تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خذرم]:

صفحة 200 - الجزء 16

  ومِن المجازِ: الخَرْمُ في الشِّعْرِ: ذَهابُ الفاءِ مِن فَعولُنْ ويُسمَّى الثَّلْمَ.

  قالَ الزَّجَّاجُ: هو مِن عِلَلِ الطَّويلِ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: فَيبْقَى عولُنْ، فيُنقْلُ في التَّقْطيعِ إلى فَعْلُنْ؛ قالَ: ولا يكونُ الخَرْمُ إلَّا في أَوّل الجزءِ مِن البَيْتِ.

  أَو الخَرْمُ ذَهابُ المِيمِ من مُفاعَلَتُنْ، كذا في النسخِ، والصَّوابُ: مَفَاعِيْلُنْ.

  وقالَ الزَّجَّاجُ: خَرْمُ فَعولُنْ بيته أَثْلَمُ، وخَرْمُ مَفاعِيْلُنْ بيته أَعَضْبُ، ويُسَمَّى مُتَخَرّماً ليُفْصَلَ بينَ اسمِ مُنْخَرِمِ مَفاعِيْلن وبينَ مُنْخُرِمِ فَعُولُنْ، فهو أَخْرَمُ. والبيتُ مَخْرومٌ واخْرَمُ.

  وقيلَ: الأَخْرَمُ مِن الشِّعْرِ: ما كانَ في صدْرِهِ وَتِدٌ مَجْموعُ الحَرَكَتينِ فَخُرِمَ أَحَدُهُما وطُرِحَ، وبيتُه كقَوْلِهِ:

  إنَّ امْرَأً عاش عِشْرِينَ حِجَّةً ... إلى مِثْلها يَرْجو الخُلودَ الجاهِلُ⁣(⁣١)

  كأَنَّ تَمامَهُ: وإنَّ امْرَأً.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: ج خُرُومٌ هكذا جَمَعَه أَبو إسْحق؛ فلا أَدْرِي أَجَعَلَه اسْماً ثم جَمَعَه على ذلِكَ، أَمْ هو تسمُّحٌ منه.

  والخُرْمُ، بالضَّمِ: ع بكَاظمَةَ؛ قالَهُ نَصْرُ. أَبو جُبَيْلاتٌ، بها؛ أَو أُنوفُ جِبالٍ؛ قالَ أَبو نُخَيْلة يذْكُرُ الإِبِلَ:

  قاظَتْ من الخُرْمِ بِقَيْظٍ خُرَّمِ⁣(⁣٢)

  والأُخْرَمانِ: عَظْمانِ مُنْخَرِمانِ في طَرَفِ الحَنَكِ الأَعْلى، وآخِرُ ما في الكتِفَيْنِ هكذا في النسخِ بمدِّ هَمْزَةِ: آخِرُ، وما مَوْصُولَة؛ والصَّوابُ وأخرما الكتفِيْنَ رُؤُوسهما، من قِبَلِ العَضُدَيْنِ ممَّا يلِي الوابِلَةَ؛ أَو طَرَفا أَسْفَلِ الكتِفَيْنِ اللَّذانِ اكْتَنَفا كُعْبُرَةَ الكَتِفِ.

  وقيلَ: الأَخْرَمُ مُنْقَطِعُ العِيرِ حيثُ يَنْجَذِمُ؛ والمَثْقُوبُ الأُذُنِ ومَن قُطِعَتْ وَتَرَةُ أَنْفِه، وهو طَرَفُه؛ قالَ أَوْسُ يذْكُرُ فَرَساً يُدْعَى قُرْزُلاً:

  والله لو لا قُرْزُلٌ إِذْ نَجا ... لكانَ مَثْوَى خَدِّكَ الأَخْرَما⁣(⁣٣)

  أَي لقُتِلْتَ فسَقَطَ رأْسُكَ عن أَخْرَمِ كَتِفِكَ.

  وأَخْرَمُ الكَتِفِ: طَرَفُ عيْرِه.

  وفي التّهذِيبِ: أَخْرَمُ الكَتِفِ مَخَزٌّ في طَرَفِ عَيْرِها ممَّا يلِي الصَّدَفَةَ، والجَمْعُ الأَخارِمُ.

  والأَخْرَمُ: مَلِكٌ للرُّومِ وبه فسِّرَ قوْلُ جَريرٍ:

  إِنَّ الكَنِيسة كانَ هَدْمُ بِنائِها ... نَصْراً وكانَ هَزيمةً للأَخْرَمِ⁣(⁣٤)

  والأَخْرَمُ: جَبَلٌ لبَني سُلَيْمٍ ممَّا يلِي بِلاد عامِرِ⁣(⁣٥) بنِ رَبيعَةَ.

  وجَبَلٌ آخَرُ بطَرَفِ الدَّهْناءِ؛ وتُضَمُّ رَاؤُه.

  وجَبَلٌ آخَرُ بنَجْدٍ.

  وقالَ نَصْرُ: هو جَبَلُ قبال توّز بأَرْبَعةِ أَمْيالٍ مِن أَرْضِ نَجْدٍ.

  وخُرْمُ الأَكَمَةِ، بالضَّمِ، ومَخْرِمُها، كمَجْلِسٍ؛ مُنْقَطَعُها.

  ومَخْرِمُ الجَبَلِ والسَّيْلِ: أَنْفُه، والجَمْعُ مَخارِمُ.

  والمَخارِمُ الطُّرُفُ في الغِلَظِ، عن السُّكَّرِيّ.

  وقيلَ: الطُّرُقُ في الجِبالِ.

  وقالَ الجوْهَرِيُّ: هي أَفْواهُ الفِجاجِ، قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

  به رُجُمات بَيْنَهُنَّ مَخارِمٌ ... نُهُوجٌ كَلَبَّاتِ الهَجائِنِ فِيحُ⁣(⁣٦)

  وفي حدِيْث الهجْرَةِ: مرَّا بأَوْسٍ الأَسْلَمِيِّ فَحَملَهما على جَمَلٍ وبَعَثَ معهما دَلِيلاً وقالَ: اسْلُكْ؛ بهما حيثُ تَعْلَمُ مِن مَخارِمِ الطُّرُقِ.

  قالَ ابنُ الأَثيرِ: هي الطُّرُقُ في الجِبالِ والرِّمالِ.


(١) اللسان، وفي التكملة نسبه لأكثم بن صيفي وروايته:

إن امرأ قد عاش تسعة حجة ... إلى مئة يرجو الخلود لجاهل

وفي التهذيب: إلى مثلها، وصدره كالتكملة، ولم ينسبه.

(٢) اللسان والتهذيب والتكملة.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١١٣ واللسان.

(٤) ديوانه ص ٤٩٣ وفيه: قسراً بدل نصراً، واللسان والتهذيب والتكملة.

(٥) في معجم البلدان: ربيعة بن عامر بن صعصعة.

(٦) ديوان الهذليين ١/ ١١٩ وفيه «تفيح» وفي شرحه: ويروى «كلبات الهجائن فيح» وهو الأجود، واللسان.