تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع اللام

صفحة 604 - الجزء 15

  وقابلاً مِثْلُ صاحِبِ، وقَبِيلاً مِثْلُ أَميرٍ، وهذا قد تَقَدَّمَ له فهو تكْرارٌ؛ وقَبُولاً مِثْلُ صَبُورٍ

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  قُبُلُ المرْأَةِ: فَرْجُها، كما في المحْكَمِ.

  وفي حديْثِ ابن حُرَيْجِ: «قلْتُ لعطاءٍ مُحرِمٌ قَبَضَ على قُبُلِ امْرأَتِه فقالَ: إِذا وَغَلَ إِلى ما هُنالِك فعَليه دَمٌ».

  القُبُل، وهو بضمَّتَيْن، خِلافُ الدُّبُرِ وهو الفَرْجُ مِن الذَّكَرِ والأُنْثى، وقيلَ: هو للأُنْثى خاصةً، ووَغَلَ: إِذا دَخَلَ، قالَهُ ابنُ الأَثيرِ.

  ووَقَعَ السَّهْمُ بقُبْلِ الهدفِ وبدُبْرِهِ، أَي مِن مقدَّمِه ومن مُؤَخَّرِهِ.

  ويقولون: ما أَنْتَ لهم في قِبالٍ ولا دِبارٍ، أَي لا يَكْتَرثُون لَكَ؛ قالَ الشاعِرُ:

  وما أَنتَ إِنْ غَضِبْتَ عامِر

  لها في قِبالٍ ولا في دِبَارِ⁣(⁣١)

  وما لهذا الأَمْرِ قِبْلَةٌ، بالكسْرِ، أَي جِهَةُ صحَّةٍ وهو مجازٌ.

  وقُبِلْنا: أَصابَنا رِيحُ القَبُولِ، وأَقْبَلْنا: صِرْنا فيها.

  وقَبَلَتِ المَكانَ: اسْتَقْبَلَتْه.

  وقَبِلْتِ الخَبَرَ، كعَلِمَ: صدَّقْتَه.

  والقُبْلُ، بالضمِّ: إِقْبالُكَ على الإِنْسانِ كأَنَّكَ لا تُريدُ غيرَهُ واسْتَقْبَلَه: حاذَاهُ بوَجْهِهِ.

  وفي الحدِيْثِ: «لا تَسْتَقْبِلُوا الشَّهْر اسْتِقْبالاً»؛ يقولُ: لا تقدّمُوا رَمَضانَ بصيام قبْلَه.

  وفي حدِيْثِ الحجِّ: «لو اسْتَقْبَلْتُ من أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْت ما سُقتُ الهَدْيَ» أَي لو عَنَّ لي هذا الرَّأْي الذي رَأَيْته أَخيراً وأَمَرْتكُم به في أَوَّل أَمْرِي لمَا سُقْت الهَدْيَ.

  وقالَ الأصْمَعيُّ: الأَقْبالُ ما اسْتَقْبَلك مِن مُشْرِف، الواحِدُ قَبَلٌ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: قالَ رجُلٌ مِن ربيعَةَ بنِ مالِكٍ: إنَّ الحقَّ يقَبَل⁣(⁣٢) فمَنْ تَعدَّاه ظَلَم، ومَنْ قصرَ عنه عَجِزَ، ومَنْ انتَهَى إليه اكْتَفَى؛ قالَ: يقبَلَ⁣(⁣٢) أَي يَتَّضِحُ لكَ حيثُ تَراهُ.

  وقَبَّحَ اللهُ منه ما قَبل وما دَبَرَ، وبعضُهم لا يقولُ منه فَعَل.

  وأَقْبَلَتِ الأَرْضُ بالنَّبات: جاءَتْ به.

  ويقالُ: هذا جارِي مُقابِلي ومُدابِرِي؛ قالَ:

  حَمَتْك نفسِي معَ جارَاتي

  مُقابِلاتي ومُدابِرَاتي⁣(⁣٣)

  وناقَةٌ ذاتُ إقْبالَة وإدْبارة وإقْبال وإدْبار؛ عن اللَّحْيانيّ، إذا شُقَّ مقدَّمُ أُذُنِها ومُؤَخَّرها وفُتِلَت كأَنَّها زَنَمةٌ؛ والجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ هي الإِقْبالَةُ والإِدْبارَةُ، ويقالُ لها القِبَالُ والدِّبارُ والقُبْلة والدُّبْرة.

  والقَبِيلُ: أَسْفَل الأُذُنِ، والدَّبيرُ: أَعْلَاها.

  وفي الحدِيْثِ: «ثم يُوضَعُ له القَبُول في الأَرْضِ»، أَي المَحَبَّة والرِّضا ومَيْلُ النفْسِ إليه.

  وتقَبَّله النَّعيمُ: بَدا عليه واسْتَبَان فيه؛ قالَ الأَخْطَلُ:

  لَدْن تَقَبَّلَه النَّعيم كأَنَّما

  مُسِحَتْ تَرائبهُ بماءٍ مُذْهَب⁣(⁣٤)

  وأَقْبَله وأَقْبَل به إذا رَاوَدَه على الأَمْرِ فلم يَقْبَلْه.

  وقَبَلَتِ المَاشِيَةُ الوادِي: اسْتَقْبَلَتْه، وأَقْبَلْتُها إِيَّاه، فيتعدَّى إلى مَفْعولٍ؛ ومنه قوْلُ عامِرِ بنِ الطُّفَيْل:

  فَلَأَبْغِيَنَّكمُ قَناً وعَوارِضاً

  ولأُقْبِلَنَّ الخَيْلَ لابةَ ضَرْغَدِ⁣(⁣٥)

  وأَقْبَلْنا الرِّمَاح نَحْو القَوْم وإِبلَه أَفْواه الوَادِي: أَسْلَكَها إِيَّاها.

  وهذه الكَلِمَةُ قِبالَ كَلامِك، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ، يَنْصبُه على الظَّرْفِ، ولو رَفَعَه على المُبْتدإ والخبرِ لجازَ، ولكنَ رَوَاه عن العَرَبِ هكذا.


(١) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٢) عن اللسان وبالأصل «يقبل».

(٣) اللسان والتهذيب والأساس.

(٤) اللسان.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٥٥ برواية: فلأبغينكم الملا ... ولأوردن الخيل ... والمثبت كاللسان.