تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كنهل]:

صفحة 671 - الجزء 15

  يقالُ تَخَرَّج وجْهُه، ثم اتَّصَلَت⁣(⁣١) لحْيَتَه، ثم مُجْتَمِعٌ ثم كَهْلٌ، وهو ابنُ ثلاث وثَلاثينَ سَنَة.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: وقيلَ له كَهْلٌ حيْنَئذٍ لانْتهاءِ شَبابِه وكَمَال قُوَّته، ج كَهْلونَ وكُهولٌ وكِهالٌ، بالكَسرِ، وكُهْلانٌ، بالضمِ؛ قالَ ابنُ مَيَّادَة:

  وكيف تُرَجِّيها وقد حال دُونها

  بَنُو أَسَدٍ كُهْلانُها وشَبابُها؟⁣(⁣٢)

  وكُهَّلٌ، كرُكَّعٍ؛ قالَ ابنُ سِيْدَه: وأَرَاها على توهُّمِ كاهِلٍ؛ وهي بهاءٍ؛ يقالُ: رجُلٌ كَهْلٌ وامرَأَةٌ كَهْلَةٌ انْتَهَى شَبَابُهما، وذلِكَ عنْدَ اسْتِكْمالِهما ثلاثاً وثلاثِيْنَ سَنَة، ج كَهْلاتٌ، وهو القِيَاسُ لأَنَّه صِفَةٌ، ويُحَرَّكُ، عن أَبي حاتِمٍ، ولم يَذْكره النّحَوِيّون فيمَا شَذَّ مِن هذا الضَّرْبِ؛ أَو لا يقالُ كَهْلَةٌ إِلَّا مُزْدَوِجاً بشَهْلَةٍ؛ يقُولُون: شَهْلَةٌ كَهْلَةٌ، والأَوَّلُ قَوْل الأَصْمَعِيّ وأَبي عُبَيْدَة وابنِ الأَعْرَابيِّ، قالَ عذافرُ ويُرْوَى للأَشْعَثِ بنِ هلالِ من بلعدوية:

  عليّ إِن أَبت العراق حيّا

  أَلية قد وجبت عليّا

  الا أَعُودُ بعدها كَرِيَّا

  أُمارِسُ الكَهْلَة والصَّبِيَّا

  والعَزَب المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا⁣(⁣٣)

  واكْتَهَلَ الرَّجُلُ: صَارَ كَهْلاً، قالُوا: ولا تَقُلْ كَهَلَ ولكنَّه قد جَاءَ في الحدِيث: «هَلْ في أَهْلِكَ من كاهِلٍ»، بكسرِ الهاءِ، ويُرْوَى: مَنْ كاهَلَ، بفتحِ الهاءِ أَي مَنْ دَخَلَ حَدّ الكُهُولَةِ وقد تَزَوَّج؛ وقد حَكَى أَبو زَيْدٍ: كاهَلَ الرجُلُ: تَزَوَّجَ وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي مَنْ أَسَنَّ وصَارَ كَهْلاً. وذَكَرَ عن أَبي سَعِيدٍ أَنَّه رَدَّ على أَبي عُبَيْد هذا التَّفْسِير وزَعَمَ أَنَّه خطأٌ، قد يخْلُف الرجلُ⁣(⁣٤) الرجُلَ في أَهْلِه كَهْلاً وغيرَ كَهْلٍ، قالَ: والذي سَمِعْناه مِن العَرَبِ أَنَّ الذي يخْلُف الرجُلَ في أَهْلِه يقالُ له الكاهِنُ بالنُّونِ، قالَ: فلا يخْلُو هذا الحَرْف مِن شَيْئَيْن، أَحَدُهما أَنْ يكونَ المحَدِّث سَاءَ سمعُه ففطنَ⁣(⁣٥) أَنَّه كاهِلٌ وإِنَّما هو كاهِنٌ، أَو يكون الحَرْف تعاقَبَ فيه بَيْن اللَّام والنُّون.

  ونَقَلَ السَّهيليُّ في الرَّوضِ هذا التَّوْجيه بعَيْنِه عن ابنِ الأعْرَابيِّ، قالَ⁣(⁣٦): وهذا الذي ذَكَرَه أَبو سَعيدٍ له وَجْه بَعِيد، ومعْنَى قَوْله، ، هل في أَهْلِكَ من كاهِلٍ أَي مَنْ تَعْتَمِده للقِيامِ بشأْنِ عِيالِكَ الصِّغار ممَّنْ يَلْزَمُك عَوْلُه، قالَهُ لرَجُلٍ اسْمُه جلهَمَةَ كما في الرَّوضِ.

  أَرادَ الجِهادَ معه، ، فلمَّا قالَ له: ما هم إلَّا أُصَيْبِيَةٌ صِغارٌ أَجابَه فقالَ: تَخَلَّف وجاهِد فيهم ولا تضيِّعهم.

  والعَرَبُ تقولُ: مُضَر كاهِلُ العَرَبِ، وسَعْد كاهِلُ تَمِيمٍ.

  وفي النِّهايَة: وتَمِيمٌ كاهِلُ مُضَرِ، مأْخوذٌ مِن كاهِلِ البَعيرِ كما سَيَأْتي.

  وفي الأساسِ: ومِن المجازِ: هو كافِلُ أَهْله وكاهِلُهم، وهو الذي يَعْتَمِدُونَه شُبِّه بالكاهِلِ، واحِدُ الكَواهِلِ.

  ومن المجازِ: نَبْتٌ كَهْلٌ ومُكْتَهِلٌ: مُتَناةٍ.

  وقد اكْتَهَلَ النَّباتُ طالَ وانتَهَى مُنْتَهاهُ؛ وفي الصَّحاحِ: ثمَ طولُهُ وظَهَرَ نَوْرُه؛ قالَ الأعْشَى:

  يُضاحِكُ الشمسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ

  مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْت مُكْتَهِل⁣(⁣٧)

  وليسَ بعْدَ اكْتِهالِ النَّبْت إلَّا التَّوَلِّي.

  ونَعْجَةٌ مُكْتَهِلَةٌ: انتَهَى سِنُّها، كما في التَّهْذِيبِ. وفي المحْكَمِ: مُخْتَمِرَةُ الرَّأْسِ بالبياضِ، وأَنْكَرَ بعضُهم ذلِكَ.

  واكْتَهَلَتِ الرَّوْضَةُ عَمَّها نَوْرُها، كما في التَّهْذِيبِ وفي المحْكَمِ: نَبْتُها.

  والكاهِلُ، كصاحِبٍ: الحارِكُ، وهو فُروعُ الكَتِفَيْن، عن أَبي عُبَيْدَة، قالَ: والمِنْسَجُ أَسْفل ذلِكَ. أَو هو مُقَدَّمُ أَعْلَى الظَّهْرِ ممَّا يَلِي العُنُقَ هو الثُّلُثُ الأعْلَى وفيه سِتُّ فِقَرٍ [أو ما


(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: أبقلت.

(٢) اللسان ونسبه له.

(٣) في اللسان والصحاح والمقاييس ٥/ ١٤٤ والتهذيب الثالث والرابع.

(٤) بالأصل «الرحل» تحريف.

(٥) التهذيب واللسان: فظنّ.

(٦) يعني الأزهري كما يفهم من عبارة التهذيب.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٤٥ واللسان والتهذيب وعجزه في المقاييس ٥/ ١٤٤.