تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فبل]:

صفحة 565 - الجزء 15

  وقيلَ: نَوْر العِضاهِ إِذا انْعَقَدَ، وقد أَفْتَلْت إِذا أَخْرَجت الفَتْلَةَ.

  وقيلَ: برْمَةُ العُرْفُطِ خاصَّةً، ويُحَرَّكُ، رَوَاه أَبو حَنيفَةَ عن بعضِ الرُّواةِ قالَ: لأَنَّ هَيَادِبَها كأَنَّها قُطْنٌ، وهي بَيْضاءُ مِثْل زِرِّ القَمِيصِ أَو أَشَفُّ.

  أو الفَتْلَةُ، بالفتْحِ: واحِدُ الفَتْلِ⁣(⁣١)، وهو ما يكونُ مَفْتولاً مِن وَرَقِ الشَّجَر كوَرَقِ الطَّرْفاءِ والأَثْلِ ونحْوِهِما، أَو هو ما ليسَ بوَرَقٍ ولكن يقومُ مَقامَه، عن أَبي حَنيفَة.

  وقيلَ: ما لم يَنْبَسِطْ من النَّباتِ لكنَّهُ يُفْتَلُ فكانَ كالهَدَبِ.

  ومِن المجازِ: الفَتَلُ، بالتَّحريكِ: انْدِماجٌ في مِرْفَقِ النَّاقَةِ ويُبُونٌ عن الجَنبِ، وهو في الوظِيفِ والفِرْسِنِ عَيْبٌ.

  والنَّعْتُ: مِرْفَقٌ أَفْتَلُ بَيِّنُ الفَتَلِ، وهي فَتْلاءُ.

  وفي الصِّحاحِ: هو ما بينَ المِرْفَقَيْن عن جَنْبي البَعيرِ.

  وقوْمٌ فُتْلُ الأَيْدِي، قالَ طَرَفَةُ:

  لها مِرْفَقان أَفْتَلان كأَنَّما

  أُمِرَّا بسَلْمَى دالِجٍ متَشدِّدِ⁣(⁣٢)

  وناقَةٌ فَتْلاءُ: في ذِراعِها بُيُون عن الجَنْبِ.

  أَو الفَتْلاءُ: النَّاقَةِ الثَّقيلَةُ المُتَأطِّرَةُ الرِّجْلَيْنِ كأَنَّهما فُتِلا فَتْلاً، وهو مجازٌ.

  والفَتَّالُ، كشَدَّادٍ: البُلْبُلُ.

  والفَتْلُ: صِياحُهُ، لهذا فهو مَصْدرٌ، قالَهُ ابنُ الأعْرَابيِّ، وهو مجازٌ.

  ويَفْتَلُ، كيَجْعَلُ: د بطُخَيْرِسْتانَ مِن أَواخِرِها، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  ومَن المجازِ: فَتَلَ في ذُؤَابَتِه إِذا أَزالَهُ عن رأْيِهِ، وذلِكَ إِذا خَدَعَهُ.

  ويقالُ: جاءَ وقد فُتِلَتْ ذُؤَابَتُه، أَي خُدِعَ وصُرِفَ⁣(⁣٣) رأَيُه. والفَتِيلَةُ: الذُّبالَةُ.

  وذُبالٌ مُفَتَّلٌ، كمُعَظَّمٍ، شُدِّدَ للكَثْرةِ، قالَ امْرؤُ القَيْسِ:

  وشَحْمٍ كهُدّابِ الدِّمَقسِ المُفَتَّلِ⁣(⁣٤)

  ومِن المجازِ أَيْضاً: ما زالَ يَفْتِلُ من فلانٍ في الذِرْوَةِ والغارِب، أَي يَدُورُ مِن وراءِ خَديعَتِه، ومنه حَدِيثُ الزُّبَيْرِ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه: أَنَّه سَأَلَ عائِشَةَ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنها، الخُروجَ إِلى البَصْرَةِ فأَبَتْ عليه، فما زالَ يَفْتِلُ في الذِّرْوَةِ والغارِبِ حتى أَجابَتْه.

  قالَ الصَّاغانيُّ: الفَتْلُ فيهما يَفْعلُهُ خاطِمُ الصعبِ مِن الإِبِلِ يَخْتلُه بذلِكَ، فجَعَلَه مَثَلاً للمُخادَعَةِ والإِزَالَةِ عن الرَّأْي.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  رجُلٌ مَفْتولُ الساعِدِ كأَنَّه فُتِلَ فَتْلاً لقُوَّتِهِ.

  وفَتِلَتِ النَّاقَةُ، كفَرِحَ، فَتَلاً: امَّاس جِلْد إِبْطِها فلم يكنْ فيه عَرَكٌ ولا حَازٌّ ولا خالِعٌ، وهذا إِذا اسْتَرْخَى جِلْدُ إِبْطِها وتَبَخْبَخَ.

  وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ ناصِرٍ يُعْرَفُ بابنِ مَفْتَلَةَ، كمَرْحَلَةٍ، عن عُمَرَ بنِ إِبْراهيمَ الزَّيديّ، وعنه الدبيثيُّ.

  وأَبو بكْرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الأَصْبَهانيُّ المَفْتوليُّ رَوَى عنه أَبو بكْرِ بنُ مَرْدَوَيْه الحافِظ.

  وإِبراهيمُ بنُ مَنْصورٍ الفَتَّال الحَنَفيُّ الدِّمَشْقيُّ أَخَذَ عن أَيُّوب الخلوتي وغيرِه، وعنه أَبو المَواهِبِ الحَنْبليُّ، تُوفي سَنَة ١٠٩٧ عن اثْنَتَيْن وسَبْعِين سَنَةً بدِمَشْق.

  وفَتائِلُ الرُّهْبان: نَبْتٌ وَرَقُه كالسَّنا وزَهْرُه أَصْفَرُ.

  وابنُ فَتِيلٍ، كأَميرٍ: هو هبةُ اللهِ بنُ موسَى بن الحَسَنِ المَوْصليُّ المُحَدِّثُ عن أَبي يَعْلى المَوْصليّ، وعنه أَبو جَعْفر السمنانيُّ وغيرُهُ.

  وفَتِلَهُ: لَقَبُ بِشْر بن مبشر الوَاسِطِيّ عن الحَكَم بنِ نُفَيْل.


(١) في القاموس: بالضم.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢٥ برواية: «كأنها تمُرّ، واللسان والصحاح والمقاييس ٤/ ٤٧٢.

(٣) في الأساس: صُرف عن رأيه.

(٤) من معلقته «ديوان ص ٣٣» وصدره: فظلّ العذارى يرتمين بلحمها