تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قول]:

صفحة 638 - الجزء 15

  ج أَقْوالٌ، جج جَمْعُ الجَمْعِ أَقاويلُ، وهو الذي صَرَّح به سِيْبَوَيْه، وهو القِياسُ، وقالَ قَومٌ: هو جَمْعُ أُقْوُولَة كأُضْحُوكَةٍ.

  قالَ شيْخُنا: وإِذا ثَبَتَ فالقِياسُ لا يَأْبَاه.

  أَو القَوْلُ في الخَيْرِ والشَّرِّ؛ والقالُ والقيلُ⁣(⁣١) والقالَةُ في الشَرِّ خاصَّةً؛ يقالُ: كَثُرَتْ قالَةُ الناسِ فيه، وقد رَدَّ هذه التَّفْرقةَ أَقْوامٌ وضَعَّفُوها بوِرُود كلٍّ مِن القَالِ والقِيل في الخَيْر، وناهِيك بقَوْلِه تعالَى: {وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ}⁣(⁣٢) الآية، قالَهُ شيْخُنا.

  أَو القَوْلُ مَصْدَرٌ، والقيلُ والقالُ اسْمانِ له، الأَوَّل مقيسٌ في الثّلاثيّ المُتَعدِّي مُطْلقاً، والأَخِيرَان غيرُ مَقِيْسَين. أَو قالَ قَوْلاً وقِيلاً وقَوْلَةً ومَقالَةً ومَقالاً فيهما، وكذلِكَ قالاً وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للحُطَيْئة:

  تحنَّنْ علَيَّ هَداكَ المَلِيك

  فإِنَّ لكلِّ مَقامٍ مَقالا⁣(⁣٣)

  ويقالُ كثُرَ القِيلُ والقالُ؛ وفي الحدِيْث: «نَهَى عن قِيلٍ وقال وإِضاعَةِ المَالِ».

  قالَ أَبو عُبَيْد: في قِيلٍ وقَال نحوٌ وعربيَّةٌ، وذلِكَ أَنَّه جَعَلَ القالَ مَصْدراً، أَلَا تَرَاه يقولُ عن قِيلٍ وقالٍ، كأَنَّه قالَ عن قيلٍ وقَوْلٍ؟ يقالُ على هذا: قلْتُ قَوْلاً وقِيلاً وقَالاً، قالَ: وسَمِعْت الكِسائيّ يقولُ في قِراءَةِ عبد الله بن مَسْعود: ذلِكَ عيسى بنُ مَرْيم قولَ الحقِّ الذي فيه تَمْتَرُونَ⁣(⁣٤)؛ فهذا من هذا.

  وقالَ الفرَّاءُ: في معْنَى القَوْل مِثْل العَيْب والعابِ.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ في معْنَى الحدِيْث نَهْي عن فُضُول ما يتحدَّثُ به المُتَجالِسُون من قوْلِهِم، قِيْلَ كذا وقالَ فلانٌ كذا؛ قالَ وبناؤُهما على كَوْنِهما فِعْلَين محكِيَّيْن متضمِّنَيْن للضَّميرِ، والإِعرابُ على إجْرائِهما مجْرَى الأَسْماء خِلْوَيْن من الضَّميرِ؛ ومنه قوْلُهم إنَّما الدُّنيا قالٌ وقِيلٌ، وإدْخالُ حَرْف التَّعريف عليهما لذلِكَ في قوْلِهم: ما يُعْرَف القالُ مِن القِيلِ فهو قائِلٌ وقالٌ، ومنه قَوْلُ بعضِهم لقَصِيدَةٍ: أَنا قالُها أَي قائِلُها، وقَؤُولٌ، كصَبُورٍ، بالهَمْزِ وبالواوِ قالَ كَعْبُ بنُ سعدٍ الغَنَويُّ:

  وما أَنا للشيءِ الذي ليس نافِعِي

  ويَغْضَب منه صاحِبي بِقَؤُول⁣(⁣٥)

  ج قُوَّلٌ وقُيَّلٌ بالواوِ وبالياءِ كرُكَّعٍ فيهما، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ لرُؤْبَة:

  فاليوم قد نَهْنَهَنِي تنَهْنُهِي

  وأَول حلم ليس بالمُسَفَّهِ

  وقُوَّل إلَّا دَهٍ فَلا دَهِ⁣(⁣٦)

  وقالَةٌ، عن ثَعْلَب، وقُؤُولٌ، مَضْموماً بالهَمْزِ والواوِ، هكذا في النسخِ، والذي في الصَّحاحِ: رجُلٌ قَؤُولٌ وقومٌ قُوُل، مِثْل صَبُورٍ وصُبُر، وإنْ شِئْتَ سكَّنْت الواوَ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: المَعْروفُ عنْد أَهْلِ العَربيَّةِ؛ قَؤُولٌ وقُوْل، بإسْكان الواوِ؛ يقولُون: عَوَان وعُوْن والأصْل عُوُن، ولا يُحَرَّك إلَّا في الشِّعْرِ كقَوْلِه:

  تَمْنَحُه سُوُكَ الإسْحِل⁣(⁣٧)

  فتأَمَّل.

  ورجُلٌ قَوَّالٌ وقَوَّالَةٌ، بالتَّشْديدِ فيهما، مِن قومٍ قَوَّالِيْن؛ وتِقْوَلَةٌ وتِقْوالَةٌ بكسرِهما الأُولَى عن الفرَّاءِ، والثانِيَة عن الكِسَائي. وحَكَى سِيْبَوَيْه: مِقْوَلٌ، كمِنْبَرٍ قالَ: ولا يُجْمَعُ بالواوِ والنّونِ لأَنَّ مُؤَنَّثه لا تدْخلُه الهاءُ قالَ: ومِقْوالٌ، كَمِحْرابٍ، هو على النَّسبِ؛ وقُوَلَةٌ، كهُمَزَةٍ، كلُّ ذلِكَ حَسَنُ القولِ أَو كثيرُهُ لَسِنٌ، كما في الصِّحاحِ، وهي مِقْوَلٌ ومِقْوالٌ وقَوَّالَةٌ؛ والاسمُ القالَةُ والقيلُ والقالُ.


- ولكان لو علم الكلام مكلِّمي واللسان كالأصل ونبه مصححه إلى رواية الديوان.

(١) على هامش القاموس: يرد عليه «ومن أصدق من الله قيلا» ا هـ. نصر.

(٢) الزخرف الآية ٨٨.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٧٢ واللسان.

(٤) مريم الآية ٣٤ وفي الآية: {قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ}.

(٥) اللسان مع ثلاثة أبيات أخرى.

(٦) اللسان والثالث في الصحاح.

(٧) البيت في اللسان «سوك» وروايته:

أغر الثنايا أحم اللثا

ت تمنحه سوك الإسحل