تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع اللام

صفحة 722 - الجزء 15

  وقالَ اللَّيْثُ: يقالُ: نَحَلَ فلانٌ فلاناً إذا سَابَّه فهو يَنْحَلُه يُسابَّه، وأَنْشَدَ لطرفَهَ:

  فَدَعْ ذا وانْحَل النُّعمانَ قَوْلاً

  كنَحْت الفأْسِ يُنْجِد أَو يَغُور⁣(⁣١)

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا باطِلٌ وهو تَصْحيفٌ لنَجَلَ فلانٌ فلاناً، بالجيمِ، إذا قَطَعَه بالغِيْبةِ. وأَشارَ إليه الصَّاغانيُّ أَيْضاً، وكأَنَّ المصنِّفَ تبع اللَّيْث فيمَا قالَهُ ولم يلْتَفِت إلى قَوْلِ الأَزْهَرِيّ والصَّاغانيّ وهو غَريبٌ.

  ونَحَلَ جِسْمُه، كمَنَعَ وعَلِمَ ونَصَرَ وكَرُمَ، نُحولاً، واقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ على الأُوْلَى والثانِيَة، وقالَ: الفَتْح أَفْصَح، وأَنْشَدَ الصَّاغانيُّ للرَّاعي:

  فَكَأَنّ أَعْظُمَهُ مَحَاجِنُ نَبْعَةٍ

  عُوجٌ قَدُمْنَ فَقَدْ أَرَدْنَ نُحُولَا⁣(⁣٢)

  ذَهَبَ من مَرَضٍ أَو سَفَرٍ فهو ناحِلٌ ونَحيلٌ ج كسكرى هو جَمْعُ نَحِيل، وأَمَّا جَمْع ناحِلٍ فنَحَّلٌ كرُكَّعٍ، وهي ناحِلَةٌ مِن نساءٍ نَواحِل، وأَمَّا قَوْل أَبي ذُؤَيْب:

  وكنتُ كعَظْم العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه

  بأَطْرافِها حتى اسْتَدقَّ نُحُولُها⁣(⁣٣)

  إنما أَرادَ ناحِلَها، فوَضَعَ المَصْدرَ مَوْضعَ الاسمِ.

  وأَنْحَلَهُ الهَمُّ: أَهْزَلَهُ.

  وجَمَلٌ ناحِلٌ: مَهْزولٌ دَقيقٌ.

  ومِن المجازِ: سَيفٌ ناحِلٌ أَي رَقِيقٌ والجَمْعُ النواحِلُ.

  وقيلَ: النواحِلُ هي السُّيوفُ التي رُقَّت ظُباها مِن كثْرَةِ الاسْتِعْمالِ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: السَّيفُ الناحِلُ الذي فيه فُلُولٌ فيُسَنُّ مرَّةً بعدَ أُخْرَى حتى يَرِقَّ ويرهفَ⁣(⁣٤) أَثَرُ فُلُوله، وذلِكَ أَنَّه إذا ضُرِب فصَمَّم انْفَلَّ فيُنْجِي القَيْنُ عليه بالمَداوِسِ والصَّقْل حتى يَذهبَ فُلُوله، ومنه قَوْل الأعْشَى:

  مَضارِبُها من طُولِ ما ضَرَبوا بها

  ومن عَضِّ هامِ الدَّارِعِين نَواحِلُ⁣(⁣٥)

  ونَحْلَةُ: فَرَسٌ لكِنْدَةَ، قالَ سبيعُ بنُ الخَطِيم التِّيْميّ:

  أَرْباب نَحْلَة والقريطِ وساهمٍ

  إني هُنالِكَ آلفٌ مَأْلوفُ

  ونَحْلَةُ أَيْضاً: فَرسٌ لسُبَيْعِ بنِ الخَطِيمِ المَذْكُور، وهو القائِلُ فيه:

  يقولُ نَحْلَة أَودعني فقلْت له

  عوّل عليَّ بأَبْكارٍ هَرَاجِيب

  ونَحْلَةُ: ة قُرْبَ بَعْلَبَكَّ على ثَلاثةِ أَمْيالٍ، قالَهُ نَصْر.

  وكجُهَيْنَةَ: أَبو نُحَيْلَةَ البَجَليُّ صحابيٌّ، أَو هو بالخاءِ كما سَيَأْتِي.

  قالَ الصَّاغانيُّ: قيلَ والأَوَّلُ أَصحّ.

  قلْتُ: وهو قَوْلُ عبدِ الغنيِّ بنِ سعِيدٍ الحافِظ، رَوَى عنه أَبو وائِلٍ قَوْلَه لمَّا أُصِيْب في غزاةٍ.

  وقالَ بعضُهم: لا صُحْبَة له.

  وقالَ المزيُّ: رَوَى عن جريرِ بنِ عبدِ اللهِ حَدِيْثَ: بايَعْت رَسُولَ اللهِ ، على إقَام الصَّلاة، رَوَى عنه أَبو وائِلٍ، وقيلَ: عن أَبي وائِلٍ عن أَبي جَمِيلَةَ عن جَريرٍ، وقيلَ: عن أَبي وائِلٍ عن جَريرٍ نفْسِه.

  ونِحْلينُ، كغِسْلِينٍ: ة بحَلَبَ منها أَبو محمدٍ عامرُ بنُ سَيَّارٍ النِّحْلِيُّ، بالكسرِ، المحدِّثُ، رَوَى عن فرات بنِ السَّائبِ، وعنه عُمَرُ بنُ الحُسَيْن الحلبيُّ.

  والنِّحْلَةُ، بالكسرِ: الدَّعْوَى، ومنه الانْتِحالُ وهو ادِّعاءُ ما لا أَصْل له، أَو ادِّعاءُ ما لغيرِه كما تقدَّمَ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  النَّحَلُ، محرَّكةً، لُغَةٌ في النَّحْلِ، بالفتح، وبه قَرَأَ ابنُ وَثَّاب: وأَوْحَى ربُّك إلى النَّحَل⁣(⁣٦).

  ويُجْمَعُ الناحِلُ على نُحُولٍ كشاهِدٍ وشُهُودٍ، وبه فسِّرَ أَيْضاً قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ السابِقُ:


(١) لم أجده في ديوانه ط بيروت، والبيت في اللسان والتكملة والتهذيب.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢٢٧ انظر تخريجه فيه.

(٣) ديوان الهذليين ١/ ٣٣ برواية: «بأطرافه» واللسان.

(٤) في التهذيب واللسان: ويذهب.

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) النحل الآية ٦٨.