تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الواو مع اللام

صفحة 779 - الجزء 15

  يا صاحِبَي فَدَتْ نفْسِي نُفوسَكما

  وحيْثُما كُنْتُما لاقَيْتُما رَشَدَا

  إِنَّ ما فيه وَصْل لا غَيْر، ولكنَّ الأَخْفَشَ إِنَّما يُريدُ أَنَّه ممَّا يجوزُ أَنْ يأْتيَ بعدَ الرَّوِيِّ، فإذا أَتَى لَزِم فلم يكنْ منه بدٌّ، فأَجْمَل القَوْلَ وهو يَعْتقدُ تَفْصِيلَه، وجَمَعَه ابنُ جنيِّ على وُصُول، وقياسُه أَنْ لا يُجْمَع.

  والمَوْصِلُ، كمَجْلِسٍ: د، ويُسَمَّى أَيْضاً: أثور، بالمُثَلَّثَةِ، وهو إلى الجانِبِ الغَرْبي مِن دجْلَةَ، بَنَاه محمدُ بنُ مَرْوان إذ وَلِيَ الجَزِيرَةَ في خِلافَةِ أَخِيهِ عَبْدِ المَلِكِ. أَو أَرضٌ بينَ العِراقِ والجَزيرَةِ.

  وزَعَمَ ابنُ الأنْبارِي أَنَّها سُمِّيَت بذلِكَ لأَنَّها وَصَلتْ بينَ الفُراتِ ودجْلَةَ.

  وفي التَّهْذِيبِ: كُورَةٌ مَعْروفَةَ، وقد نُسِبَ إليها جمْلَةٌ مِن المُحدِّثِيْن قَدِيماً وحَدِيثاً.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: المَوْصِل مِن الجَزيرَة؛ قيلَ لها الجَزيرَةُ لأَنَّها بينَ دجْلَةَ والفُراتِ، وتُسَمَّى المَوْصِل الحَدِيثَة، وبَيْنها وبينَ القَديمَةِ فَرَاسِخ؛ وقَوْلُ الشاعِرِ:

  وبَصْرَة الأَزْدِ مِنَّا والعِراقُ لنا

  والمَوْصِلانِ ومِنَّا المِصْرُ والحَرَمُ⁣(⁣١)

  يُريدُ: هي والجَزيرَةُ.

  وقالَ أَبو حاتِمٍ: المَوْصولُ دابَّةٌ كالدَّبْرِ، سَوْداء وحَمْراء تَلْسَعُ النَّاسَ.

  ومَوْصولُ: اسمُ رَجلٌ⁣(⁣٢)، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

  أَغَرَّكَ يا مَوْصولُ منها ثُمالةٌ

  وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيفِ تُؤانُ؟⁣(⁣٣)

  أَرادَ: تُؤام فأَبْدَلَ.

  وأَبو مَرْوان إسْمعيلُ بنُ مُوَصَّلِ بنِ إسْمعيل بنِ سُلَيْمن اليَحْصبيُّ، كمُعَظَّمٍ، وضَبَطَه الحافِظُ كمُحَدِّثٍ، مُحَدِّثٌ ذَكَرَه ابنُ يونُس.

  ووصَيلُك: مَنْ يَدْخُلُ ويَخْرُجُ معَك.

  وفي الأساسِ: وَصِيلُ الرجُلِ: مُواصِلُه الذي لا يكادُ يُفارِقُه.

  وتَصِلُ، كتَعِد، بِئْرٌ ببِلادِ هُذَيْلٍ.

  وواصِلٌ: اسمُ⁣(⁣٤) رجُلٍ، وجَمْعُه أَواصِل، تُقْلَب الواوُ هَمْزةً كراهَةَ اجْتِماعِ الوَاوَيْن.

  وواصِلَةُ بنُ جَنابٍ القُرَشِيُّ صَحابيٌّ، أَو الصَّوابُ واثِلَةُ بنُ الخَطابِ الذي تقدَّمَ ذِكْرُه، صَحَّفه بعضُهم، فإنَّ صاحِبَه هو مجاهِدُ بنُ فَرْقد المَذْكور والمَتْن واحِدٌ.

  وأَبو الوَصْلِ صَحابيٌّ حَدِيثه عندَ أَوْلادِه، ذَكَرَه ابنُ مَنْده في تارِيخِه ولم يَذْكُره في كتابِ الصّحابَةِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  تَوصَّل إليه تَلَطَّفَ حتى انتَهَى إليه وبَلَغَه، قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

  تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حيناً وتُؤْلِفُ ال

  جِوارَ ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها⁣(⁣٥)

  وسَبَبٌ وَاصِلٌ أَي مَوْصولٌ، كماءٍ دَافِقٍ.

  وكانَ اسمُ نَبْلِه، عليه أَفْضل الصَّلاة والسَّلام، المُوتَصِلَة، سُمِّيَت بها تَفاؤُلاً بوُصُولِها إِلى العَدُوِّ، وهي لغَةُ قُرَيْشٍ فإِنَّها لا تُدْغمُ هذه الواو وأَشْباهَها في التاءِ فتقولُ مُوتَصِل ومُوتَفِق ومُوتَعِد، وغيرُهم يُدْغمُ فيَقولُ مُتَّصِل ومُتَّفِق ومُتَّعِد.

  ووَصَلَ واتَّصَلَ: دَعا دَعْوى الجاهِليَّةِ بأَنْ يقولَ: يا آلَ فلانٍ.

  وقالَ أبو عَمْرو: الاتِّصالُ دُعاءُ الرجُلِ رَهْطه دِنْياً، والاعْتزاءُ عندَ شيء يعْجبُه فيقولُ أَنا ابنُ فلانٍ.


(١) اللسان ومعجم البلدان «الموصل».

(٢) في القاموس بالضم منونة، وتصرف الشارح بالعبارة، وجعلها مضافة فاقتضى الكسر منونة.

(٣) اللسان.

(٤) على هامش القاموس: وواصل بن عطاء معتزلي، وواصلة بن أشيم. تابعي، ا هـ، قرافي ولفظه «اسم» ضبطت في القاموس بالضم منونة، وأضافها الشارح.

(٥) ديوان الهذليين ١/ ٧٣ واللسان.