تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين المعجمة

صفحة 273 - الجزء 2

  والشَّاءِ: ما تَدَلَّى عند النَّصِيل تَحْتَ حَنَكها. والغَبْغَبُ للدِّيكِ والثَّوْر. والغَبَبُ والغَبْغَبُ: ما تَغَضَّنَ من جِلْدِ مَنْبِت العُثْنُونِ الأَسْفَل. وخَصَّ بعضُهُم بِهِ الدِّيَكَة والشَّاءَ والبَقَر.

  واسْتعارَهُ العَجَّاج في الفَحْل فقال يَعْنِي شِقْشِقَةَ البَعِيرِ:

  بِذَاتِ أَثْنَاءٍ تَمَسُّ الغَبْغَبَا

  واستعارَه آخر للحِرْبَاء فقال:

  إِذَا جَعَلَ الحِرْبَاءُ يَبْيَضُّ رأْسُه⁣(⁣١) ... وتَخْضَرُّ من شَمْسِ النَّهارِ غَبَاغِبُهْ

  وعن الفَرَّاء: يُقال: غَبَبٌ وغَبْغَبٌ وعن الكِسَائِيّ: عجُوز غَبْغَبُها شِبْر، وهو الغَبَبُ. والنَّصِيلُ: مفْصِل ما بَيْن العُنُقِ والرَّأْسِ من تَحْتِ اللَّحْيَيْنِ.

  وقِيل: الغَبْغَبُ: المَنْحَر، وهو جُبَيْلٌ بمِنًى فخَصَّص قال الشَّاعِر:

  والرَّاقِصَاتِ إِلى مِنًى فالغَبْغَبِ

  وقيلَ: هو المَوْضِع الذِي كَانَ فِيهِ اللَّاتُ بالطّائِف، أَو كَانُوا ينْحَرُون لِلّاتِ فِيهِ بها، وقيل: كُلُّ مَنْحَر بمنًى غَبْغَبٌ.

  وأَبُو غَبَابٍ بالفَتْح كَسحابٍ: كُنْيَة جِرانُ بالكَسْر العَوْدِ بالفَتْح، هو لَقَبُ شَاعِرٍ إِسْلَامِيّ. وغُبَابٌ كَغُرابِ: لَقَبُ ثَعْلَبة بنِ الحارِث بْنِ تَيْم اللهِ بْنِ ثَعْلَبَة بْن عُكَابَة، سُمِّيَ بِذَلِك لأَنَّه قال في حَرْب كَلْب⁣(⁣٢):

  أَغْدُو إِلَى الحَرْب بقَلْبِ امْرِئٍ ... يضْربُ ضَرْباً غَيْرَ تَغْبِيبِ

  وغُبَيْب كَزُبَيْر: ع بالمدينَة المُنَوَّرة، على ساكِنها أَفضلُ الصَّلَاة والسَّلام. ونَاحِيَةٌ مُتّسعَةٌ باليمَامة نقله الصاغانيّ.

  والغُبَّةُ بالضم: البُلْغَةُ منَ العيْش كالغُفَّة، نَقَله الصَّاغانيّ.

  وبِلَا لَام فَرْخُ عُقَابٍ كان لِبَنِي يَشْكُرَ وله حَديث.

  والغَبِيبَةُ كالحبِيبَة عن ابْن الأَعْرَابِيّ: هو من أَلْبانِ الإِبل⁣(⁣٣) مثل المُرَوّبِ، ويقال للرَّائِبِ من اللَّبَن: غَبِيبَة. وقال الجَوْهَرِيّ: هُو مِنْ أَلْبانِ الإِبِل⁣(⁣٤) لَبَنُ الغُدْوَةِ أَي يُحْلَبُ غُدْوَةً ثم يُحْلَبُ عَلَيْه مِنَ اللَّيْل، ثم يَمْخَضُ من الغَدِ.

  وغَبَّ فلانٌ عِنْدَنَا: بَاتَ، كأَغَبَّ قيل. ومنه سُمِّي اللَّحمُ البائِتُ الغَابَّ. ومِنْهُ على ما قَاله المَيْدَانيّ والزَّمَخْشَرِيّ قَوْلُهُم: رُوَيْدَ الشِّعْرِ يَغِبَّ بالنَّصْب أَي دعْهَ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَيْه أَيَّامٌ فتَنْظُرَ كيف خَاتِمَتُه أَيُحْمَدُ أَم يُذَمّ، وقِيل غيرُ ذَلِك.

  انْظُرْه في مَجْمَع الأَمْثَال.

  والمُغَبَّبَةُ كمُعَظَّمَة: الشَّاهُ تُحْلَبُ يوماً وتُتْرَكُ يَوْماً، عن ابن الأَعْرَابِيّ. ويقال: مِياهٌ أَغْبَابٌ إِذَا كانَت بَعِيدَة⁣(⁣٥) قال ابْنُ هَرْمَةَ:

  يَقُولُ لا تُسْرِفُوا في أَمْرِ رَبِّكُمُ ... إِنَّ المِيَاهَ بجَهْدِ الرَّكْبِ أَغْبَابُ

  هؤلاءِ قَوْمٌ سَفْر ومعَهُم من الماء ما يَعْجِز عن رِيِّهم، فلم يَتَرَاضَوا إِلَّا بِتَرْك السَّرَف في المَاء.

  وفي حدِيثِ الزُّهْرِيّ «لا تُقْبَلُ شَهَادَةُ ذِي تَغِبَّة».

  التَّغِبَّةُ: شَهَادَةُ الزُّورِ قال ابْنُ الأَثِير⁣(⁣٦): هكذا جَاءَ في رِوَايَة وهي تَفْعِلَة مِن غَبَّبَ الذِّئْبُ في الغَنَم إِذَا عَاثَ فِيهَا أَو من غَبَّب مُبالَغَة في غَبَّ الشيْءُ إِذا فَسَدَ⁣(⁣٧).

  وما يُغِبُّهم لُطْفِي، أَي ما يَتَأَخَّر عَنْهُم يوماً، بل يَأْتِيهِم كُلَّ يَوْم، قال:

  على مُعْتَفِيه ما تُغِبُّ فَوَاضلُه

  وفلانٌ لا يُغِبُّنَا عَطَاؤُه أَي لا يَأْتِينَا يَوماً دُونَ يوْم، بل يَأْتِينَا كُلَّ يَوْم.

  ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ به على المُؤَلِّف: قال ثَعْلَب: غَبَّ الشيءُ في نَفْسه يَغِبّ غَبّاً وأَغَبَّنِي: وقَع بِي. وفي حدِيث هِشَام «كَتَبَ إِلَيْه [الجُنيد]⁣(⁣٨) يُغَبِّبُ


(١) عن اللسان، وبالأصل «تبيض رأسه».

(٢) وذلك في يوم التحاليق. وضبط في جمهرة ابن حزم: الغَباب وعجز البيت فيه: أضرب ضرباً غير تغبيب.

(٣) اللسان: الغنم.

(٤) كذا في اللسان، وفي الصحاح: الغنم.

(٥) زيد في الأساس: لا يوصل إليها إلا بعد غبّ.

(٦) عن اللسان، وبالأصل «ابن كثير» وهي عبارة ابن الأثير في النهاية.

(٧) في غريب الهروي: «وهو الذي يستحل الشهادة بالزور. فهم أصحاب الفساد، يقال للفاسد: «الغابّ».

(٨) زيادة عن النهاية.