[لمل]:
  جَمَعْتُك والبَدْرَ ابنَ عائشةَ الذيِ
  أَضاءتْ به مُسْحَنْكِكاتُ اللّيَائِل(١)
  وقالَ الجوْهَرِيُّ: اللَّيلُ واحِدٌ بمعْنَى جَمْع، وواحِدُه لَيْلة مِثْل تَمْرة وتَمْر، وقد جُمِع على لَيالٍ فزَادُوا فيها الياءَ على غيرِ قِياسٍ، ونَظِيرُه: أَهْل وأَهالٍ، ويقالُ: كأَنَّ الأَصْلَ فيها لَيْلاةُ فحذفت.
  ولَيْلَةٌ لَيْلاءُ، بالمدِّ وتُقْصَرُ: طَويلَةٌ شَديدَةٌ صَعْبَةٌ، أَو هي أَشَدُّ لَيالي الشَّهْرِ ظُلْمَةً، وبه سُمِّيَتِ المرْأَةُ لَيْلى، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
  كم ليلةٍ لَيْلاءَ مُلْبِسة الدُّجَى
  أُفْقَ السماء سَرَيْت غير مُهَيَّب!
  أَو اللّيْلاءُ: لَيْلَةُ ثَلاثينَ، والدَّهْماء لَيْلَةُ تسْع وعشْرِين، والدَّعْجاء لَيْلَةُ ثَمَان وعشْرِين، قالَهُ ابنُ السِّكِّيت.
  ولَيْلٌ أَلْيَلُ ولائِلٌ ومُلَيَّلٌ، كمُعَظَّمٍ، كذلِكَ أَي شَديدُ الظُّلْمَةِ.
  قالَ ابنُ سِيْدَه: وأَظنُّهم أَرادُوا بِمُلَيَّل الكَثْرة كأَنَّهم توهَّمُوا لُيِّل، قالَ عَمْرُو بنُ شأْسٍ:
  وكان مُجودٌ كالجَلامِيد بعدَ ما
  مَضَى نصفُ لَيْلٍ بعد لَيْلٍ مُلَيَّلِ(٢)
  وقالَ اللّيْثُ: تقولُ العَرَبُ هذه لَيْلةٌ لَيْلاءُ إذا اشْتَدَّتْ ظُلْمَتُها، ولَيْلٌ أَلْيَلُ. وأَنْشَدَ للكُمَيْت: ولَيْلهم الأَلْيَل.
  قالَ: وهذا في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وأَمَّا في الكَلامِ فلَيْلاء، قالَ الفَرَزْدقُ:
  قالوا وخاثِرُهُ يُردُّ عليهمُ
  والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ(٣)
  وألالُوا وأَلْيَلُوا: دَخَلوا في اللَّيْلِ.
  وقالَ النَّضْرُ: أَلْيَلَ: صَارَ فيه. واللَّيْلُ: الذَّكَرُ والأُنْثَى جَمِيعاً مِن الحُبارَى أَو فَرْخُها؛ وكذلِكَ فَرْخُ الكَرَوانِ، وقَوْل الفَرَزْدق:
  والشّيْب ينْهَضُ في الشَّبابِ كأَنَّه
  لَيْلٌ يَصِيحُ بجانِبَيْهِ نَهارُ(٤)
  قيلَ: عَنَى باللّيْلِ فَرْخَ الكَرَوان أَو الحُبارَى، وبالنَّهارِ فَرْخ القَطَا، فحُكِيَ ذلِكَ ليونس فقالَ: اللَّيْل ليلُكم والنَّهارُ نَهارُكم هذا.
  وقالَ الجوْهَرِيُّ: وذَكَرَ قومٌ أَنَّ اللّيْلَ وَلَدُ الكَرَوان، والنَّهارَ وَلَدُ الحُبارَى، قالَ: وقد جاءَ ذلِكَ في بعضِ الأَشْعارِ، قالَ: وذَكَرَ الأَصْمَعِيُّ في كتابِ الفَرْقِ النَّهارَ ولم يذكُر اللّيْلَ.
  قالَ ابنُ بَرِّي: الشِّعْر الذي عَنَاه الجوْهَرِيّ بقَوْله: وقد جاءَ ذلِكَ الخ هو قَوْلُ الشاعِرِ:
  أَكَلْتُ النَّهارَ بنِصْفِ النَّهار
  ولَيْلاً أَكَلْتُ بليلٍ بَهِيم(٥)
  واللَّيْلُ: سَيْفُ عَرْفَجَةَ بنِ سَلامَةَ الكِنْدِيِّ، كذا في النسخِ، والصَّوابُ الكَلْبيّ مِن بَنِي زُهَيْر، كما هو نَصُّ العُبَابِ، وفيه يقولُ:
  آتيك سلمى باطلا
  والليلُ ذو الغَرْبين كمعي
  إن لم أعجل ضربة
  ترقص بجمعكم وجمعي
  وأُمُّ لَيْلَى: الخَمْرُ السَّوْداءُ، عن أَبي حَنيفَةَ.
  قالَ ابنُ بَرِّي: وبها سُمِّيتِ المرْأَةُ ولم يقيِّدها ابنُ الأعْرَابيِّ بلَوْن، قالَ: ولَيْلى(٦): نَشْوَتُها، وهو بَدْءُ سُكْرِها.
(١) اللسان وفيه «الليايل».
(٢) اللسان.
(٣) اللسان وعجزه في الصحاح، ولم أجده في ديوانه.
(٤) ديوانه ١/ ٢٩٥ برواية:
ابكِ على الحجّاج عولك ما دجا
ليلٌ بظلمته ولاح نهارُ
والمثبت كرواية اللسان.
(٥) اللسان.
(٦) على هامش القاموس عن احدى نسخه: «أو ليلى».