تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع اللام

صفحة 605 - الجزء 15

  وقالَ اللّحْيانيُّ: هذه كلمةٌ قِبالَ كَلِمتك، كقوْلِك: حِيالَ كَلِمَتك.

  وحَكَى أَيْضاً: اذْهَبْ به فأَقْبِلْه الطَّريقَ أَي دُلَّه عليه واجْعَلْه قِبالَه.

  وأَقْبَلت المِكْوَاةَ الداءَ: جَعَلْتها قُبَالَته، قالَ ابنُ أَحْمر:

  شرِبْتُ الشُّكَاعَى والْتَدَدْتُ أَلِدَّةً

  وأَقْبَلْتُ أَفْواهَ العُروقِ المَكَاوِيا⁣(⁣١)

  وكنا في سَفَرٍ فأَقْبَلْت زيداً وأَدْبَرْته، أَي جَعَلْته مَرَّةً أَمامِي ومَرَّةً خلْفِي في المشْي.

  وقَبَلْت الحبلَ⁣(⁣٢) مَرَّةً ودَبَرْته أُخْرى.

  وقَبائِلُ الرحْلِ: أَحْناؤُهُ المَشْعوب بعضُها إلى بعضٍ.

  وقَبائِلُ الشَّجَرَةِ: أَغْصانُها.

  وكلُّ قِطْعَةٍ مِن الجِلْدِ قَبيلَةٌ.

  ورأَيْتُ قَبائِلَ مِن الطَّيْرِ: أَي أَصْنافاً مِن الغِرْبان وغيرِهِا وهو مجازٌ؛ قالَ الرَّاعِي:

  رأَيْت رُدافَى فوقها من قَبِيلَة

  من الطيرِ يَدْعُوها أَحَمُّ شَحُوجُ⁣(⁣٣)

  يعْنِي الغِرْبان فوقَ الناقَةِ.

  وثَوْبٌ قَبائِل: أَي أَخْلاق، عن اللّحْيانيّ.

  وأَتانا في ثَوْبٍ له قَبائِل أي رِقَاع وهو مجازٌ.

  والقَبَلَةُ، محرَّكةً: الرِّشاءُ والدَّلْوُ وأَداتُها ما دَامَتْ على البِئْرِ يُعْمَلُ بها، فإذا لم تكنْ على البئْرِ فليْسَتْ بقَبَلَةٍ.

  والمقبلتان: الفأْسُ والمُوسَى.

  وقالَ اللّيْثُ: القِبالُ، بالكسْرِ، شِبْهُ فَحَجٍ وتَباعُدٍ بينَ الرِّجْلَيْن، وأَنْشَدَ:

  حَنْكَلَةٌ فيها قِبالٌ وفَجا

  ويقالُ: ما رَزَأْته قِبالاً ولا زِبالاً؛ وقد ذُكِرَ في زَبَلَ. ورجُلٌ مُنْقَطِعُ القِبالِ: سَيِّءُ الرَّأْي؛ عن ابن الأَعْرَابيِّ.

  وقَبُلَ الرجُلُ، ككَرُمَ: صارَ قَبِيلاً، أَي كَفِيلاً.

  واقْتَبَلَ الرجُلُ مِن قِبَلِه كَلاماً فأَجادَ، عن اللّحْيانيِّ ولم يُفَسِّرْه.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: إلَّا أَنْ يُريدَ مِن قِبَلِه نَفْسه.

  وقالَ ابنُ بُزُرْجَ: قالوا قَبِّلوها الرِّيحَ، أَي أَقْبِلُوها الرِّيحَ.

  قالَ الأزْهرِيُّ: وقابِلُوها الرِّيحَ بمعْناهُ، فإذا قالوا اسْتَقْبِلُوها الرِّيحَ فإنَّ أَكْثَر كَلامِهم اسْتَقْبِلوا بها الرِّيحَ.

  والقَبِيلُ: خَرَزَةٌ شَبيهَةٌ بالفَلْكَةِ تُعَلَّقُ في أَعْناقِ الخَيْلِ.

  وقالَ أَبو عَمْرو: يقالُ للخِرْقَةِ يُرْفَعُ بها قَبُّ القَمِيصِ القَبِيلَةُ، والتي يُرْقَعُ بها صَدْرُه اللِّبْدةُ.

  وتَقَبَّلَ الرجُلُ أَباه إذا أَشْبَهه؛ قالَ الشاعِرُ:

  تَقَبَّلْتها من أُمَّةٍ ولَطالَما

  تُنوزِعَ في الأَسْواقِ منها خِمارُها⁣(⁣٤)

  والأُمَّةُ هنا: الأُمُّ.

  وأَرْضٌ مُقْبَلَةٌ وأَرْضٌ مُدْبَرةٌ: أَي وَقَعَ المَطَرُ فيها خِطَطاً ولم يكنْ عامّاً.

  ودابَّةٌ أَهْدَب القُبالِ: كَثيرَةُ الشَّعَرِ في قُبالِها، أَي ناصِيَتها وعُرْفها، لأَنَّهما اللَّذان يَسْتَقْبِلان الناظِرَ.

  وقد جاءَ في حدِيْث الدَّجَّال: وقُبالُ كلِّ شيءٍ: ما اسْتَقْبَلَكَ منه.

  وأَقْبالُ الجَدَاوِل: أَوائِلُها ورُؤُسُها جَمْعُ قُبْل بالضمِّ؛ وقد يكونُ جَمْعُ قَبَل، محرَّكةً، وهو الكَلأُ في مَواضِعَ مِن الأَرْضِ.

  وأَبو قَبِيلِ، كأَميرٍ: حَيُّ بنُ هانِئ المعافرِيّ المِصْرِيّ عن عبدِ اللهِ بنِ عَمْرو وعقبَةَ بنِ عامِرٍ، وعنه اللَّيْثُ بنُ سعْدٍ وابنُ لُهَيْعة وأَهْلُ مِصْرَ ويَحْيَ بنُ أَيوب، مَاتَ سَنَة ١٢٨، وكان يُخْطِئُ.

  قلْتُ: ورَوَى عنه أَيْضاً بكْرُ بنُ مُضَر.

  وقالَ أَبو حاتِمٍ: صادِقُ الحدِيْثِ.


(١) اللسان والأساس.

(٢) اللسان والتهذيب: «الجبل».

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٦ واللسان والتهذيب.

(٤) اللسان.