تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الكاف مع اللام

صفحة 672 - الجزء 15

  بين الكَتِفَيْنِ] *؛ قالَ امرُؤُ القَيْسِ يَصِفُ فَرَساً:

  له حارِكٌ كالدَّعْصِ لَبَّدهُ الثّرى

  إلى كاهِل مثل الرِّتاجِ المُضَبَّبِ⁣(⁣١)

  أَو هو مَوْصِلُ العُنُقِ في الصُّلْبِ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ.

  وقيلَ: هو مِن الإنْسانِ ما بَيْن كَتِفَيْه يخصُّ الإنْسانَ ورُبَّما اسْتُعِير لغيرِه، قالَهُ أَبو زَيْدٍ.

  وقالَ النَّضْرُ: هو ما ظَهَرَ مِن الزَّوْر والزَّوْرُ ما بَطَن مِن الكاهِلِ.

  وقالَ غيرُه: الكاهِلُ مِن الفَرَسِ ما ارْتَفَع من فروعِ كَتِفَيْه إلى مُسْتوَى ظَهْرِه، وأَنْشَدَ:

  وكاهِل أَفْرِعَ فيه مع ال

  إِفْراغِ إشْرافٌ وتَقْبِيبُ⁣(⁣٢)

  وقيلَ: هو مِن الفَرَسِ خلْف المِنْسَجِ.

  وكاهِلُ بنُ أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ، وأَبو قَبيلَةٍ مِن أَسَدٍ قاتِلَيْ أَبي امْرِئِ القَيْسِ، هكذا في النسخِ وفيه غَلَطان: الأَوَّلُ: زِيادَة الوَاو، فإنَّ أَبَا قَبيلَةٍ، من أَسَدٍ هو بعَيْنِه ابنُ أَسَدِ بن خُزَيْمَةَ وهو ابنُ مدْرِكَةَ بنِ إلياس بنِ مُضَر.

  والثاني: قاتِلَيْ مُثَنَّى قاتِل، والصَّوابُ قاتِلِي بالجَمْع، وما أَحْسَن عِبارَة الجوْهَرِيّ حيثُ قالَ: وكاهِلُ أَبو قَبيلَة، مِن أَسَدٍ وهو كاهِلُ بنُ أَسَد بنِ خُزَيْمَةَ، وهم قَتَلَة أَبي امْرِئِ القَيْسِ. زادَ الصَّاغانيُّ: وفيها يقولُ امْرُؤُ القيسِ:

  يا لَهْفَ هِنْدٍ إذ خَطِئْن كاهِلاً

  القَاتِلِينَ المَلِكَ الحُلاحِلا⁣(⁣٣)

  ويقالُ للشَّديدِ الغَضَبِ وللفَحْلِ الهائجِ إنه لذو كاهِلٍ، حَكَاه ابنُ السِّكِّيت في كتابِهِ المَرْسومِ⁣(⁣٤) بالأَلْفاظِ؛ وفي بعضِ النسخِ: إنَّه لذو صاهِلٍ، بالصادِ. وقالَ أَبو عَمْرو: يقالُ للرجُلِ إنَّه لذَو شاهِقٍ وكاهِلٍ وكاهِنٍ، باللامِ والنونِ، إذا اشْتَدَّ غَضَبُه؛ ويقالُ ذلِكَ للفَحْلِ عنْدَ صيالِهِ حينَ تسْمعُ له صَوْتاً يخْرُجُ مِن جَوْفِه.

  والشَّديدُ الكاهِلِ: هو المَنيعُ الجانبِ الذي يُعْتمدُ عليه في المُلِمَّاتِ.

  وأَبو كاهِلٍ قيسُ بنُ عائِذٍ الأحْمسيُّ البَجَلِيُّ الصَّحابيُّ؛ ¥، رَأَى رَسُولَ اللهِ، ، يخْطبُ على ناقةٍ وحَبَشيٌّ آخِذٌ بخطامِ الناقَةِ، ومَاتَ زَمَنَ الحجَّاج؛ رَوَى عنه إسْماعيلُ بنُ أَبي خالدٍ، هكذا ذَكَرُوا، وإنَّما يَرْوي إسْماعيل بنُ أَبي خالدٍ عن أَخيهِ سَعِيد بنِ أَبي خالِدٍ عن أَبي كاهِلٍ.

  وقالَ البُخارِيُّ: اسمُ أَبي كاهِلٍ عبدُ اللهِ بنُ مالِكٍ.

  والكُهْلولُ، بالضَّمّ: الضَّحَّاكُ؛ وقيلَ: الكريمُ، عاقَبَتِ اللامُ الرَّاء في كَهْرُورٍ.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: الكُهْلُولُ والرُّهْشُوشُ والبُهْلُولُ كلُّه السخيُّ الكريمُ.

  وقد سَمَّوْا كَهْلاً، بالفتح، وكاهِلاً كصاحِبٍ، وكُهَيْلاً مِثْل زُبَيْر، يُجوزُ أَن يكونَ تَصْغيرَ كَهْلٍ أَو كَاهِلٍ تَصْغير التَّرْخِيم، والأوْل أَوْلَى؛ منهم: سَلَمة بنُ كُهَيْل الحَضْرميُّ مِن التابِعِيْن؛ وكَهْلانُ مِثْل سَكْرانَ، منهم: كَهْلانُ بنُ سَبَأ أَبو قَبيلَةٍ من حِمْيَرَ؛ وكُهَيْلَةُ، كجُهَيْنَةَ: ع رَمْلٍ، قالَ:

  عُمَيْرِيَّة حَلّتْ بِرَمْلِ كُهَيْلَةٍ

  فبَيْنُونَةٍ تَلْقى لها الدهرَ مَرْتَعا⁣(⁣٥)

  وكُهَالُ، كغُرابٍ: كاهِنٌ جاهِليٌّ.

  والكَهْوَل كجَرْوَل، هكذا ضَبَطَه الخطابيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ، وصَبُورٍ، هكذا ضَبَطَه الأزْهَرِيُّ، وبهما رُوِي حدِيث عَمرو بنِ العاصِ أنَّه قالَ لمعَاوِيَة حينَ أَرادَ عَزْلَه عن مِصْر: «إنِّي أَتَيْتُك مِن العِراق وإنَّ أَمْرَك كَحُقِّ الكَهُولِ، فما زلْتُ أُسْدِي وأُلْحِمُ حتى صارَ أَمْرُك كفَلْكَةِ الدَّرَّارَةِ وكالطِّرَافِ المُمَدَّدِ».


(*) ساقطة من الأصل.

(١) روايته في الديوان ص ٦٧.

له كفل كالدعص لبّده الندى

إلى حاركٍ مثل الغبيط المذأبِ

والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.

(٢) اللسان، ونسبه في التهذيب لأبي داود.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٥٠.

(٤) في اللسان: الموسوم.

(٥) البيت في معجم البلدان «كهيلة» ونسبه للراعي، وهو في ديوانه ط بيروت ص ١٧١ وفيه «مربعاً» وانظر تخريجه فيه.