تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الخاء المعجمة مع الميم

صفحة 201 - الجزء 16

  وقيلَ: مُنْقَطَعُ أَنْفِ الجَبَلِ، وقالَ أَبو كبيرٍ:

  وإِذا رَمَيْتَ به الفِجاجَ رأَيْتَهُ ... يَهْوِي مَخارِمَها هُوِيَّ الأَجْدَلِ⁣(⁣١)

  والمَخارِمُ: أوئلُ اللَّيْلِ؛ ويُرْوَى بالحاءِ المهْمَلَةِ وقد سَبَقَ شاهِدُه هناك.

  والخَوْرَمَةُ مُقَدَّمُ الأَنْفِ أَو ما بينَ المَنْخَرَيْنِ.

  والخَوْرَمة: واحِدَةُ الخَوْرَمِ لصُخورٍ لها خُروقٌ.

  على التَّشْبيهِ بخَوْرَمَةِ الأنْفِ.

  واخْتُرِمَ فُلانٌ عَنَّا، مَبْنياً للمَفْعولِ، أَي ماتَ وذَهَبَ.

  واخْتَرَمَتْه المَنِيَّةُ مِن بين أَصْحَابِه: أَخَذَتْهُ مِن بَيْنهم.

  واخْتَرَمَتِ القَوْمَ: اسْتَأْصَلَتْهُم واقْتَطَعَتْهُمْ، وكَذلِكَ: اخْتَرَمَ الدَّهْرُ القَوْمَ، كتَخَرَّمَتْهُمْ؛ ومنه حَدِيْثُ ابنِ الحَنَفِيَّة: «كِدْتُ أَنْ أَكونَ السّوادَ المُخْتَرَمَ».

  والخَارِمُ: البارِدُ. وأَيْضاً: التَّارِكُ. وأَيْضاً: المُفْسِدُ. وأَيْضاً: الرِّيحُ البارِدَةُ، كذا حَكَاه أَبو عُبَيْدٍ بالرَّاءِ؛ ورَوَاه كراعٌ بالزَّاي وسَيَأْتِي.

  والخَرِيمُ، كأَميرٍ: الماجِنُ؛ وقد خَرُمَ، ككَرُمَ.

  والخُرَّمُ، كسُكَّرٍ: نَباتُ الشَّجَرِ، عن كراعٍ.

  وأَيْضاً: النَّاعِمُ مِن العَيْشِ؛ أَو هي فارِسيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ؛ قالَ أَبو نَخَيْلَة في صفَةِ الإِبِلِ:

  قاظَتْ من الخُرْمِ بقَيْظٍ خُرَّمِ

  أَرَادَ بقَيْظٍ ناعِمٍ كَثِير الخَيْرِ؛ ومنه يقالُ: كانَ عَيْشُنا بها خُرَّماً؛ قالَهُ ابنُ الأَعْرَابيِّ.

  وخُرَّمٌ: لَقَبُ والِدِ أَبي عليٍّ الحُسَيْنِ بن إِدْرِيسَ بنِ المُبارَك بنِ الهَيْثمٍ بن زِيادِ بنِ عبدِ الرَّحْمن الهَرَويّ الأَنْصارِيِّ الحافِظِ، كذا ذَكَرَه الأميرُ. رَوَى عن عُثْمان بنِ أَبي شيبَةَ وطَبَقتِهِ، وقد يُعْرَفُ بابنِ خُرَّمٍ كذلِكَ؛ ورَوَى أَيْضاً عن خالِدِ بنِ هياجِ بنِ بسْطامٍ وعليّ بنِ حجْرٍ، تُوفي سَنَة ثلاثِيْنَ وثلثمائة.

  وقالَ الذَّهبيُّ: إنَّ خُرَّماً لَقَبُ الحُسَيْنِ. قلْتُ: وأخُوه يوسفُ بنُ إدْرِيسَ حَدَّثَ أَيْضاً عنه محمدُ بنُ عبدِ الرَّحْمن الشاميُّ⁣(⁣٢) وغيرُه.

  والخُرَّمَةُ، بهاءٍ: نَبْتٌ كاللُّوبِياء، ج خُرَّمٌ؛ وهو بَنَفْسَجِيُّ اللَّوْنِ. شَمُّه والنَّظَرُ إليه مُفَرِّحٌ جِدّاً، ومن أَمْسَكَهُ معه أَحَبَّهُ كلُّ ناظِرٍ إليه، ويُتَّخَذُ من زَهْرِهِ دُهْنٌ يَنْفَعُ لِمَا ذُكِرَ. مِن الخاصِيَّة، وهو غَريبٌ.

  وخُرَّمَةٌ، كسُكَّرَةٍ: ة بفارِسَ بلْ ناحِيَةٌ قُرْبَ اصطَخْر، قالَهُ نَصْرُ منها: بَابَكُ الخُرَّمِيُّ⁣(⁣٣) الطاغِيَةُ الذي كادَ أَن يَسْتولي على المَمَالِكِ زَمَنَ المُعْتَصِم، وكان يَرَى رأْيَ المزدكية مِن المَجُوسِ الذينَ خَرَجُوا أَيَّام قباذ، وأَباحُوا النِّساءَ والمُحَرَّمَات وقتلهم أَنوشروان.

  وأُمُّ خُرَّمانَ أَيْضاً، أَي بالضَّبْطِ السابِقِ⁣(⁣٤) وهو ضمُّ الخاءِ وتَشْدِيد الرَّاءِ المَفْتوحَة: ع.

  وقالَ نَصْرُ: أُمُّ خُرَّمانَ مُلْتَقَى حاجِّ البَصْرَةِ والكُوفَةِ بركة إلى جانِبِها أَكَمَةٌ حَمْراء على رأْسِها مَوْقِدَة⁣(⁣٥).

  ومِن المجازِ: جاءَنا فُلانٌ يَتَخَرَّمُ زَبَدُه أَي يَرْكَبُنا بالظُّلْمِ والحُمْقِ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  وتَخَرَّمَ الرَّجُلُ: دانَ بدينِ الخُرَّمِيَّةِ، اسمٌ لأَصْحابِ التَّناسخِ والحُلولِ والإِباحَةِ، وكانوا في زَمَنِ المُعْتَصِم فقَتَلَ شيْخَهم بَابَك وتَشَتَّتُوا في البِلادِ، وقد بَقِيَتْ منهم في جِبالِ الشامِ بَقِيَّةٌ.

  والمُخَرِّمُ، كمُحَدِّثٍ: مَحَلَّةٌ ببَغْدادَ ليَزيدَ بنِ مُخَرَّمٍ الحارِثيّ نُسِبَتْ إليه هذه المَحَلَّةُ وكان قد نَزِلَها.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: سُمِّيَ هذا الموْضِعُ بِبَغْدادَ لأَنَّ يَزيدَ بن مُخَرِّمٍ نَزِلَه.

  وقالَ غيرُه: سُمِّي بمُخَرِّمِ بنِ شُرَيْح بنِ مُخَرَّمِ بنِ حزنِ بنِ زِيادِ بنِ الحارِثِ بنِ مالِكِ بنِ ربيعَة بنِ كعْبِ بنِ الحارِثِ الحارِثيّ المذحجيّ.


(١) ديوان الهذليين ٢/ ٩٤ وفيه «ينضو مخارمها» واللسان.

(٢) في التبصير ١/ ٤٣٢: السامي.

(٣) نقل ياقوت عن نصر قال: أظن أن الخرمية الذين كان منهم مابك الخرمي نسبوا إلى خُرّم» أما ابن الأثير فقد ذكر في اللباب «الخرمي» أن هذه النسبة إلى طائفة من الباطنية وإلى جد المنتسب إليه.

(٤) قيدها ياقوت بضم الخاء المعجمة وسكون الراء وميم وألف ونون.

(٥) هذا قول أبي مهدي، كما في معجم البلدان.