تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عسب]:

صفحة 232 - الجزء 2

  وعَسِيبٌ: جَبَلٌ بعَالِيَة نَجْد مَعْرُوفٌ. قاله الأَزْهَرِيّ: يقال: لا أَفْعَلُ كَذَا ما أَقَام عَسِيبٌ. قال امرؤُ القيسِ:

  أَجارَتَنا إِنَّ الخُطوبَ تَنُوبُ⁣(⁣١) ... وإِنِّي مُقِيمٌ ما أَقَامَ عَسِيبُ

  واليَعْسُوبُ: أَميرُ النَّحْل وذَكَرُهَا، واستُعمِل بعد ذَلِكَ في الرَّئِيس الكَبِيرِ والسيد والمُقَدَّم، وأَصلُه فَحْلُ النَّحْلِ، كالعَسُوبِ كصَبُورٍ، وهذه عن الصّاغَانيّ، والياءُ زَائِدَة؛ لأَنَّه لَيْسَ في الكلامِ فعْلُول غير صَعْفُوقٍ. جَمْعُه يَعَاسِيبُ. وفي حَدِيثِ علِيٍّ: «أَنا يَعْسُوبُ المُؤْمِنين، والمَالُ يَعْسُوبُ الكُفَّار». وفي رواية «المُنَافِقِين». أَي يلُوذُ بي المُؤْمِنُون ويَلُوذُ بالمال الكُفَّارُ أَو المُنَافِقُون كما يَلُوذُ النَّحْل بيَعْسُوبِها وهو مُقدَّمُها وسَيِّدُها.

  واليَعْسُوبُ: الذهَبُ، على المثل، كما مَرَّ في الحَدِيثِ، لقِوَام الأَمْرِ به. وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ ¥ أَنَّهُ ذكر فِتْنَةً فقال: «إِذَا كَانَ ذلِكَ، ضَربَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبِه فيجْتَمعُون إِليه كما يَجْتمع قَزَعُ الخَرِيف».

  قال الأَصْمَعِيُّ: أَراد سَيِّدَ النَّاس في الدِّين يَوْمَئذ. وقيل: ضرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبِه، أَي فَارَقَ الفِتْنَةَ وأَهلَهَا [وضَرَبَ في الأَرْض ذاهباً]⁣(⁣٢) في أَهْل دينه. وذَنَبُه: أَتباعُه. وضَرَب، أَي ذَهَب في الأَرْض مُسَافِراً أَو مُجَاهِداً. وقال الزَّمَخْشَرِيُّ: الضرْبُ بالذَّنَبِ هنا مَثَلٌ للإِقَامَة والثَّبَاتِ، يَعْنِي أَنَّه يَثْبُتُ هو ومَن يَتْبَعُهُ⁣(⁣٣) عَلَى الدِّين: وقال أَبو سعيد: وضَرْبُه بِذَنَبه: أَن يَغْرِزَه في الأَرض إِذَا بَاضَ كما تَسْرَأُ الجَرَاد، فمعنَاه أَنَّ القائمَ يَوْمَئذٍ يَثْبُتُ حتى يَثُوبَ الناسُ إِلَيْهِ وحتى يَظْهَرَ الدينُ ويَفْشُوَ.

  واليَعْسُوبُ: ضَرْبٌ، أَي نَوْع من الحِجْلانِ بالكَسْر جَمْع حَجَل، للطائر المعروف.

  وطَائِرٌ أَصْغَرُ مِنَ الجَرَادَة، عن أَبِي عُبَيْد. ونَقَله ياقُوتٌ عن الأَصْمَعِيّ أَو أَعْظَمُ مِنْهَا، طَوِيلُ الذَّنَبِ لا يَضُمّ جناحَيْهِ⁣(⁣٤) إِذَا وَقَعَ، تُشبَّهُ به الخَيْلُ في الضُّمْرِ. قال بِشْر:

  أَبو صِبْيَةٍ شُعْثٍ يُطِيفُ⁣(⁣٥) بشَخْصه ... كَوَالِحُ أَمْثَالُ اليَعَاسِيبِ ضُمَّرُ

  وفي حَدِيث مِعْضَدٍ «لَولَا ظَمَأُ الهَوَاجِر ما بالَيْتُ أَنْ أَكُونَ يَعْسُوباً».

  قال ابنُ الأَثِيرِ: هو هنا فَرَشَةٌ مُخْضَرَّةٌ تَطِيرُ في الَّربِيع، وقيل: إِنَّه طائِرٌ أَعظَمُ مِن الجَرَادِ، قال: ولو قِيلَ: إِنَّه النَّحْلَةُ لجَازَ.

  واليَعْسُوبُ: غُرَّةٌ في وَجْهِ الفَرَس مُسْتَطِيلَة تَنْقَطِع قبلَ أَن تُساوِيَ أَعلى المُنْخُرَيْنِ، وإِن ارتَفَعَ أَيضاً على قَصبَةِ الأَنفِ وعَرُضَ واعتدلَ حَتَّى يبلُغَ أَسفَلَ الخُلَيْقَاءِ⁣(⁣٦) فهو يَعْسُوبٌ أَيضاً، قَلَّ أَو كَثُر، مَا لَمْ يَبْلُغِ العيْنَيْنِ. واليَعْسُوبُ: دَائِرَةٌ في مَرْكَضِها حيث يَرْكُضُها الفَارِس برِجْلِه من جَنْبِها، قاله اللَّيْث. قال الأَزْهَرِيّ: هذا غَلَطٌ. اليَعْسُوبُ عند أَبِي عُبَيْد⁣(⁣٧) وغَيْرِه: خَطٌّ مِنْ بَياضِ الغُرَّة يَنْحدِرُ حتى يَمَسَّ خَطْمَ الدَّابَةِ ثم يَنْقَطع.

  ويَعْسُوبٌ: فَرَسٌ للنَّبِيِّ ، وأُخْرَى للزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّام ¥، وأُخْرَى لآخَرَ وهو أَبو طَارِق الأَحْمَسِيّ كما نَصَّ عَلَيْه الصَّاغَانِيّ.

  ويَعْسُوبٌ: جَبَل. قال: حَتَّى إِذا كنا فويق يَعْسُوبْ واسْتَعْسَبَ مِنْه: كَرِهَه. وأَعْسَبَه جَمَلَه: أَعَارَه إِيَّاه، عن اللِّحْيَانِيّ. واسْتَعْسَبَه إِيَّاه، استعَارَه مِنْه.

  وأَعْسَبَ الذِّئْبُ: عَدَا وَفَرَّ، نقله الصاغَانِيُّ.

  واستَعْسَبَت الْفرَسُ إِذا استَوْدَقَت. والعرب تَقُولُ: استعْسَب فلانٌ استِعْسَابَ الكَلْبِ، وذَلِك إِذَا مَا هاجَ واغْتَلَم، وكلْب مُسْتَعْسِبٌ بالكَسْر.

  ورأْسٌ عَسِبٌ، كَكَتِفِ، وضَبَطَه الصَّاغَانِيُّ كأَمِيرٍ: بَعِيدُ العَهْدِ بالتَّرْجِيلِ، أَي استِعْمَال المُشْطِ والدُّهْنِ.

  وعِسَابٌ ككِتابٍ: ع قُرْبَ مَكَّةَ حَرَسَها الله تَعَالى⁣(⁣٨).

  والكَلْبُ يَعْسِبُ أَي يَطْرُد الكِلَاب للسِّفَادِ.

  وأَبُو عَسِيبٍ كأَمِير اسمه أَحمرُ، صَحَابِيٌّ⁣(⁣٩).


(١) في المقاييس ٤/ ٣١٨: إن المزار قريبُ.

(٢) زيادة عن النهاية.

(٣) اللسان: تبعه.

(٤) في الصحاح: حباحه.

(٥) في الصحاح: تُطيف.

(٦) الخليفاء من الفرس كالعرنين من الإنسان.

(٧) اللسان: أبي عبيدة.

(٨) ذكره الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب في قوله:

هيهات منك قعيقعان وبلدح ... فجنوب أثبرة فبطن عساب

(٩) مولى النبي مختلف في اسمه. روى عنه أبو عمران الجوني وحازم بن القاسم.