تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جهنم]:

صفحة 125 - الجزء 16

  بل بلَدٍ مِثْلِ الفِجاجِ قَتَمُه ... لا يُشْتَرى كُتَّانُه وجَهْرَمُه⁣(⁣١)

  جَعَلَه اسْماً بإِخْراجِ ياءِ النِّسْبة.

  ونَقَل ابنُ بَرِّي عن الزِّيادِي: أنّه قد يُقالُ للبِساطِ نَفْسِه جَهْرَمٌ.

  [جهضم]: الجَهْضَمُ، كجَعْفرٍ: الضَّخْمُ الهامَةِ المُسْتَدِيرُ الوَجْهِ مِن الرِّجالِ، كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: هو الضَّخْمُ الهامَةِ المُسْتَديرُها.

  وقيلَ: هو الرَّحْبُ الجَنْبَيْنِ الواسِعُ الصَّدْرِ منَّا ومِن الإِبِلِ.

  وقيلَ: هو المُنْتَفِخُ الجَنْبَيْنِ الغَلِيظُ الوَسَطِ.

  والجَهْضَمُ: الأَسَدُ، سُمِّي لذلِكَ.

  وجَهْضَمٌ: اسمُ⁣(⁣٢) رجُلٍ، وهو جَهْضَمُ بنُ عوفِ بنِ مالِكِ بنِ فهمِ بنِ غنمِ بنِ دوْس بنِ عدثانَ، قالَهُ ابنُ الكَلْبي.

  ويقالُ: جَهْضَمُ بنُ جَذِيمَة الأَبْرش بنِ مالِكٍ، وإليه نسبت الجَهْضَمِيُّون.

  وتَجَهْضَمَ: تَغَطْرَسَ وتَعَظَّمَ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: التَّجَهْضُمُ التَّكَبُّرُ، ومنه سُمِّي الأَسَدُ جَهْضَماً.

  وتَجَهْضَمَ الفَحْلُ على أَقْرانِهِ: عَلاهُم بكَلْكَلِهِ، أَي بصَدْرِه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الجَهْضَمُ: الجَبانُ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ، فإذاً هو مِن الأَضْدادِ.

  والجهاضِمُ: مَحَلَّةٌ بالبَصْرَةِ نُسِبَتْ إليهم، وهم اثْنا عَشَرَ فخذاً: مَعْنُ وسُلَيْمَةُ وهَناءَةُ وجَهْضَمُ وشَبايةُ وفَرْهودُ وجَرْمززُ ومَسْلَمةُ وعَمْرو وظالمُ والحارِثُ. ونَصْرُ بنُ عليٍّ الجَهْضَميُّ نُسِبَ إلى هذه المَحلَّةِ، أَحَدُ شيوخِ البُخارِي ومُسْلم. وأَبو جَهْضَم موسى بنُ سالِمٍ مَوْلى بنِي هاشِمٍ عن الباقِرِ، رَوَى عنه حمَّادُ بنُ زَيْدٍ ويَحْيَى بنُ آدَمَ، صَدُوقٌ.

  [جهنم]: جُهُنَّامٌ، بضمِ الجيمِ والهاءِ وتَشْديدِ النونِ، تابِعَةُ الأَعْشَى أَي شيطانه، كما يقالُ: لكلِّ شاعِرٍ شَيْطانٌ.

  وأَيْضاً: لَقَبُ عَمْرِو بنِ قَطَنٍ مِن بنِي سعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ، وكان يُهَاجِي الأَعْشَي، وقالَ فيه الأَعْشَى:

  دَعَوْتُ خَلِيلي مِسْحَلاً ودَعَوْا له ... جُهُنَّامَ جَدْعاً للهَجِينِ المُذَمَّمِ⁣(⁣٣)

  ويُكْسَرُ، وعليه اقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ، والضَّمُ نقل عن ابنِ خَالَوَيْه، وتَرْكُه إِجراءَ جُهُنَّام يدلُّ على أَنَّه أَعْجمِيُّ.

  قلْتُ: وهو قَوْلُ اللَّحْيانيّ.

  وقيلَ: هو أَخُو هُرَيْرَةَ التي يَتَغَزَّلُ بها في شِعْرِه:

  وَدِّعْ هُرَيْرَة إنَّ الرَّكبَ مُرْتَحِلٌ⁣(⁣٤)

  وجِهِنَّامُ، بالكسْرِ: فَرَسُ قَيْسِ بنِ حَسَّانَ.

  ورَكيَّةٌ جَهَنَّامُ، مُثَلَّثَةَ الجيم، واقْتَصَرَ ابنُ خَالَوَيْه على الكَسْر، وهكذا رَوَاه يونس عن رُؤْبَةَ وكَذلِكَ رَكيَّةٌ جَهَنَّمٌ، كعَمَلَّسٍ، أَي بَعيدةُ القَعْرِ، وبه سُمِّيَتْ جَهَنَّمُ⁣(⁣٥)، أَعَاذَنا اللهُ تعالَى منها.

  قالَ الجوْهَرِيُّ: جَهَنَّمُ مِن أَسْماءِ النارِ التي يعذِّبُ بها اللهُ عِبَادَهُ، وهو مُلْحَقٌ بالخماسي، بتَشْديدِ الحَرْف الثالِثِ، ولا يُجْرَى للمَعْرفةِ والتَّأْنيثِ، ويقالُ: هو فارِسيُّ مُعَرَّبٌ.

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: في جَهَنَّم قولان: قالَ يونُسُ بنُ حبيبٍ وأَكْثرُ النّحويَّين يقُولُون: جَهَنَّمُ اسمُ النارِ التي يعذِّبُ بها اللهُ تعالَى في الآخِرَةِ وهي أَعْجَمِيَّة لا تُجْرَى للتَّعْريفِ والعُجْمة.


(١) اللسان.

(٢) ضبطت بالضم منونة في القاموس، وأضافها الشارح فخففها.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٨٣ وضبطت فيه «جَهَنَّامَ» بفتح الجيم والهاء. واللسان.

(٤) عجزه في ديوانه ط بيروت ص ١٤٤.

وهل تطيق وداعاً أَيها الرجلُ؟

(٥) على هامش القاموس: جرى على أَنها عربية، لم تجر للتأنيث والتعريف. وجرى يونس وغيره على أَنها أَعجمية لا تجري للتعريف والعجمة، ا هـ وقوله لم تجر، بمعنى لم تنصرف، وهي عبارة سيبويه واصطلاح البصريين المنصرف وغير المنصرف واصطلاح الكوفيين المجرى وغير المجرى، ا هـ، نصر.