تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثمم]:

صفحة 88 - الجزء 16

  وفي الصِّحاحِ: الثُّلْمَةُ: الخَلَلُ في الحائِطِ وغيرِه.

  وفي الحَدِيْث: «نَهَىَ أَنْ يُشْرَب مِن ثُلْمةِ القَدَحِ» أَي مَوْضِع الكَسْر، أَي لأَنَّه لا يَتَماسَكُ عليها فَمُ الشارِبِ ورُبَّما انْصَبَّ الماءُ على ثَوْبِهِ وبَدَنِه، وقيلَ: لأَنَّ مَوْضِعَها لا ينالَهُ التَّنْظيفُ التامُّ إذا غُسِلَ الإِناءُ. وقد جاءَ في الحَدِيْث: «أَنَّه مَقْعَدُ الشَّيْطان» ولعلَّه أَرادَ عَدَمَ النَّظافَةِ.

  والثَّلَمُ، محرَّكةً: أَنْ يَنْثَلِمَ جَرْفُ⁣(⁣١) الوادِي، أَي يَنْهارُ وكذَلِكَ هو في النُّؤْي والحَوْضِ.

  والثَّلَمُ: ع بناحِيَةِ الصَّمَّان.

  قالَ الأزْهَرِيُّ: وقد رأَيْته وأَنْشَدَني أَعْرابيُّ:

  تَرَبَّعَتْ جَوَّخُوَيٍّ فالثَّلَمْ⁣(⁣٢)

  قلْتُ: ومنه قَوْلُ زُهَيْر:

  هلْ رامَ أَمْ لم يَرِمْ ذو الجِزْعِ فالثَّلَمُ ... ذاكَ الهَوى منك لا دانٍ ولا أَمَمُ⁣(⁣٣)

  ويقالُ له: الثَّلْماءُ أَيْضاً، وقيلَ: هو مَوْضِعٌ آخَرُ.

  وقالَ نَصْر: الثَّلْماءُ ماءٌ لرَبيعَةَ بنِ قريطٍ بظَهْرِ نمل⁣(⁣٤).

  والمُثَلَّمُ، كمُعَظَّمٍ: ع.

  والمُتَثَلَّمُ، بفتحِ اللَّامِ: اسمُ أَرضٍ⁣(⁣٥)، وهكذا رَوَاه أَهْلُ المَدِينَةِ في بَيْتِ زُهَيْر:

  بحَوْمانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ⁣(⁣٦)

  ورِوايَةُ غيرِهم مِن أَهْلِ الحِجازِ بكَسْرِ اللامِ. وقالَ آخَرُ:

  بالجرف فالصَّمَّان فالمُتَثَلَّمِ

  والأَثْلَمُ في العَروضِ مِثْلُ الأَثْرَمِ وهو نَوْعٌ مِن الخَرْم يكونُ في الطَّويلِ والمُتَقارَبِ.

  * وممّا يُسْتدْركُ عليه:

  الأثْلَمُ: التُرابُ والحِجارَةُ كالأَثْلَبِ، عن الهَجَريِّ، وأَنْشَدَ:

  أَحْلِف لا أُعْطِي الخبيثَ دِرْهَما ... ظُلْماً ولا أُعْطِيه إلَّا الْأَثْلَمَا⁣(⁣٧)

  وحَوْضٌ أَثْلَمُ: قد كُسِرَ جانِبُه.

  وثُلِمَ في مالِهِ، كعُنِيَ، إذا ذَهَبَ منه شيءٌ، وهو مجازٌ.

  ويقالُ: هذا ممَّا يَكْلِمُ الدِّين ويَثْلِمُ اليَقِيْن.

  وموتُ فلانٍ ثُلْمَةٌ في الإسْلامِ لا تُسَدُّ، وهو مجازٌ.

  وانْثَلَموا عليه: انْصَبُّوا وانْهَالُوا، كانْثَلُّوا، نَقَلَه الزَّمَخْشرِيُّ.

  والمُثَلَّمُ، كَمُعَظَّمٍ: اسمُ رجُلٍ. وأَبو المُثَلَّمِ الهُذَليُّ: شاعِرٌ.

  [ثمم]: ثمَّهُ يَثُمُّهُ ثَمَّاً: وَطِئَهُ برِجْلِه، كثَمَّمَهُ، شُدِّدَ للكَثْرةِ.

  وثَمَّهُ يَثُمُّهُ ثَمَّاً: أَصْلَحَهُ ورَمَّه بالثُّمامِ، ومنه قيلَ: ثَمَمْتُ أُمورِي إذا أَصْلَحْتُها ورَمَمْتَها، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ:

  ثمَمْت حوائِجي ووَذأْتُ بشراً ... فبِئْس مُعَرَّسُ الرَّكْب السِّغَاب⁣(⁣٨)

  وثَمَّهُ يَثُمُّه ثَماً: جَمَعَهُ، ويقالُ: ثُمَّ لها أَي اجْمَع لها، وهو في الحَشِيشِ أَكْثَرُ اسْتِعمالاً مِن غيرِهِ.

  والثُّمَّةُ، بالضمِ: القَبْضَةُ منه، أَي مِن الحَشيشِ.

  وثَمَّ يَدَهُ بالحَشيشِ ثَمَّاً، مَسَحَها به، وكَذلِكَ ثَمَّ يَدَهُ بالأرْضِ، وثَمَمْت يدي كَذلِكَ.

  وثَمَّتِ الشاةُ الشيءَ والنَّبْتَ تَثُمُّهُ ثَمّاً: قَلَعَتْه بفِيها، وكلّ ما مَرَّتْ به، فهي ثَمُومٌ.

  قالَ الأُمويُّ: الثَّمومُ مِن الغَنَمِ التي تَقْلَع الشيءَ بفِيها، يقالُ منه: ثَمَمْت أَثُمُّ.


(١) في القاموس: حرف، بالحاء المهملة، والأصل كاللسان.

(٢) اللسان والتهذيب والتكملة ومعجم البلدان «الثلم».

(٣) اللسان ولم أعثر عليه في ديوانه.

(٤) في معجم البلدان: نملى.

(٥) في القاموس بالضم منونة.

(٦) صدره:

أمن أم أوفى دمنه لم تكلمِ

(٧) اللسان.

(٨) الصحاح واللسان ونسبه لأبي سلمة المحاربي، وفيه «عمراً» بدل «بشراً» والأصل كالصحاح والمقاييس ١/ ٣٧٠.