تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لمل]:

صفحة 678 - الجزء 15

  جَمَعْتُك والبَدْرَ ابنَ عائشةَ الذيِ

  أَضاءتْ به مُسْحَنْكِكاتُ اللّيَائِل⁣(⁣١)

  وقالَ الجوْهَرِيُّ: اللَّيلُ واحِدٌ بمعْنَى جَمْع، وواحِدُه لَيْلة مِثْل تَمْرة وتَمْر، وقد جُمِع على لَيالٍ فزَادُوا فيها الياءَ على غيرِ قِياسٍ، ونَظِيرُه: أَهْل وأَهالٍ، ويقالُ: كأَنَّ الأَصْلَ فيها لَيْلاةُ فحذفت.

  ولَيْلَةٌ لَيْلاءُ، بالمدِّ وتُقْصَرُ: طَويلَةٌ شَديدَةٌ صَعْبَةٌ، أَو هي أَشَدُّ لَيالي الشَّهْرِ ظُلْمَةً، وبه سُمِّيَتِ المرْأَةُ لَيْلى، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  كم ليلةٍ لَيْلاءَ مُلْبِسة الدُّجَى

  أُفْقَ السماء سَرَيْت غير مُهَيَّب!

  أَو اللّيْلاءُ: لَيْلَةُ ثَلاثينَ، والدَّهْماء لَيْلَةُ تسْع وعشْرِين، والدَّعْجاء لَيْلَةُ ثَمَان وعشْرِين، قالَهُ ابنُ السِّكِّيت.

  ولَيْلٌ أَلْيَلُ ولائِلٌ ومُلَيَّلٌ، كمُعَظَّمٍ، كذلِكَ أَي شَديدُ الظُّلْمَةِ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وأَظنُّهم أَرادُوا بِمُلَيَّل الكَثْرة كأَنَّهم توهَّمُوا لُيِّل، قالَ عَمْرُو بنُ شأْسٍ:

  وكان مُجودٌ كالجَلامِيد بعدَ ما

  مَضَى نصفُ لَيْلٍ بعد لَيْلٍ مُلَيَّلِ⁣(⁣٢)

  وقالَ اللّيْثُ: تقولُ العَرَبُ هذه لَيْلةٌ لَيْلاءُ إذا اشْتَدَّتْ ظُلْمَتُها، ولَيْلٌ أَلْيَلُ. وأَنْشَدَ للكُمَيْت: ولَيْلهم الأَلْيَل.

  قالَ: وهذا في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وأَمَّا في الكَلامِ فلَيْلاء، قالَ الفَرَزْدقُ:

  قالوا وخاثِرُهُ يُردُّ عليهمُ

  والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِلِ أَلْيَلُ⁣(⁣٣)

  وألالُوا وأَلْيَلُوا: دَخَلوا في اللَّيْلِ.

  وقالَ النَّضْرُ: أَلْيَلَ: صَارَ فيه. واللَّيْلُ: الذَّكَرُ والأُنْثَى جَمِيعاً مِن الحُبارَى أَو فَرْخُها؛ وكذلِكَ فَرْخُ الكَرَوانِ، وقَوْل الفَرَزْدق:

  والشّيْب ينْهَضُ في الشَّبابِ كأَنَّه

  لَيْلٌ يَصِيحُ بجانِبَيْهِ نَهارُ⁣(⁣٤)

  قيلَ: عَنَى باللّيْلِ فَرْخَ الكَرَوان أَو الحُبارَى، وبالنَّهارِ فَرْخ القَطَا، فحُكِيَ ذلِكَ ليونس فقالَ: اللَّيْل ليلُكم والنَّهارُ نَهارُكم هذا.

  وقالَ الجوْهَرِيُّ: وذَكَرَ قومٌ أَنَّ اللّيْلَ وَلَدُ الكَرَوان، والنَّهارَ وَلَدُ الحُبارَى، قالَ: وقد جاءَ ذلِكَ في بعضِ الأَشْعارِ، قالَ: وذَكَرَ الأَصْمَعِيُّ في كتابِ الفَرْقِ النَّهارَ ولم يذكُر اللّيْلَ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: الشِّعْر الذي عَنَاه الجوْهَرِيّ بقَوْله: وقد جاءَ ذلِكَ الخ هو قَوْلُ الشاعِرِ:

  أَكَلْتُ النَّهارَ بنِصْفِ النَّهار

  ولَيْلاً أَكَلْتُ بليلٍ بَهِيم⁣(⁣٥)

  واللَّيْلُ: سَيْفُ عَرْفَجَةَ بنِ سَلامَةَ الكِنْدِيِّ، كذا في النسخِ، والصَّوابُ الكَلْبيّ مِن بَنِي زُهَيْر، كما هو نَصُّ العُبَابِ، وفيه يقولُ:

  آتيك سلمى باطلا

  والليلُ ذو الغَرْبين كمعي

  إن لم أعجل ضربة

  ترقص بجمعكم وجمعي

  وأُمُّ لَيْلَى: الخَمْرُ السَّوْداءُ، عن أَبي حَنيفَةَ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وبها سُمِّيتِ المرْأَةُ ولم يقيِّدها ابنُ الأعْرَابيِّ بلَوْن، قالَ: ولَيْلى⁣(⁣٦): نَشْوَتُها، وهو بَدْءُ سُكْرِها.


(١) اللسان وفيه «الليايل».

(٢) اللسان.

(٣) اللسان وعجزه في الصحاح، ولم أجده في ديوانه.

(٤) ديوانه ١/ ٢٩٥ برواية:

ابكِ على الحجّاج عولك ما دجا

ليلٌ بظلمته ولاح نهارُ

والمثبت كرواية اللسان.

(٥) اللسان.

(٦) على هامش القاموس عن احدى نسخه: «أو ليلى».