[لمل]:
  بمعْنَى عسَى، وعَسَى ولعلَّ من اللهِ تَحْقيق؛ وفيه لُغات: عَنَّ وغَنَّ وأَنَّ ولَأنَّ ولَوَنَّ ورَعَلَّ ولَعَنَّ ولَغَنَّ ورَغَنَّ، ويقالُ عَليَّ أَفْعَلُ وعَلَّني أَفْعَلُ، ولَعَلِّي أَفْعَلُ ولَعَلَّني أَفْعَلُ، ولَعَنِّي ولَعَنَّني ولَغَنِّي ولَغَنَّني ولَوَنِّي ولَوَنَّني ولَأنِّي ولَأنَّني وأَنِّي وأَنَّني ورَغَنِّي ورَغَنَّني، فهذه ثمانِيَة وعشرُون لغَةً.
  قالَ شيْخُنا: وفيه تَطْويلٌ مِن غيرِ كَبير فائِدَةٍ، وكان يَكْفِي أنْ يقولَ بنونِ الوِقايَةِ ودُوْنها، وأَحْكامُ لَعَلّ ولُغاتُها مَشْروحَة في المغْني والتَّسهيل وشُرُوحِهما.
  قلْتُ: وشاهِدُ لَأنَّني بمعْنَى لَعَلَّني قَوْلُ امرئِ القيسِ:
  كوجَا على الطَّلَلِ المُحيلِ لَأنَّنا
  نَبْكي الدِّيارَ كما بَكَى ابنُ خِذامِ(١)
  أَي لَعَلَّنا؛ ومِثْلُه قَوْل الآخَر:
  أَرِيني جَوَاداً مَاتَ هَلا لأَنَّني
  أَرَى ما ترين أَو بَخِيلاً مكرما
  وشاهِدُ أَنَّ بمعْنَى عنَّ قَوْلُه تعالَى: {وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ}(٢).
  [لمل]: اللَّمالُ، كسَحابٍ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ.
  وقالَ أَبو رِياشٍ: هو الكُحْلُ؛ وأَنْشَدَ:
  لها زَفَراتٌ من بَوَادِرِ عَبْرةٍ
  يَسُوقُ اللَّمَالَ المَعْدنيَّ انْسِجالُها(٣)
  ويُضَمُّ، وهكذا رَوَاه كراعٌ.
  قلْتُ: وقد تقدَّمَ في الكافِ اللُّمَاك، بالضمِ، الجلَاءُ(٤) يُكْحَلُ به العَيْنُ، عن ابنِ الأعْرَابيّ، وضَبَطَه ابنُ عَبَّادٍ ككِتابٍ ولا أَرَى اللّمالَ بلَامَيْن إلَّا مُحرّفاً عن اللّماكِ، فتأمّل ذلِكَ.
  وتَلَمَّلَ بِفَمِه مِثْل تَلَمَّظَ، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:
  وتكون شَكْواها إذا هي أَنْجَدَتْ
  بعدَ الكَلالِ تَلَمُّلٌ وصَرِيفُ(٥)
  [لول]: اللَّوْلاءُ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسانِ.
  وقالَ الأصْمَعِيُّ: هو، الضُّرُّ الشِّدَّةُ(٦)، كما في العُبَابِ(٧).
  ولالُ: جَدُّ والِدِ أَبي بكْرٍ أَحْمدَ بنِ عليِّ بنِ أَحْمدَ بنِ محمدِ بنِ لالٍ الهَمَدانيّ الفَقِيه المُحَدِّث، ومَعْناهُ بالفارِسِيَّةِ الأخْرَسُ، سُمِعَ من عبدِ الباقي بنِ قانعٍ وابنِ الأَعْرَابيِّ، كذا في طَبَقات الخيضريّ.
  [ليل]: اللَّيْلُ: ضِدُّ النَّهارِ مَعْروفٌ؛ واللّيْلاةُ أَصْلُه، حَكَاهُ ابنُ الأعْرَابيِّ، وأَنْشَدَ:
  في كُلِّ يَوْمٍ ما وكلِّ لَيْلاهْ
  حتى يقولَ كلُّ راءٍ إذ رَآهْ:
  يا وَيْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقَاهْ!(٨)
  وحَدُّه من مَغْرِبِ الشَّمسِ إلى طُلوعِ الفَجْرِ الصَّادِقِ، أَو إلى طُلوعِ الشَّمسِ وتَصْغيرُه(٩) لُيَيْلة، أخْرجُوا الياءَ الأَخيرَةَ مِن مَخْرَجِها في اللَّيالي.
  وقالَ الفرَّاءُ: لَيْلة كانت في الأصْل لَيْلِية، ولذلِكَ صُغِّرت لُيَيْلَة(١٠)، ومِثْلُها الكَيْكَةُ للبَيْضة كانت في الأَصْل كَيْكِية، وجَمْعُها الكَياكي ج لَيالٍ على غيرِ قِياسٍ، توهَّمُوا واحِدَته لَيْلاة، ونَظيرُه مَلامِح ونَحْوها ممَّا حَكَاه سِيْبَوَيْه، وقد شَذَّ التَّحْقِير كما شَذَّ التَّكْسِير.
  قالَ أَبو الهَيْثم: وكأَنَّ الواحِدَ لَيْلاة في الأصْل يدلُّ على ذلِكَ جَمْعهم إيَّاها اللّيالي وتَصْغِيرُهم إيَّاها لُيَيْلِيَّة.
  وحَكَى الكِسائيُّ: لَيائِلْ(١١) وهو شاذٌّ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للكُمَيْت:
(١) ديوانه ط بيروت ص ١٦٢ والضبط عنه.
(٢) الأنعام الآية ١٠٩.
(٣) اللسان.
(٤) عن التكملة «لمك» وبالأصل «الحاء» بالحاء المهملة.
(٥) اللسان.
(٦) في القاموس: الشِّدَّةُ والضُّر.
(٧) لم يذكره في التكملة.
(٨) اللسان.
(٩) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وتصغيره لييلة، هكذا في خطه، وعبارة اللسان: وتصغير ليلة لييلة ا ه» والذي في اللسان: «لُيَيْلِيَةُ» وفي التهذيب: لييلة.
(١٠) الأصل والتهذيب وفي اللسان: لييلية.
(١١) اللسان: ليايل، بدون همز.