تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع اللام

صفحة 712 - الجزء 15

  وكانَ أَبو حَرَّار يقولُ: ليسَ بِنابِلٍ مِثْل لابِنٍ وتامِرٍ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: النَّبَّالُ الذي يَعْملُ النَّبْل، والنابِلُ: صاحِبُ النَّبْل، هذا هو المُسْتَعْمل؛ قالَ الراجزُ:

  ما عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نابِلٌ

  والقَوْسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ⁣(⁣١)

  ونَسَبَ ابنُ الأَثيرِ هذا القَوْلَ لعاصِمٍ، وقالَ: نابِلٌ: ذُو نَبْل، قالَ: ورُبمَّا جَاءَ نَبَّال في مَوْضِع نابِلٍ، ونابِلٌ في مَوْضِع نَبَّال، وليسَ القِياسُ.

  قالَ سِيْبَوَيْه: يقولُونَ لِذِي التَّمْرِ واللَّبَنِ والنَّبْلِ: تامِرٌ ولابِنٌ ونابِلٌ، وإنْ كانَ شيْء مِن هذا صَنْعَتَه: تَمَّار ولَبَّان ونَبَّال، ثم قالَ: وقد تقولُ لِذِي السَّيْف سَيَّاف، ولِذِي النَّبْل نَبَّال على التَّشْبيهِ بالآخر.

  والمُتَنَبِّلُ: حامِلُهُ؛ يقالُ: هذا رجُلٌ مُتَنَبِّلٌ نَبْله إذا كانَ معه نَبْل.

  ونَبَلَه بالنَّبْلِ يَنْبُلُه نَبْلاً: رَماهُ به؛ أَو نَبَلَه نَبْلاً: أَعْطاه النَّبْلَ كأَنْبَلَه، يقالُ: أَنْبَلْتُه سَهْماً أَي أَعْطَيْتُه.

  ونَبَلَ على القومِ يَنْبُلُ نَبْلاً: لَقَطَهُ لهم ثم دَفَعَها إليهم ليرمُوا بها؛ ومنه الحدِيْث: «كنتُ أَيامَ الفِجار أَنْبُل على عُمُومَتي»، ويُرْوَى بالتَّشْديدِ وفي حدِيْثٍ آخَرَ: إنَّ سعْداً كان يَرْمي بين يَدَي النبيِّ، ، والنبيُّ يُنَبِّلُه؛ وفي رِوايَةٍ: وفتىً يُنَبِّلُه كلّما نَفِدتْ نَبْلُه، وفي رِوايَةٍ: يَنْبُلُه كيَنْصُرُه.

  قالَ ابنُ الأثيرِ: قالَ ابنُ قتيبَةَ: وهو غَلَطٌ مِن نَقَلةِ الحدِيْثِ لأَنَّ معْنَى نَبَلْته أَنْبُلُه رَمَيْتُه بالنَّبْلِ.

  وقالَ أَبو عُمَر الزَّاهِد: بل هو صَحيحٌ، يقالُ: نَبَلْته وأَنْبَلْته ونَبَّلْته.

  ونَبَلَ فلاناً بالطَّعام ينْبُلُه نَبْلاً: عَلَّلَه به وناوَلَه الشَّيءَ بعدَ الشَّيءِ ونَبَلَ به يَنْبُلُ نَبْلاً: رَفَقَ.

  قالَ أَبو زَيْدٍ: يقالُ انْبُلْ بقَوْمِكَ، أَي ارْفُقْ بهم، وأَنْشَدَ لصَخْر الغَيِّ:

  فانْبُلْ بقَوْمِكَ إمَّا كنْتَ حاشِرَهُم

  وكُلُّ جامِعِ مَحْشورٍ له نَبَلُ⁣(⁣٢)

  ونَبَلَ الإِبلَ ينْبُلُها نَبْلاً: ساقَها سَوْقاً شَديداً، عن ابنِ السِّكيِّت.

  وقيلَ: النَّبْلُ: حُسْنُ السَّوقِ للإِبِلِ؛ ونَبَلَها أَيْضاً: قامَ بمَصْلَحَتِها؛ قالَ زفرُ بنُ الخِيارِ المحارِبيِّ:

  لا تَأْوِ يا للعِيسِ وانْبُلاها

  فإنَّها ما سَلِمَتْ قُواها

  بَعِيدة المُصْبَحِ من مُمْساها

  إذا الإِكامُ لَمَعَتْ صُواها

  لَبِئْسَما بُطْءٌ ولا تَرْعاها⁣(⁣٣)

  ونبلَ الرجُلُ نَبْلاً: سَارَ شَديداً سَريعاً.

  وقومٌ نُبَّلٌ، كرُكَّعٍ: رُماةٌ، حَكَاه أَبو حَنيفَةَ.

  والنَّابِلُ والنَّبيلُ: الحاذِقُ بالنَّبْلِ.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: النَّبْلُ في الحِذْقِ، والنَّبالَةُ والنَّبْلُ في الرِجالِ.

  وقالَ غيرُه: النابِلُ الحاذِقُ بما يُمارِسُه مِن عَمَلٍ.

  وفي المَثَلِ: ثَارَ حابِلُهُم⁣(⁣٤) على نابِلِهم أَي أَوْقَدوا بَيْنهم الشَّرَّ، وقد ذُكِرَ في «ح ب ل».

  وأَنْبَلَ النَّخْلُ: أَرْطَبَ.

  ومِن المجازِ: أَنْبَلَ قِداحَهُ أَي جَاءَ بها غِلاظاً جَافِيةً، حَكَاه أَبو حَنيفَةَ، ونَقَلَه الزَّمَخْشرِيُّ.

  وتَنَبَّلَ البَعيرُ والرجُلُ: مَاتَ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي قَوْلَ الشاعِرِ:


(١) اللسان.

(٢) البيت لأبي المثلم الهذلي يجيب صخر الغي، انظر شرح أشعار الهذليين ١/ ٢٧٧ واللسان والتكملة والتهذيب.

(٣) اللسان والثلاثة الأول في الصحاح والأول في المقاييس ٥/ ٣٨٤ والأول والأخير في التهذيب والجميع في التكملة مع اختلاف في ترتيبها وزاد مشطوراً:

نائية المرفق عن رحاها

(٤) على هامش القاموس: الأولى تكميله بأن يقول: على نابلهم، لأنه الذي يخص المادة هنا، ا هـ، قد أكمله الشارح.