تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الواو مع اللام

صفحة 780 - الجزء 15

  وفي الحَدِيْث: «مَنِ اتَّصَلَ فأَعِضُّوه»، أَي مَنِ ادَّعَى دَعْوى الجاهِلِيَّةِ فقولوا له اعْضَضْ أَيْرَ أَبيكَ.

  وفي حَدِيْث أُبيٍّ: أَنَّه أَعَضَّ إِنساناً اتَّصَلَ.

  واتَّصَلَ أَيْضاً: انْتَسَبَ وهو مِن ذلِكَ؛ قالَ الأَعْشَى:

  إِذا اتَّصَلَتْ قالتْ: لِبَكْرِ بنِ وائِلٍ

  وبَكْرٌ سَبَتْها والأُنُوفُ رَواغِمُ⁣(⁣١)

  ووَصَلَ فلانٌ رَحِمَه يَصِلُها صِلَةً.

  وبَيْنهما وُصْلة أَي اتِّصالٌ وذَرِيعَةٌ، وهو مجازٌ.

  وقالَ ابنُ الأَثيرِ: صِلَةُ الرَّحِم المَأْمورُ بها كِنايَةٌ عن الإِحْسانِ إِلى الأقْرَبين مِن ذوِي النَّسَبِ والأَصْهارِ والعَطْف عليهم والرِّفْق بهم والرِّعايَة لأَحْوالِهم وإِنْ بَعُدُوا وأَساؤُوا، وقَطْع الرَّحِم ضِدُّ ذلِكَ كلِّه.

  ووَصَّلَ تَوْصِيلاً: أَكْثَرَ مِن الوَصْلِ، ومنه خَيطٌ مُوصَّلٌ فيه وصلٌ كَثيرَةٌ.

  ووَاصَلَ الصِّيامَ مُواصَلَةً ووِصالاً إذا لم يفْطِرْ أَيَّاماً تِباعاً؛ وقد نَهَى عنه.

  وفي الحَدِيْث: «إِنَّ امْرَأً وَاصَلَ في الصَّلاةِ خَرَجَ منها صِفْراً»؛ قالَ عبدُ اللهِ بنُ أَحْمدَ بنِ حَنْبل: كُنَّا ما نَدْرِي المُواصَلَة⁣(⁣٢) في الصَّلاةِ حتى قَدِمَ علينا الشافِعِيُّ، فمَضَى إِليه أَبي فسَأَلَه عن أَشْياء وكان فيمَا سَأَله عن: المُواصَلَة في الصَّلاةِ، فقالَ الشافِعِيُّ: هي في مَوَاضِع: منها أَنْ يقولَ الإِمامُ (وَلَا الضّالِّينَ)، فيَقول مَنْ خَلْفه آميْن معاً أَي يقولُها بعدَ أَن يسكُتَ الإِمامُ، ومنها أَنْ يَصِلَ القِراءَةَ بالتَّكْبِيرِ، ومنها السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ فيِصِلُها بالتَّسْليمةِ الثانيَةِ، الأُوْلى فَرْضٌ والثانيةُ سُنَّة، فلا يُجْمع بينهما، ومنها إِذا كبَّر الإِمامُ فلا يُكَبِّر معه حتى يَسْبقَه ولو بواوٍ.

  وتَوَصَّلَ أَي تَوَسَّل وتَقَرَّبَ.

  والتَّواصُلُ: ضِدُّ التَّصارُمِ. وأَعْطاهُ وَصْلاً مِن ذَهَبٍ أَي صِلَةً وهِبَةً، كأَنَّه ما يَتَّصِل به أَو يَتَوَصَّل في مَعاشِه.

  ووَصَلَه إِذا أَعْطاهُ مالاً.

  والوَصلُ: الرِّسالَةُ ترسلُها إِلى صاحِبِك، حجازِيَّةٌ والجَمْعُ الوصول.

  وصِلَةُ الأَميرِ: جائِزَتُه وعَطِيَّتُه.

  والوَصُلُ: وَصْل الثَّوبِ والخُفِّ ويقالُ: هذا وَصْل هذا أَي مِثْلُه.

  ويقالُ للرَّجُلَيْن يُذْكران بِفِعالٍ وقد مَاتَ أَحَدُهما: فَعَلَ كذا ولا يُوصَل حَيٌّ بميتٍ، وليسَ له بوَصِيل أَي لا يَتْبَعُه، قالَ الغَنَوِيُّ:

  كمَلْقَى عِقالٍ أَو كمَهْلِك سالِمٍ

  ولسْتَ لِمَيْتٍ هالك بِوَصِيلِ⁣(⁣٣)

  ويُرْوَى: وليسَ لحيٍّ هالِك.

  والمَوْصِلُ كمَجْلِسٍ: المَوْتُ، قالَ المُتَنَخِّل:

  ليسَ لِمَيْتٍ بِوَصِيلٍ وقد

  عُلِّقَ فيه طَرَفُ المَوْصِلِ⁣(⁣٤)

  أَي طَرَفٌ مِن المَوْتِ أَي سَيَمُوت ويَتَّصِلُ به.

  والمَوْصِلُ: المَفْصِلُ.

  ومَوْصِلُ البَعيرِ: ما بينَ العَجُز والفَخِذِ، قالَ أَبو النَّجْم:

  تَرَى يَبِيسَ الماءِ دونَ المَوْصِلِ

  منه بِعجْزٍ كصَفاةِ الجَيْحَلِ⁣(⁣٥)

  والوِصْلانِ: العَجُزُ والفَخِذُ، وقيلَ: طَبَق الظَّهْر.

  ويقالُ: هذا رجُلٌ وَصِيلُ هذا أَي مِثْلُه.

  والوَصِيلَةُ: ما يُوْصَلُ به الشيءُ.

  والوَصِيلَةُ: أَرضٌ ذاتُ كَلَأٍ تَتَّصِلُ بأُخْرَى ذات كَلَأٍ؛ ومنه حَدِيْث ابنِ مَسْعود: إِذا كُنْت في الوَصِيلَة فأَعْطِ رَاحِلَتَك حَظَّها.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٧٩ وفيه: «أبكرَ بن وائل» واللسان والتهذيب والأساس.

(٢) كذا بالأصل واللسان والنهاية.

(٣) اللسان.

(٤) ديوان الهذليين ٢/ ١٤ واللسان والتهذيب والصحاح.

(٥) اللسان والتهذيب لأبي النجم فيهما.