تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فبل]:

صفحة 564 - الجزء 15

  إذا ما بَدَتْ تحت الخَوافِقِ صَدَّقَتْ

  بأَيْمَنِ فَأْل الزَّاجِرين افْتِئالَها⁣(⁣١)

  وقالَ الفرَّاءُ: افْتَأَلْتُ الرَّأْيَ، بالهَمْزِ، وأَصْلُه غيرُ الهَمْزِ.

  والتَّفْئيلُ تَفْعِيلٌ منه، قالَ رُؤْبة:

  لا يَأْخُذُ التَّفْئِيلُ والتَّحزِّي

  فِينا ولا قَذْفُ العِدَاذ والأَزِّ⁣(⁣٢)

  ورَوَى أَبو عَمْرٍو: لا يَأْخُذُ التَّأْفِيلَ⁣(⁣٣)، وفسَّرَه بالسِّحْرِ لأَنَّه قَلْبُ الشيءِ عن وَجْهه.

  وفي نوادِرِ الأَعْرابِ: يقالُ: لا فَأْلَ عليكَ أَي لا ضَيْرَ عليك ولا طَيْرَ عليكَ ولا شَرَّ عليكَ.

  ورجُلٌ فَئِلُ اللَّحْمِ، ككَتِفٍ أَي كثيرُهُ والفِئالُ، ككِتابٍ: لُعْبَةٌ للصِّبْيانِ، أَي صِبْيان الأَعْرابِ وذلِكَ أَنَّهم يَخْبَؤُونَ الشَّيءَ في التُّرابِ ثم يَقْتَسِمُونه ويقولون في أَيِّها هو، ونَصُّ العُبابِ، والصِّحاحِ: في أَيِّهِما هو، وسَيُذْكَرُ في ف ي ل أَيْضاً.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  رجُلٌ فَيْأَلُ اللّحْمِ، كحَيْدَرٍ: أَي كَثيرُهُ.

  والمفائلُ: الذي يَلْعبُ بالفَأَلِ، ومنه قوْلُ طَرَفَةَ:

  يشقُّ حبَابَ الماءِ حَيزومُها بها

  كما قَسَمَ التُّرْبَ المفائلُ باليَدِ⁣(⁣٤)

  وشمسُ الدِّيْن بنُ الفالاتي مِن المُحَدِّثِيْن.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [فبل]: فَبيلٌ، كأَميرٍ: جَدُّ أَبي عُمَرَ أَحْمد بنِ عبدِ اللهِ التَّاجِر الأَنْدَلُسِي رَحَلَ وسَمِعَ مِن عُثْمانَ بنِ السمَّاكِ وغيرِهِ، وعنه أَبو عُمَر الطلمنكيّ، ضَبَطَه الحافِظُ في التَّبْصيرِ هكذا.

  [فتل]: فَتَلَهُ يَفْتِلُهُ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، فَتْلاً: لَوّاهُ كلَيِّ الحَبْلِ والفَتِيلَة، كفَتَّلَهُ تَفْتِيلاً، فهو فَتِيلٌ ومَفْتولٌ، وأَنْشَدَ أَبو حَنيفَةَ:

  لونُها أَحْمر صافٍ

  وهي كالمسْكِ الفَتِيل⁣(⁣٥)

  قالَ ويُرْوَى: كالمسْكِ الفَتِيتِ، قالَ: هو كالفَتِيلِ.

  قالَ أَبو الحَسَنِ: وهذا يدلُّ على أَنَّه شعْرٌ غيرُ مَعْروفٍ، إِذ لو كانَ مَعْروفاً لمَا اخْتُلِفَ في قافِيَتِه فتَفهَّمْه جداً، وقد انْفَتَلَ وتَفَتّلَ.

  وفَتَلَ وَجْهَهُ عنهم فَتْلاً: صَرَفَه، كلَفَتَهُ وهو مَقْلوبٌ، فانْفَتَلَ: انْصَرَفَ، وهو مجازٌ.

  والفَتِيلُ، كأَميرٍ: حَبْلٌ دقيقٌ مِن خَزَم أَو ليفٍ أَو عِرْق أَو قِدٍّ، وقد يُشَدُّ على العِنانِ، وهي الحَلْقَةُ التي عندَ مُلْتَقَى الدُّجْرَيْنِ، وهو مَذْكورٌ في مَوْضِعِه والفَتِيلُ: السَّحَاةُ التي تكونُ في شَقِّ النّواةِ، وبه فُسِّرَ قوْلُه تعالَى: {وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً}⁣(⁣٦)، أَي مِقْدَار تلْكَ السَّحَاة التي في شَقِّ النَّواةِ.

  والفَتِيلُ أَيْضاً: ما فَتَلْتَه بين أَصابِعِكَ مِن الوَسَخِ، وبه فَسَّرَ ابنُ عبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما الآيَةَ.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: النَّقيرُ النّكْتَةُ في ظهْرِ النَّواةِ، والفَتِيلُ: ما كانَ في شَقِّ النَّواةِ، والقطْمِيرُ: القشْرَةُ الرَّقيقَةُ على النَّواةِ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: وهذه الأَشياءُ يُضْرَبُ بها مَثَلاً للشيءِ التافِةِ الحَقِيرِ القَلِيل، كالفَتِيلَةِ.

  ويقال: ما أُغْنِي عنكَ فَتِيلاً ولا فَتْلَةً، بالفتْحِ، هذه عن ثَعْلَب، ويُحَرَّكُ، وهذه عن ابنِ الأَعْرابيِّ، أَي ما أُغْنى عنكَ شيئاً مِقْدَار تلْكَ السَّحَاة التي بشقِّ النَّواةِ.

  والفَتْلَةُ: وِعاءُ حَبِّ السَّلَمِ والسَّمُرِ خاصَّةً، وهو الذي يُشْبِه قُرُونَ الباقِلَّا، وذلك أَوَّلَ ما يَطْلُعُ⁣(⁣٧)، وقد أَفْتَلَ السَّلَمَ والسَّمُرَ.

  وقيلَ: الفَتْلَةُ حَمْل السَّمُر والعُرْفُط.


(١) اللسان والصحاح.

(٢) ديوان ص ٦٤ والتكملة.

(٣) في التكملة: التأفيك.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٢٠ وفيه: «المقابل باليد».

(٥) اللسان.

(٦) سورة النساء الآية ٤٨.

(٧) في القاموس: «يَطْلُعُ» ومثله في اللسان.