تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين المهملة

صفحة 263 - الجزء 2

  عليها، وتَشُدُّ بِهَا الرِّمَاحَ إِذا تَصَدَّعَت فتَيْبَسُ وتَقْوَى عليه.

  ورُمْحٌ مُعَلَّبٌ، إِذَا جُلِزَ⁣(⁣١) ولُوِيَ بعَصَبِ العِلْبَاءِ.

  وَعَلْبَى كسَلْقَى، مُلْحَقٌ بدَحْرَجَ عَبْدَهُ إِذا ثَقَبَ عِلْبَاءَه وجَعَل فِيهِ خَيْطَاً أَو قَطَعَها، وعَلْبَى الرجلُ: ظَهَرَت عَلَابِيُّه كِبَراً. وفي التَّهْذِيب: انْحَطَّ عِلباؤُه قَالَ:

  إِذَا المَرْءُ عَلْبَى ثُمَّ أَصْبَحَ جِلْدُه ... كَرَحْضِ غَسِيل فالتَّيَمُّنْ أَرْوَحُ

  التَّيَمُّن: أَن يُوضَع على يَمِينِه في القَبْرِ.

  ويقال: تَشَنَّجَ عِلباءُ الرَّجُلِ، إِذَا أَسَنّ.

  والعُلْبَةُ بالضَّمّ: النَّخْلَةُ الطَّوِيلَة نقله الصّاغَانيّ والعُلْبَةُ: قَدَحٌ ضَحْمٌ من جُلُودِ الإِبِل وقيل: مِحْلَبٌ من جِلْد أَو مِنْ خَشَبٍ كالقَدَح الضَّخْم يُحْلَبُ فِيهَا، وقيل إِنها كهَيْئَةِ القَصْعَةِ من جِلْد، ولها طَوْقٌ من خَشَب، وفي حَدِيثِ وفَاةِ النبيِّ «وبَيْنَ يَدَيْه رَكْوَةٌ أَو عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ» العُلْبَةُ: قَدَحٌ من خَشَب، وقيل: مِنْ جِلْد وخَشَب يُحْلَبُ فيه. ومنه حَدِيثُ خَالِدِ: «أَعْطَاهُم عُلْبَةَ الحَالِب» أَي القَدَحَ الّذِي يُحْلَبُ فِيه.

  وقال ابنْ الأَعْرَابِيِّ: هي العُلْبَةُ والجَنْبَةُ⁣(⁣٢) والدَّسْمَاءُ والسَّمْرَاءُ ج عِلَابٌ وعُلَبٌ قال:

  لم تَتَلَفَّع بِفَضْلِ مِئْزَرِهَا ... دَعْدٌ ولم تُسْقَ دَعْدُ بالعُلَبِ

  وقيل: العِلَابُ: جِفَانٌ تُحْلَبُ فِيهَا النَّاقَة. قال:

  صاح يا صَاحِ هل سَمِعْتَ بِرَاع ... رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في العِلَابِ

  ويروى: في الحِلَابِ.

  والمعلِّب: الذي يَتَّخِذُ العُلْبَةَ. قال الكُمَيْتُ يَصِفُ خَيْلاً:

  سَقَتْنَا⁣(⁣٣) دماءَ القَوْمِ طَوْراً وتَارَةً ... صَبُوحاً له اقتارُ الجُلُودِ المُعَلَّبِ

  قال الأَزْهَرِيُّ: العُلْبَةُ: جِلْدة تُؤْخَذ من جَنْب جِلْد البَعِير إِذَا سُلِخ وهو فَطِيرٌ فتُسَوَّى مستديرةً، ثم تملأُ رَمْلاً سَهْلاً، ثم تُضَمُّ أَطرافُها وتُخَلُّ بِخِلال ويُوكَى عَلَيْهَا مَقْبُوضَةً بحبل، وتُتْرَكُ حَتَّى تَجِفّ وتيْبَسَ، ثم يُقْطَعُ رَأْسُهَا وقد قامت قَائمَةً لجَفَافِهَا تُشْبِه قَصْعَةً مُدَوَّرة كأَنَّها نُحِتَت نَحْتاً أَو خُرِطَت خَرْطاً ويُعَلِّقها الرَّاعِي والرَّاكبُ، فيَحْلُبُ فِيهَا وَيَشْرَبُ بها⁣(⁣٤).

  وللبَدَوِيّ فيها رِفْقُ خِفَّتِها وأَنَّها لا تَنْكَسر إِذَا حَرَّكَها البَعِيرُ أَو طَاحَت إِلَى الأرْضِ.

  وعُلْبَةُ بْنُ زَيْد بْنِ صَيْفِيٍّ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ، وقيل: الحَارِثيّ، أَحَدُ البَكَّائِينَ، ومُحَمّدُ بْنُ عُلْبَةَ القُرَشِيّ، عِدَادُه في المِصْرِيِّين، له ذِكْر في حَدِيث لُهَيْبٍ صَحَابِيَّان، وَزَكَرِيَّا بْنُ عَلِي العُلْبِيّ مُحَدِّث.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: العِلَبُ جمع عِلْبَة بالكَسْر وَهِيَ أُبنَةٌ، بالضَّمِّ، هي العُقْدَةُ تَكُون غَلِيظَة من الشَّجَرِ تُتَّخَذُ* مِنْهَا، وفي قول آخر: غُصْنٌ عَظِيم تُتَّخَذُ منه المِقْطَرَة، كمِكْنَسَة، وهي خَشَبَةٌ فيها خُروقٌ على قَدْرِ سَعَةِ رِجْلِ المَحْبُوسين. قال:

  في رِجْلِه عِلبَةٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ ... قد تَيَّمَتْه فبَالُ المَرْءِ مَتْبُولُ

  واعْلَنْبَى الدِّيكُ أَو الكَلْبُ والهِرُّ وغَيْرُهَا إِذَا تَهَيَّأ لِلشّرِّ والقِتَالِ، وقد يُهْمَز، وقيل: إِذَا تَنَفَّشَ شَعَرُه، وأَصلُه من علْبَاءِ العُنُق، وهو مُلْحَق بافْعَنْلَلَ، بياء.

  وعُلْيَبٌ بالضَّمِّ وعِلْيَبٌ بالكَسْر كحِذْيَم عن ابْنِ دُرَيْدِ: اسم وَادٍ مَعْرُوف على طَرِيقِ اليَمَنِ، وقيل: مَوْضع والضَّمُّ أَعْلَى، وهو الذي حَكَاه سيبَوَيْه. وحكى بَعْضُهم عن أَبي الحُسَيْن بن زنجيٍّ النَّحْوِيّ البَصْرِيّ أَنَّه قَالَ: لَيْسَ في كَلَامهم كَلِمَةٌ عَلَى وزن فعْيَل بضَمِّ الفَاءِ وتَسْكِين العَيْن وفَتْحِ اليَاءِ غَيْرُه وتَصَحَّفَ على بَعْضِهِم فَقَال: إِلَّا أَغْيَب وهو خَطَأٌ. قالَ سَاعِدَة:

  والأَثْلُ من سَعْيَا وحَلْيَةَ مُنْزَلٌ ... والدَّوْمُ جَاءَ به الشُّجُونُ فَعُلْيَبُ⁣(⁣٥)


(١) عن اللسان، وبالأصل «جلد».

(٢) قال الجوهري: والجنبة جلدة من جنب البعير. يقال أعطني جلدة أتخذ منها علبة. عن هامش المطبوعة المصرية.

(٣) عن الصحاح، وبالأصل «سقينا» والضمير فيها للخيل. واقتار الجلود: قطعها من الوسط مستديرة.

(٤) عن اللسان، وبالأصل «فيها».

(٦) (*) عن القاموس: يُتَّخَذُ بالياء.

(٥) البيت في الأصل: