تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الميم مع اللام

صفحة 684 - الجزء 15

  للحاكِمِ: أَمْثِلْني من فلانٍ وأَقِصَّني وأَقِدْني بمعْنىً واحِدٍ، والاسمُ المِثالُ والقِصاصُ والقودُ.

  وقالُوا: مِثْلٌ ماثِلٌ أَي جَهْدٌ جاهِدٌ، عن ابنِ الأعْرَابيِّ وأَنْشَدَ:

  مَن لا يَضَعْ بالرَّمْلةِ المَعاوِلا

  يَلْقَ مِنَ القامةِ مِثْلاً ماثِلا

  وإنْ تشكَّى الأَيْنَ والتَّلاتِلا⁣(⁣١)

  والماثولُ: ع بالمدينةِ من نَواحِيها، على ساكِنِها أَفْضَل الصَّلاة والسَّلام.

  والماثِلَةُ: مَنارَةُ المِسْرَجَةِ، هكذا هو بكسْرِ الميمِ مِن المَسْرجَةِ في نسخِ الصِّحاحِ بخطِّ الجوْهَرِيّ، والصَّوابُ بفَتْحِها، نَبَّه عليه المحشون.

  وفي العُبَابِ: الماثِلَةُ: المسْرَجَةُ لانْتِصَابِها.

  والماثِلُ من الرُّسوم: ما ذَهَبَ أَثَرُه ودَرَسَ، وشاهِدُه قَوْلُ جَرِيرٍ السابِق: فمنها مُسْتَبِينٌ ودَارِسُ.

  قالَ الجوْهَرِيُّ: المُسْتَبِين: الأَطْلالُ، والماثِلُ: الرُّسومُ؛ وهو بعَيْنِه بمعْنَى اللَّاطِئِ بالأَرْضِ، فإنَّها إذا ذَهَبَ أَثَرُها فقد لَطِئَت بالأَرْضِ، فتأمَّل ذلِكَ.

  وبالكسْرِ: المِثْلُ بنُ عِجْلِ بنِ لُجَيْمِ بنِ صعبِ بنِ بكْرِ بنِ وائِلٍ مَلِكُ اليمنِ، وصَحَّفَ عبدُ المَلِكِ بنُ مَرْوانَ فقالَ لقومٍ من اليمنِ: ما الميلُ منكم؟ فقالُوا: يا أَمير المؤمنينَ كان مَلِكٌ لنا يقالُ له المِثْلُ؛ فَخَجِلَ عبدُ المَلِكِ وعَرَفَ أَنَّه وَقَعَ في التَّصْحيفِ، وهذا مِن حسنِ الأَدَبِ في الجَوَابِ.

  وبَنُو المِثْلِ بن معاوِيَةَ قَبيلةٌ مِن العَرَبِ، منهم: أَبو الشَّعْثاءِ يزيدُ بنُ زِيادٍ الكِنْدِيُّ.

  وقالَ أَبو عَمْرو: هو مِن بَنِي أَسَدٍ.

  والمُثْلُ، بالضَّمِّ⁣(⁣٢): ع بِفَلْجٍ؛ ويقالُ له: رَحَى المُثْلِ أَيْضاً؛ قالَ مالِكُ بنُ الرَّيْب:

  فيا ليْتَ شِعْري هل تَغَيَّرَتِ الرَّحَى

  رَحَى المِثْل أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِيَا؟⁣(⁣٣)

  والأَمْثالُ: أَرَضونَ مُتَشابِهَةٌ أَي يُشْبِهُ بعضُها بعضاً، ولذلِكَ سُمِّيَت أَمْثالاً، ذاتُ جِبالٍ قرْبَ البَصْرَةِ على لَيْلَتيْن، نَقَلَه ياقوتُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  قالَ أَبو حَنيفَةَ: المِثالُ قالَبُ يُدْخَل عَيْنَ النَصْل في خَرْق في وسَطِه ثم يُطْرق غِرارَاهُ حتى يَنْبَسِطا⁣(⁣٤)، والجَمْع أَمْثِلةٌ.

  وامْتَثَلَهُ غَرَضاً: نَصَبَه هَدَفاً لسِهامِ المَلامِ، وهو مجازٌ.

  ويقالُ: المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحْسَن مُثولاً وانْتِصاباً ثم جُعِلَ صِفَه للإقْبالِ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: معْناه أَحْسَن حالاً مِن حالَةٍ كانت قَبْلها، وهو مِن قوْلِهم: هو أَمْثَلُ مِن قوْمِهِ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: المَثالَةُ حسْنُ الحالِ؛ ومنه قوْلُهم: كُلَّما ازْدَدْتَ مَثالَةً زادَكَ اللهُ رَعالَةً، والرَّعالَةُ: الحمقُ.

  وقالَ أَبو الهَيْثَم: قوْلُهم إنَّ قوْمِي مُثُلٌ، بضمَّتَيْن، أَي سَادَات ليسَ فَوْقهم أَحَدٌ، وكأنَّه جَمْعُ الأمْثَل.

  وفي الحدِيْث: أَنَّه قالَ بعْدَ وَقْعةِ بَدْرٍ: لو كان أَبو طالِبٍ حَيّاً لَرَأَى سُيوفَنَا قد بَسَأْتْ بالمَياثِلِ.

  قالَ الزَّمَخْشرِيُّ: معْناه اعْتادَتْ واسْتَأْنَسَت بالأَماثِلِ.

  وماثَلَه: شابَهَه.

  وفي الحدِيْث: قامَ مُمَثِّلاً، ضُبِطَ كمُحَدِّثٍ ومُعَظَّمٍ، أَي مُنْتَصِباً قائِماً.

  قالَ ابنُ الأثيرِ: هكذا شُرِحَ، قالَ: وفيه نَظَرٌ مِن جهةِ التَّصْريفِ، ويُجْمَعُ ماثِلٌ على مَثَلٍ كَخادِمٍ وخَدَمٍ، ومنه قوْلُ لَبيدٍ:

  ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ

  صادِرٍ وَهْمٍ صُوَاه كالمَثَلْ⁣(⁣٥)

  ويقالُ: المَثَلُ بمعْنَى المَاثِلِ.


(١) اللسان، وفيه: «يلقَ».

(٢) نص ياقوت على ضبطه بكسر أوله وسكون ثانيه، ومثله في اللسان.

(٣) اللسان ومعجم البلدان «المثل».

(٤) عن اللسان وبالأصل «ينبسط».

(٥) ديوانه ط بيروت ص ١٤٣ برواية: «صواه قد مثل» واللسان والتهذيب.