تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نهبل]:

صفحة 763 - الجزء 15

  وأَنْهَلْ تَلانَ، كذا في النسخِ، وفي العُبَابِ: فلان، أَي حَسْبُكَ الآنَ، عن الفرَّاءِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  النَّهَلُ: الرَّيُّ؛ والنَّهَلُ: العَطَشُ، ضِدٌّ، والفِعْل كالفِعْل، وقَوْلُ كَعْب:

  كأَنَّه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلول⁣(⁣١)

  أَي مُسْقِيٌّ بالرَّاحِ. يقالُ: أَنْهَلْته فهو مُنْهَلٌ. وفي حَدِيْث مُعاوِيَة: «النُّهُل الشُّروعُ»؛ هو جَمْعُ ناهِلٍ وشارِعٍ أَي الإِبِل العِطَاش الشارِعَةُ في الماءِ؛ وكذلِكَ النَّواهِل.

  ويقالُ: مِن أَيْن نَهِلْت اليوم؟ أَي شَرِبْت فَرَوِيت؛ وقوْلُه:

  ما زالَ منها ناهِلٌ ونائِبٌ⁣(⁣٢)

  الناهِلُ الذي رَوِي فاعْتزَلَ، والنائِبُ الذي يَنُوبُ عَوداً بعدَ شُرْبِها لأنَّها لم تُنْضَح رِيّاً.

  وقالَ أَبو الهَيْثم: ناهِلٌ ونَهَل مِثْل خادِمٍ وخَدَم وحارِسٍ وحَرَس، وجَمْع النَّهَل نِهالٌ كجَبَلٍ وجِبال، قالَ الرَّاجزُ:

  إِنَّك لن تُثَأْثِئَ النِّهالا

  بمِثْل أَنْ تدراك * البسِّجالا⁣(⁣٣)

  واسْتَعْمل بعضُ الأَغْفالِ النَّهَل في الدُّعاءِ فقالَ:

  ثم انْثَنَى من بعدِ ذا فصَلَّى

  على النبيِّ نَهَلاً وعَلَّا⁣(⁣٤)

  ومِنْهالُ بنُ عصْمَةَ: رجُلٌ مِن بنِي يَرْبوعٍ وإيَّاه عَنَى متمُمُ بنُ نويرَةَ اليَرْبوعيُّ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه:

  لقد كَفَّنَ المِنْهالُ تحتَ رِدائِه

  فَتًى غيرَ مِبْطانِ العَشِيَّات أَرْوَعا⁣(⁣٥)

  ومِنْهالُ بنُ خليفَةَ؛ ومِنْهالُ بنُ عَمرو الأسَدِيُّ، مُحدِّثان.

  ومِن المجازِ: أَسَدٌ⁣(⁣٦) ناهِلٌ ونِهالٌ. وأَنْهَلوا دروعهم⁣(⁣٧): سَقوها السَّقْيَة الأُوْلَى.

  [نهبل]: نَهْبَلَ الرَّجُلُ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ. وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: أَي أَسَنَّ.

  وقالَ اللَّيْثُ: شيخٌ نَهْبَلٌ وعَجوزٌ نَهْبَلَةٌ، قالَ أَبو زُبَيْدٍ:

  مَأْوَى اليتيمِ ومَأْوى كلِّ نَهْبَلَةٍ

  تَأْوِي إلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفُوفِ⁣(⁣٨)

  والنّهْبَلَةُ: مِشْيَةٌ في ثِقَلٍ كالهَنْبَلَةِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: هَنْبَلَ الرجُلُ: ظَلَع ومَشَى مِشْيَة الضَّبُع العَرْجاء، وكَذلِكَ نَهْبَلَ.

  والنَّهْبَلَةُ: النَّاقَةُ الضَّخْمَةُ؛ قالَ صخرُ⁣(⁣٩) بنُ عُمَيْرٍ:

  أَبْقَى الزَّمانُ منك نَاباً نَهْبَلَه

  ورَحِماً عندَ اللِّقاحِ مُقْفَلَه

  وفي سِنَنِ التَّرمذيِّ في حَدِيْثِ الدَّجَّالِ: «فَيَطْرَحُهُمْ بالنَّهْبَلِ وهو تَصْحيفٌ والصَّوابُ بالمَهْبِلِ، كمَنْزِلٍ، بالميمِ وسَيَأْتي في «هـ ب ل».

  [نهشل]: النَّهْشَلُ، كجَعْفرٍ: الذِّئْبُ؛ وأَيْضاً: الصَّقْرُ؛ واسمُ⁣(⁣١٠) رجُلٍ.

  في العُبَابِ: وهو نَهْشَلُ بنُ جرّيٍّ شاعِرٌ.

  قالَ سيْبَوَيْه: هو يَنْصرفُ لأَنَّه فَعْلَل، وإذا كان في الكَلامِ مِثْل جَعْفَر لم يمكن الحُكْم بزِيادَةِ النُّونِ، كما في الصِّحاحِ.

  قلْتُ: وإليه ذَهَبَ الجُمْهورُ. ونَقَلَ الأزْهرِيُّ عن الأَصْمَعِيّ أَنَّه مُشْتقٌّ مِن النَّهْشَلةِ، وهي الكِبَرُ والاضْطِرابُ.

  وذَهَبَ ابنُ القَطَّاعِ إلى زِيَادِةِ لامِه وكأَنَّه أَخَذَه مِن النَّهْشِ.

  ونَهْشَلٌ: قَبيلَةٌ مِن العَرَبِ، وهو نَهْشَلُ بنُ دَارِمِ بنِ


(١) من قصيدته بانت سعاد، وصدره:

تجلو عوارض ذي ظلمٍ إذا ابتسمت

(٢) اللسان بدون نسبة والتهذيب.

(*) كذا بالأصل، وباللسان تدارك.

(٣) اللسان والأساس والصحاح.

(٤) اللسان.

(٥) مفضلية رقم ٦٧ بيت رقم ٢ واللسان.

(٦) الأساس: أَسَلٌ.

(٧) في الأساس: زرعهم.

(٨) شعراء إسلاميون، في شعر أبي زبيد، ص ٦٥٢ وانظر تخريجه فيه، واللسان والتكملة وأمالي القالي ٢/ ٢٨٦.

(٩) في التكملة: «صُخير» والرجز فيها.

(١٠) في القاموس بالضم منونة، وأضافها الشارح مخفف.