تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ببم]:

صفحة 41 - الجزء 16

  والإِيامُ، ككِتابٍ فقط: الدُّخانُ، قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

  فَلمَّا اجْتَلاها بالإِيَامِ تَحَيَّزَتْ ... ثُباتٍ عليها ذُلُّها واكْتِئابُها⁣(⁣١)

  والجَمْعُ أُيُمٌ، وقد تقدَّمَ واوِيَّة يائِيَّة.

  وأَبو عبدِ الرَّحْمن زُبَيْدُ بنُ الحارِثِ الكُوفيُّ من أَتْباعِ التابِعِيْن، رَوَى عن ابنِ أَبي لَيْلى وأَبي وائِلٍ، وعنه شعبَةُ وسُفْيانُ وابْناه عبدُ الرَّحْمن وعبدُ اللهِ ومَنْصورُ بنُ المُعْتَمِر، وهو مِن الفُقَهاءِ والعبَّادِ، تُوفي سَنَة مائَة وثَلاث وعشْرِيْن.

  والعَلاءُ بنُ عبدِ الكَريمِ الإيَامِيَّانِ مَنْسُوبان إلى الإِيَامِ، بِالكسْرِ.

  ويقالُ أَيْضاً: يام بحذْفِ الأَلِفِ واللامِ، وهي قَبِيلةٌ مِن هَمْدان، وهو يامُ بنُ أصبا بنِ رافِعِ بنِ مالِكِ بنِ جُشَم بنِ حاشدِ بنِ جُشَم بنِ حزان بنِ نَوْف بنِ هَمْدان مُحَدِّثانِ.

  ومنهم أَيْضاً: طَلْحةُ بنُ مصرف الإياميّ الفَقِيْه قد تقدَّمَ ذِكْرُه في «ص ر ف».

  وأَيمُ اللهِ يَأْتيِ في «ي م ن».

  وآمَ الدُّخانُ يَئِيمُ إياماً: دَخَّنَ.

  وآمَ الرجُلُ إيَاماً إذا دَخَّنَ على النَّحْلِ ليَشْتارَ العَسَلَ أَي يُخْرِجُ الخَلِيَّة فيَأْخُذ ما فيها مِن العَسَلِ.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: الإِيَامُ عُودٌ يُجْعَل في رأْسِه نارٌ ثم يُدَخَّنُ به على النَّحْل.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: آمَ الرجُلُ مِن الواوِ يَؤُومُ، قالَ: وإيامٌ الياءُ فيه مُنْقَلِبة عن الواوِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  ايتأمت المرأَةُ مِثْل تَأَيَّمَتْ.

  والتأيم الايمة.

  ورَجُلان⁣(⁣٢) أَيِّمانِ ورِجالٌ أَيِّمُون ونساءٌ أَيِّماتٌ.

  والآمةُ، بالمدِّ، العُزَّابَ جَمْعُ آمٍ، أَرادَ أَيِّم فقَلَب، قالَ النَّابِغَةُ:

  أُمْهِرْنَ أَرْماحاً وهُنَّ بآمَةٍ ... أَعْجَلْتَهُنَّ مَظنَّة الإِعْذارِ⁣(⁣٣)

  وقوْلُهم: أَيْمَ يا فُلان؟ أَي ما هو، أَي أَيُّ شيءٍ هو، فخفَّفَ الياء وحَذَفَ أَلِفَ: ما.

  وقوْلُهم: أَيْمَ تَقولُ؟ يعْنِي أَيّ شيءٍ تَقولُ؟

فصل الباء مع الميم

  [ببم]: أَبَنْبَمُ: أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وهو مِن أَبْنِيَةِ كِتاب سِيْبَوَيْه، وَزْنُه أَفَنْعَل.

  ويقالُ: يَبَنْبَمُ بالباءِ وَزْنه يَفَنْعَل، وهو ع قُرْبَ تَثْلِيْثَ، وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه لطُفَيْلٍ الغنويّ:

  أَشَاقَتْكَ أَظْعانٌ بِحَفر أَبَنْبَمِ؟ ... نَعَمْ بُكُراً مثل الفَسيلِ المُكَمَّمِ⁣(⁣٤)

  وأَنْشَدَ الصَّاغانيُّ لحُمَيْد بنِ ثَوْرٍ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه:

  إذا شِئْتُ غَنَّتْني بأَجْزاعِ بيشَةٍ ... أَو الرِّزْنِ مِن تَثْلِيْثَ أَو بأَبَنْبَمَا⁣(⁣٥)

  وقالَ ياقوتُ في مُعْجمهِ: يَبَنْبَمُ، بوَزْن غَشَمْشَم: مَوْضِعٌ أَو جَبَلٌ، كذا ذَكَرَه الخَارْزَنْجيُّ، ولم تَجْتَمِع الباءُ والميمُ في كلمةٍ اجْتِماعهما في هذه الكَلِمَةِ.

  ورَوَاها بعضُهم يبنبم.

  [بتم]: البُتْمُ بالضَّمِّ وبالتَّحريكِ وقد أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وقالَ اللَّيْثُ: البُتّمُ، كزُمَّجٍ، ناحِيَةٌ أَو حِصْنٌ أَو جَبَلٌ بِفَرْغانَةُ، قالَ الكُمَيْت:


(١) ديوان الهذليين ١/ ٧٩ واللسان والمقاييس ١/ ١٦٦ والتهذيب.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: رجلان، سقط قبله: ورجلٌ أيم، كما في اللسان».

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٦٢ برواية:

فأصبن أبكاراً وهنّ بإمَّةٍ ... أعجلنهن مظنة الإعذار

واللسان والتكملة.

(٤) اللسان ومعجم البلدان «أبنبم».

(٥) ديوانه ص ٢٦ واللسان وفيه «أو الجزع» وفي الديوان «أو النخل» والأصل كرواية التكملة.