلُ تحتَ ثِيابِه، ومنه حَدِيْث أُمّ سُلَيْم: «رَآها رَسُولُ اللهِ ، وبيدِها مِغْولٌ فقالَ: ما هذا؟ فقالَتْ: أَبْعَج به بُطونَ الكُفَّار».

  وقيلَ: هو حَدِيدٌ دَقيقٌ له حَدٌّ ماضٍ وقَفاً يشدُّه الفاتِكُ على وَسَطِه ليَغْتالَ به الناسَ. وفي حَدِيْث خَوَّات: «انْتَزَعْت مِغْولاً فَوَجَأْت به كَبِدَهُ».

  ومِغْولٌ: اسْمُ⁣(⁣٤) رَجُلٍ.

  وأَبو عبدِ اللهِ مالِكُ بنُ مِغْولِ بنِ عاصِم بنِ مالِكِ الجبليُّ مِن ثِقاتِ أَصْحابِ الحَدِيْث.

  والغَوْلانُ: حَمْضٌ كالأُشْنانِ.

  وفي الصِّحاحِ عن أَبي عُبَيْدٍ: الغَوْلانُ نَبْتٌ مِن الحَمْضِ، زادَ أَبو حنيفَة شَبيهٌ بالعُنْطُوانِ إلَّا أَنَّه أَدقُّ منه وهو مَرْعَى، قالَ ذو الرُّمَّة:


(١) قيدها ياقوت نصاً بالفتح.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان والصحاح والتهذيب والأساس منسوباً لجرير، وهو في ديوانه ص ٢٩٢ من قصيدة يهجو بها الأخطل. وقال ابن بري: البيت للأخطل لا لجرير.

(٤) في القاموس بالضم منونة.