تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حلكم]:

صفحة 172 - الجزء 16

  وتَمامُ الزكاة⁣(⁣١) قَطْعُ الحُلْقُومِ والمَرِيء والوَدَجَيْنِ.

  واخْتَلَفُوا في مِيمِ حُلْقُوم فقيلَ: زائِدَةٌ ورَجَّحَه أَبو حَيَّان واخْتَارَه، وقيلَ: أَصْلِيَّةٌ وهو قولٌ لابنِ عُصْفورٍ وصرِيح المصنِّفِ يُساعِدُه.

  ورُطَبٌ مُحَلْقِمٌ بكسْرِ القافِ: بَدا فيه النُّضْجُ من قِبَلِ قَمِعِها، هكذا في النسخِ، والصَّوابُ: قمَعه، وكَذلِكَ مُحَلْقِنٌ بالنُّونِ، وقد حَلْقَمَ وحَلْقَنَ.

  وزَعَمَ يَعْقوبُ أَنَّه بَدَلٌ.

  ورُطَبةٌ حِلْقامَةٌ وحِلْقانَةٌ، بهذا المعْنَى، فإذا رطبت من قِبَلِ الذَّنَبِ فهي التَّذْنوبَةُ.

  وقالَ أَبو عُبَيْد: يقالُ للبُسْرِ إذا بَدا فيه الإرْطابُ من قِبَلِ ذَنبِه مُذَنّبٌ، أَو نصفَهُ فهو مُجَزَّعٌ، أَو ثُلُثَيْه فهو حُلْقانٌ ومُحَلْقِنٌ.

  واحْلَنْقَمَ الرَّجُلُ: تَرَكَ الطَّعامَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  حَلاقِيمُ البِلادِ: نَواحِيها وأَطْرافُها وأَواخِرُها.

  ويقُولُون: نَزَلْنا في مِثْلِ حُلْقُومِ النَّعامَةِ، يُرِيدُونَ به الضّيقَ.

  [حلكم]: الحُلْكُمُ، كقُنْفُذٍ وجَعْفَرٍ: أَهْمَلَه الجَوهَرِيُّ.

  وقالَ الفرَّاءُ: الأَسْودُ من كلِّ شيءٍ، والمِيمُ زائِدَةٌ.

  وفيه حَلْكَمَةٌ أَي سَوادٌ، وأَوْرَدَه ابنُ بَرِّي في ترجمة «ح ل ك»، وأَنْشَدَ لهَمَيان:

  ما منهمُ إلَّا لَئِيمٌ شُبْرُمُ ... أَرْصَعُ لا يُدْعَى لخيرٍ حُلْكُمُ⁣(⁣٢)

  [حمم]: حُمَّ الأَمْرُ، بالضَّمِ، حَمًّا إذا قُضِيَ.

  وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ، فهو مَحْمومٌ، قالَ البَعيثُ:

  أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ ... وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ⁣(⁣٣)

  وقالَ الأَعْشَى:

  تَؤُمُّ سَلامَةَ ذا فائِشٍ ... هو اليومَ حَمُّ لمِيعادِها⁣(⁣٤)

  أَي قَدَرٌ له.

  وحَمَّ حَمَّهُ: أَي قَصَدَ قَصْدَهُ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وحَمَّ التَّنُّورَ حَمًّا: سَجَرَهُ وأَوْقَدَهُ. وحَمَّ الشَّحْمَةَ حَمًّا: أَذابَها.

  وحَمَّ الماءَ حَمًّا: سَخَّنَه بالنَّارِ كأَحَمَّه وحَمَّمَه يقالُ: أَحَمُّوا لنا المَاءَ أَي أَسْخَنُوا.

  وحَمَّ ارْتِحالَ البَعيرِ: أَي عَجَّلَهُ، وبه فسَّرَ الفرَّاءُ قوْلَ الشاعِرِ يَصِفُ بَعيرَهُ:

  فلمَّا رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ ... تَمَلَّكَ لو يُجْدي عليه التَّمَلُّكُ⁣(⁣٥)

  وحَمَّ اللهُ له كذا: أَي قَضاهُ له وقدَّرَهُ كأَحَمَّه، قالَ عَمْرُو ذو الكَلْب الهُذَليُّ:

  أَحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ ... أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلالِ⁣(⁣٦)

  وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ:

  وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ ... وليْسَ لأَمر حَمَّهُ الله صارِفُ

  والحِمامُ، ككِتابٍ: قَضاءُ المَوْتِ وقَدَرُه، مِن قوْلِهم: حُمَّ له كذا أَي قُدِّرَ، وفي شعْرِ أَبي⁣(⁣٧) رَواحَةَ:


(١) في التهذيب واللسان: الذكاة بالذال المعجمة.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٦٠ واللسان.

(٥) اللسان والصحاح.

(٦) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٥٧٠ في شعره، وصدره فيه.

منت لك أن تلاقيني المنايا

والمثبت كرواية اللسان.

(٧) في اللسان: ابن رواحة. وهو عبد الله بن رواحة والرجز قالها يوم مؤتة بعد مقتل جعفر بن أَبي طالب فأخذ عبد الله الراية وتقدم وهو يقول:

يا نفس إلّا تقتلي تموتي ... هذا حمام الموت قد صليت

وما تمنيت فقد أعطيت ... إن تفعلي فعلهما هديتِ

انظر سيرة ابن هشام ٤/ ٢١، وقوله فعلهما: يعني صاحبيه زيد بن حارثة وجعفر.