فصل العين المهملة
  وفي الأَسَاس، من المَجَازِ: المعْزَابُ: مَنْ طَالَت عُزُوبَتُه(١).
  والعَزِيبُ: الرجُلُ تَعَزَّبَ، عَلَى مثال تَفَعَّل. وضُبط في بعض النُّسَخ يَعْزُب على مثال يَنْصُر، عَنْ أَهْلِه ومَالِه، وقد تقدَّم في أَوّلِ المَادّة أَنَّه مَنْ لا أَهْلَ له فقط. والذي قالَهُ الأَزْهَرِيّ: إِنَّ العَزِيب هو المَالُ العازِبُ عن الحَيِّ. قال: هكَذَا سمعتُه من العَرَب. والعَزِيبُ مِنَ الإِبِل والشَّاءِ: الَّتِي تَعْزُب عن أَهْلِهَا في المَرْعَى قال:
  وما أَهلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ ... ولا النَّعَمُ العَزِيبُ لَنَا بِمَالِ
  وإِبِلٌ عَزِيبٌ: لَا تَرُوحُ على الحَيِّ وهو جَمْع عَازِب كغَزِيّ في جمع غَازٍ.
  وأُعْزَبَ الرجُل: بَعُدَ، لَازِم. وأَعْزَبَ: أَبْعَدَ، مُتَعَدٍّ، مثل أَمْلَق الرجلُ إِذا أَعْدَم، وأَمْلَقَ مالَه الحَوَادِثُ، وعَزَب عَنِّي فلانٌ يَعزُبَ عُزُوباً: غَابَ وبَعُد. ويقال(٢): رجل عَزَبٌ للّذِي يَعْزُب في الأَرْض. وعَزَب يعزُب: أَبعَدَ. وفي حَدِيثِ أَبي ذَرٍّ: «كنت أَعزُب عَنِ المَاءِ» أَي أُبْعِدُ. وفي حَدِيث عَاتِكَةَ:
  فهُنَّ هواءٌ والحُلومُ عَوَازِبُ
  جمع عَازِب أَي أَنَّها خَالِية بعيدَةُ العُقُولِ، كذا في لسان العرب.
  والعَازِبُ: البَعِيد. وعَزَبتِ الإِبلُ: أَبْعَدَت في المَرْعى لا تَرُوح، وأَعْزَبَها صاحِبُهَا، وعَزَّبَ إِبلَه وأَعْزَبَها: بَيَّتَهَا في المَرْعَى ولم يُرِحْها. وفي حدِيثِ أَبِي بَكْر «كَانَ له غَنَم فأَمَر عامرَ بنَ فُهَيْرَةَ أَن يَعْزُبَ بها» أَي يُبْعِد بها، ويروى يُعَزِّب، بالتَّشْديد، أَي يَذْهَبَ بها إِلى عَازِب من الكَلَإِ. وتَعَزَّب هو: بَاتَ مَعَها. وأَعْزَبَ القومُ فهم مُعْزِبُون أَي عَزَبَت إِبِلُهم أَي أَبْعَدَت في المَرْعَى لَا تَرُوحُ.
  والمِعْزَبَةُ كالمِغْرَفَةِ: الأَمَةُ، والجَمْعُ المَعَازِب(٣)، عن ابْنِ حَبِيب. قال: وأَشبَع أَبو خِرَاش الكَسْرَةَ فولَّدَ يَاءً حيثُ يَقُولُ:
  بصاحِبٍ لا تُنَالُ الدَّهْرَ غِرَّتُه ... إِذَا افْتَلَى الهَدَفَ القِنَّ المَعَازِيبُ(٤)
  افْتَلَى: اقتطَع.
  قالَ ثَعْلَب: ولا تكون المُعَزِّبَةُ إِلَّا غَرِيبَةً(٥).
  والمِعْزَبَة أَيضاً: امْرَأَةُ الرَّجُل يأْوِي إِليها فَتَقُوم بإِصْلَاح طَعَامِه وحِفْظ أَدَاته، وهو مَجَاز كالعازِبَة والمُعَزّبَةِ بالتَّشْدِيدِ وهي المُحَصِّنَة(٦) والحَاضِنة [والرُّبضُ والحاصِنة](٧) والقَابِلة واللِّحَاف ويقال: ما لِفُلَان مُعَزِّبَة تُقَعِّدُه. ويقال ليس لِفُلَان امرأَةٌ تعزِّبُه أَي تُذْهِب عُزُوبَتَه بالنِّكاح، مِثْل قَوْلِك: هي تُمَرِّضُه، أَي تَقُوم عَلَيْه في مَرَضِه، قاله أَبُو سَعِيد الضَّرِير.
  وفي نَوَادِرِ الأَعْرَاب: فلان يُعزِّبُ فُلَاناً ويُرْبِضُه: يَكُونُ له مِثْلَ الخَازِن.
  والعَازِبُ من الكَلإِ: البَعِيدُ المَطْلَبِ، وأَنْشَد(٨):
  وعَازبٍ نَوَّر في خَلَائِهِ
  وكلأٌ عازِبٌ: لم يُرْعَ قَطّ ولا وُطِئَ. وأَعْزَبَ القَوْمُ: أَصابُوا كلأً عَازِباً. وفي حَديث أُمِّ مَعْبَد «والشّاءُ عازِبٌ حِيَالٌ» أَي بَعِيدةُ المَرْعَى لَا تَأْوِي إِلى المَنْزِل في اللَّيْل، والحِيَال جمع حَائِل، وهِيَ التي لم تَحْمِل.
  وفي الأَسَاس: وروضٌ عازِبٌ وعَزِيبٌ وَمَالٌ عَزَبٌ [وجَشَرٌ](٩)، ولا يَكُونُ الكَلأُ العَازِبُ إِلا بفَلَاةٍ حيثُ لا زَرْعَ.
  وعَازبٌ: جبلٌ. ويقال: سَوَامٌ مُعَزَّبٌ. المُعَزَّبُ كمُعَظّم: الَّذِي عُزِبَ(١٠) بِه أَي أُبْعِد به عَنِ الدَّارِ. ويقال: عَزَبَ طُهْرُ المَرأَة إِذَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا قَال النَّابِغَة الذُّبْيَانِيّ:
(١) عبارة الأساس: والمعزابة: الذي طالت عزوبته وتمادت.
(٢) بالأصل «وقال».
(٣) عبارة اللسان: وعازبة الرجل ومعزبته وربضه ومحصنته وحاصنته وحاضنته وقابلته ولحافه: امرأته.
(٤) الهدف: الثقيل أي إذا شغل الإماء الهدف القنّ.
(٥) عن اللسان، وبالأصل «عزبة».
(٦) عن اللسان، وبالأصل «المحضنة».
(٧) زيادة عن اللسان.
(٨) نسب في المقاييس لأبي النجم.
(٩) زيادة عن الأساس.
(١٠) اللسان والصحاح: عُزِّبَ.