تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غثلب]:

صفحة 274 - الجزء 2

  عن⁣(⁣١) هَلَاكِ المُسْلِمِين»، أَي لم يُخْبِره بكَثْرة مَنْ هَلَكَ منهم. وفيه اسْتعارَةٌ، كأَنَّه قَصَّر في الإِعْلام بكُنْهِ الأَمْرِ.

  والغَبِيبُ كَأَمِير: المَسِيلُ الصَّغير الضَّيِّق مِن مَتْنِ الجَبل ومَتْن الأَرْض، وقِيلَ: في مُسْتَوَاها. وغَبَّ بِمَعْنَى بعُدَ قَال:

  غِبَّ الصَّباح يَحْمَدُ القَومُ السُّرَى

  ومنه قولُهُم: غَبَّ الأَذَانُ، وغَبَّ السَّلام. وفي الأَسَاس: نجْمٌ غَابٌّ أَي ثَابِت⁣(⁣٢) وأَغبَّت الحَلُوبَةُ: دَرَّت غِبّاً. وتَقُولُ: الحُبُّ يَزِيدُ مع الإِغْبَابِ ويَنْقُصُ مع الإِكْبَابِ. ومَاءٌ غِبٌ: بَعِيدٌ.

  [غثلب]: ومما يستدرك عليه: غَثْلَب الماءَ إِذَا جَرعَه جَرْعاً شَديداً. نقله صَاحِبُ اللسانِ، وأَهْملَه المُصَنِّفُ والجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ.

  [غدب]: الغُدْبَةُ بالضَّمِّ أَهمَله الجَوْهَرِيّ. وقال ابنُ دُرَيْد: هي لَحْمَةٌ غَلِيظَةٌ شَبِيهَةٌ بالغُدد⁣(⁣٣) تَكُونُ في لَهَازِم الإِنْسِانِ وغَيْرِه.

  وقالوا: رَجُلٌ غُدُبُّ كعُتُلٍّ وهو الجَافي الغَلِيظُ الكَثِيرُ العَضَل، محركة.

  وغَدْبَاءُ كَصَحْرَاء: ع قال الشاعر:

  ظَلَّت بغَدْبَاءَ بِيَوْمٍ ذِي وَهَجْ

  والغُنْدُبَةُ بالضَّم يأْتِي ذكرها في غندب بناءً على أَنَّ النُّونَ أَصْلِيَّة.

  [غرب]: الغَرْبُ قال ابنُ سيدَه: خِلَافُ الشَّرْقِ وهو المَغْرِب وقَوْلُه تَعَالى {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ}⁣(⁣٤) أَحدُ المَغْرِبَيْنِ: أَقْصَى ما تَنْتَهي إِلَيْه الشَّمْسُ في الصَّيْفِ، والآخر أَقْصَى ما تَنْتَهي في الشِّتَاءِ، وأَحَدُ المَشْرِقَيْن: أَقْصَى ما تُشْرِق منْه في الصَّيْفِ، والآخَرُ أَقْصَى⁣(⁣٥) ما تُشْرِق مِنْه في الشِّتَاءِ. وبين المَغْرِب الأَقْصَى والمَغْرِبِ الأَدْنَى مائَةٌ وثَمَانُونَ مَغْرباً، وكذلك بَيْنَ المَشْرِقَيْنِ. وفي التَّهْذِيب: للشَّمْسِ مَشْرِقَانِ ومَغْرِبَانِ، فأَحَدُ مَشْرِقَيْهَا أَقْصَى المَطالِع في الشِّتَاء والآخَرُ أَقْصَى مَطَالِعِها في القَيْظ، وكَذَلِكَ أَحَدُ مَغْرِبَيْهَا أَقْصَى المَغَارِب في الشِّتَاءِ وَكَذَلِكَ [في الجانب]⁣(⁣٦): الآخَرُ. وقَولُه جَلَّ ثَنَاؤُهُ {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ}⁣(⁣٧) جَمع؛ لأَنَّه أُرِيد أَنَّهَا تُشْرِقُ كُلَّ يوم من موضِع وتَغْرُبُ في موضع إِلَى انْتِهَاء السَّنَة.

  والغُرُوبُ غُروب الشَّمْسُ وغَرَبَتِ الشَّمْسُ تَغْرُب، سَيَأْتِي قَرِيباً.

  والغَرْبُ: الذَّهَابُ بالفَتْح مَصْدر ذَهب. والغَرْبُ: التَّنَحِّي عن النَّاس، وقد غَرَبَ عَنَّا يَغْرُب غَرْباً. والغَرْبُ: أَوَّلُ الشَّيء وحَدُّه، كَغُرَابِهِ بالضَّمِّ. والغَرْبُ والغَرْبَةُ: الحِدَّةُ. في التَّهْذِيبِ: يقال: كُفَّ عَنْ⁣(⁣٨) غَرْبك أَي حِدَّتك.

  وغَرْبُ الفَرس: حِدَّتُه وَأَوَّلُ جَرْيِه. تقول: كَفَفْتُ مِن غَرْبِه، قال النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ:

  والخَيْلُ تَمْزَعُ غَرْباً في أَعِنَّتِهَا ... كالطَّيْرِ يَنْجُو⁣(⁣٩) مِنَ الشُّؤْبُوبِ ذِي البَرَد

  هكذا أَنْشَدَهُ الجَوْهَريّ، قال ابْنُ بَرِّيّ: صَوَابُ إِنشَادِه «والخَيْلَ» بالنَّصْبِ لأَنَّه مَعْطُوفٌ على المِائة مِنْ قَوْلِه:

  الواهِبِ المِائَةَ الأَبْكَارَ زَيَّنَها ... سَعْدانُ تُوضِحَ في أَوْبَارِها اللِّبَد

  والشُّؤْبُوبُ: الدَّفْعةُ منَ المطَرِ الَّذِي يَكُون فيه البَرَدُ وقد تَقَدَّمَ، والمَزْعُ: سُرْعَةُ السِّيْر. والسَّعْدانُ: نَبْتٌ تَسمن عنْه الإِبلُ وتَغزُر أَلبانُها ويَطِيبُ لَحْمُها. وتُوضِحُ: موْضع.

  واللِّبَد: ما تَلَبَّدَ من الوبر، الواحِدَةُ لِبْدَة، كذا في لسان العرب.

  ويقال: في لِسانِه غَرْبٌ، أَي حِدَّةٌ، وغَرْبُ اللِّسانِ: حِدَّتُه.

  وسيْفٌ غَرْبٌ، أَي قَاطعٌ حدِيد.


(١) عن النهاية، وبالأصل «من».

(٢) كذا بالأصل، وليست في الأساس. وقد أشار إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.

(٣) في اللسان: بالغدّة.

(٤) سورة الرحمن الآية ١٧.

(٥) في اللسان: «وأقصى» بدل «والآخر أقصى».

(٦) زيادة عن اللسان.

(٧) سورة المعارج الآية ٤٠.

(٨) في اللسان: من.

(٩) عن اللسان، وبالأصل «ينحو».