فصل العين المهملة
  وعَقْبِه بِفَتْح فَسُكُون وعلى عَقِبه، أَي لأَيَّامٍ بَقِيَت منه عشَرَةٍ أَو أَقَلَّ. وجِئتُ في عُقْبِ الشَّهْر وعلى عُقْبِه، بالضم والتَّسْكِين فِيهِما، وعُقُبه، بضَمَّتَيْن، وعُقْبَانِه(١) بالضم، أَي بعد مُضِيِّه كُلِّه. وحَكَى اللِّحْيَانيّ: جِئتُك عُقُب رَمَضَان بالضَّمّ أَي آخِرَه، وجِئتُ فلانا على عُقْبِ مَمَرّه، بالضَّمِّ، وعُقُبِه، بضَمَّتَيْنِ، وعَقِبِه كَكَتِف، وعُقْبَانِه، بالضَّمِّ، أَي بَعْدَ مُرُورِه. وفي حدِيث عُمَرَ: «أَنَّه سافَر في عَقْب(٢) رَمَضَان» بالتّسْكين أَي في آخِره وقد بَقِيَتْ منه بَقِيَّةٌ. وقال اللِّحْيَانِيّ.
  أَتيتُك على عُقُب ذَاكَ، بضَمَّتَيْن، وعُقْب ذَاكَ، بضَّمٍّ فَسُكُون، وعَقِبِ ذَاكَ، كَكتِفٍ، وعَقْبِ ذَاكَ، بالتَّسْكِين، وعُقْبَانِ ذَاكَ، بالضَّمِّ، وجئتُه(٢) عُقْبَ قُدُومِه، بالضَّمِّ، أَي بَعْدَه. قلت: وفي الفَصِيح نَحْوٌ مِمَّا ذُكِرَ.
  وفي المُزْهِرِ: في عقِب ذِي الحِجَّة، يقال بالفَتْح والكَسْر لِمَا قَرُب من التَّكْمِلَة، وبِضَمٍّ فسُكُونٍ لِمَا بَعْدَهَا. ونقل شيخُنا، جِئتُك على عُقْبِه وعُقْبَانِه، أَي بالضَّم وعَاقِبِه وعَقِبِه. قال أَبو جعْفَر: قال ابنُ عُدَيْس: وزاد أَبُو مِسْحَل: وعِقْبَانِه، أَي بالكَسْرِ.
  وفي لسان العرب: ويقال: فلان عُقْبَةُ بَنِي فُلَانٍ، أَي آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْهُم. وحكى اللِّحْيَانِيّ: صَلَّينَا عُقُبَ الظُّهْر، وصلَّيْنَا أَعْقَاب الفَرِيضَة تَطَوُّعا، أَي بَعْدَها.
  والعَاقِبُ من كل شيء: آخِرُه.
  والعَاقِبُ: السَّيِّد. وقيل: الذَّي دُونَ السَّيّد، وقيل: الَّذِي يَخْلُف السَّيِّدَ بعدَه. وفي الحديث «قَدِم على النبيّ ﷺ نَصَارى نَجْرَان، السَّيِّدُ والعَاقِب، والعاقِبُ: الَّذِي يَخْلُف مَنْ كَانَ قَبْلَه فيّ الخَيْر كالعَقُوب، كصَبُور، وقيل: السَّيِّدُ والعاقِب هُمَا من رُؤَسَائِهِم وأَصْحَاب مَرَاتِبِهِم. وقال النَّبيُّ ﷺ «لي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: مُحَمَّد. وأَحْمَدُ، والمَاحِي يَمْحُو اللهُ بِي الكُفْرَ، والحَاشِرُ أَحشُر الناسَ على قَدَمِي، والعَاقِبُ».
  قال أَبو عُبَيْد: العَاقب: آخرُ الأَنْبِيَاء. وفي المُحْكَم: آخِرُ الرُّسُل.
  وعَقَبَهُ يَعْقُبُه: ضَرَبَ عَقِبَه أَي مُؤَخَّرَ القَدَم. ويقال: عَقَبَه يعقُبه عقْباً وعُقُوباً إِذا خَلَفَه. وكُلُّ ما خَلَف شَيْئاً فقد عَقَبَه وعَقَّبه كأَعْقَبه. وأَعْقَبَ الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ وتَرَكَ عَقِباً أَي وَلَداً. يقال: كان لَهُ ثَلَاثَةٌ من الأَوْلادِ فأَعْقَب مِنْهُم رَجُلَان أَي تَرَكَا عَقِباً ودَرَجَ وَاحِدٌ. وقول طُفَيْل الغَنَوِيّ:
  كريمَةُ حُرِّ الوَجْهِ لم تَدْعُ هَالِكاً ... من القَوْمِ هُلْكاً في غَدٍ غَيْرَ مُعْقِب
  يعني أَنَّه إِذا هَلَك مِن قَوْمِهَا سَيِّدٌ جاءَ سَيِّدٌ، فهي لم تَنْدُب سَيِّداً وَاحَداً لا نظيرَ لَهُ، أَي أَنّ له نُظَراءَ من قَوْمه.
  وذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذَا خَلَفه، وهو مثل عَقَبه. وعَقَب مكانَ أَبِيهِ يَعقُب عَقْباً وعاقِبةً. وعَقَّبَ إِذا خَلَف. وَعَقَبُوا من خَلْفِنا وعَقَّبُونَا: أَتَوْا. وَعَقَبْونَا مِنْ خَلْفنا وَعَقَّبُونَا أَي نَزَلُوا بَعْدَ مَا ارتَحَلْنَا. وأَعْقَبَ هذَا هَذَا، إِذَا ذَهَب الأَوَّلُ فلم يَبْقَ منه شَيْءٌ وصارَ الآخَرُ مَكَانَه. وعَقَبَ الرَّجُلَ في أَهْلِه: بَغَاهُ بِشَرٍّ وَخَلَفَه. وعَقَب في أَثَرِ الرَّجُل بما يَكْرَه يَعْقُب عَقْباً: تناوَلَه بما يَكْره وَوَقَع فيه.
  والعُقْبَةُ، بالضَّمِّ: قدرُ فَرْسخَيْنِ، والعُقْبَة أَيضاً: قَدْرُ ما تَسِيرُه، والجَمْع عُقَبٌ: قال:
  خَوْداً ضِنَاكاً لا تَسِيرُ العُقَبَا
  أَي أَنها لا تَسِيرُ مَع الرِّجَال؛ لأَنَّهَا لا تَحْتَمِل ذَلِكَ لِنَعْمَتِهَا وتَرَفِهَا. والعُقْبَةُ: النَّوْبَةُ. تقول: تَمّت عُقْبَتُك.
  والعُقْبَةُ: البَدَلُ والدُّولَة. والعُقْبَةُ أَيضاً: الإِبلُ يَرْعَاهَا الرَّجُل ويَسْقِيها عُقْبَتَه أَي دُولَته، كأَنّ الإِبلَ سُمِّيَت باسم الدُّولَة، أَنْشد ابنُ الأَعْرَابِيّ:
  إِنَّ عَلَيَّ عُقْبَةً أَقْضِيها ... لَستُ بِنَاسِيها ولا مُنْسِيها
  أَي أَنَا أَسُوقُ عُقْبَتِي وأُحْسِنُ رَعْيَها. وقولُه: لستُ بِنَاسِيها ولا مُنْسِيها، يقول: لستُ بتَاركها عَجْزاً ولا بمُؤَخِّرها، فَعَلَى هَذَا إِنَّما أَرادَ ولا مُنْسِئِها، فأَبدَل الهمزَةَ يَاءً لإِقَامَةِ الرِّدْف.
  والعُقْبَة: الموضِع الذي يُرْكَب فيه. وتَعاقَب المُسَافرانِ على الدَّابَّة: ركِب كُلُّ واحِدٍ منهُما عُقبَةً. وفي الحَديث: «فكان الناضِحُ يعتَقِبُه منا الخَمْسَةُ». أَي يَتَعاقَبُونَه في الرُّكُوب وَاحِداً بعد وَاحِدٍ. يقال: دارت(٣) عُقْبَةُ فلانٍ أَي
(١) في النهاية واللسان: عقِبِ.
(٢) في اللسان: وجئتك.
(٣) كذا بالأصل والنهاية، وفي اللسان: جاءت.