تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الدال المهملة مع الميم

صفحة 257 - الجزء 16

  عَرَفْتُ الدار قد أَقْوَتْ بِرِئمٍ ... إلى لأْيٍ فَمدْفَعِ ذي يَدُومِ⁣(⁣١)

  ومِن المجازِ: الدُّوامُ، كغُرابٍ: دُوارٌ يعرضُ في الرَّأْسِ. يقالُ: به دُوامٌ كما يقالُ دُوارٌ، قالَهُ الأصْمَعيُّ.

  وفي حدِيْث عائِشَةَ: «أَنَّها كانْت تَصِفُ مِن الدُّوامِ سبْعَ تَمْرات مِن عَجْوَةٍ في سبْعٍ غَدَواتٍ على الرِّيقِ».

  والمُديمُ، كمُقيمٍ: الرَّاعِفُ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  والدَّومَةُ: الخُصْيةُ، على التَّشْبيهِ بثَمَرِ الدّوْمِ.

  ودَوْمَةُ: اسمُ امرَأةٍ خَمَّارَةٍ⁣(⁣٢).

  والدَّوَمانُ، بالتّحريكِ: حومانُ الطَّائِرِ حَوْلَ الماءِ، وهو مجازٌ.

  والإِدامَةُ: تَنْقيرُ السَّهْمِ على الإِبْهامِ، وأَنْشَدَ أَبو الهَيْثمِ للكُمَيْت:

  فاسْتَلَّ أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّلُهُ ... عند الإِدَامَةِ حتى يَرْنُو الطَّرِبُ⁣(⁣٣)

  والإدامَةُ: إبْقاءُ القِدْرِ على الأُثُفِيَّةِ بعد الفَراغِ لا ينْزِلُها ولا يُوقِدُها، عن اللّحْيانِيّ وقد تقدَّمَ عنْدَ قوْلِهِ كأدَامَها.

  ومَدامَةُ، بالفتحِ: ع، كانَ في الأصْلِ مَدومَةُ وهو مَوْضِعُ الدّوْمِ سُمِيِّ به لذلِكَ وهو نادِرٌ.

  وتَدَوَّمَ تَدَوّماً: انْتَظَرَ، قالَهُ الجوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ الأَحْمر في نَعْتِ الخيْلِ:

  فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها ... جُنْحَ النَّواصِي نَحْوَ أَلْوِياتِها

  كالطَّير تَبْقَى مُتَدوِّماتِها⁣(⁣٤)

  وفي بعضِ النسخِ مُتَداوِماتِها، قوْلُه: مُتَداوِمات أَي مُنْتَظِرَات، وقيلَ: دَائِرات عَافِيات على شيءٍ.

  * وممّا يُسْتَدرَكُ عليه: اسْتدَامَ: انْتَظَرَ وترقَّبَ، عن شَمِرٍ، وأَنْشَدَ ابنُ خَالَوَيْه:

  تَرَى الشُعراءَ من صَعِقٍ مُصابٍ ... بصَكَّتِه وآخر مُسْتَدِيمِ⁣(⁣٥)

  واسْتَدامَ بمعْنَى دَامَ، يقالُ: عِزٌّ مُسْتدامٌ أَي دَائِم.

  والمُسْتَدِيمُ: المُبالِغُ في الأَمْرِ؛ عن شَمِرٍ؛ يقالُ: دِيمَةٌ ودِيْمٌ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ للأَغْلَبِ:

  فَوارِسٌ وحَرْشَفٌ كالدِّيْمِ ... لا تَتَأنَّى حَذَرَ الكُلُومِ⁣(⁣٦)

  وأَرضٌ مُدَيَّمَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: أَصابَتْها الدِّيَمُ: وفي الحدِيْث: «كان عَمَلُهُ ديمةً» شَبّه بالدِّيمَةِ مِن المَطَرِ في الدَّوامِ والاقْتِصادِ.

  وفِتَنٌ دِيَمٌ: أَي تَمْلأُ الأَرضَ مَعَ دَوامٍ.

  والتَّدْويمُ: التَّدْويرُ.

  ودوَّمُوا العَمائِمَ أَي دَوَّرُوها حَوْل رُؤُوسِهم.

  وقالَ أَبو بكْرٍ: الدَّائمُ مِن حُروفِ الأَضْدادِ، يقالُ للسَّاكِنِ: دَائمٌ، وللمُتَحَرِّكِ دائِمٌ.

  ودُوَّامَةُ البَحْر، كرُمَّانَةٍ: وَسَطُه الذي تَدُومُ عليه الأَمْواجُ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: دَامَ الشيءُ إذا دَارَ ودَامَ إذا وَقَفَ، ودَامَ إذا تَعِبَ.

  ودِيمَ به وأُدِيمَ به: أَخَذَه الدُّوارُ في الرأْسِ؛ زادَ الزَّمَخْشرِيُّ: واسْتُدِيمَ كَذلِكَ وهو مجازٌ.

  ودَوَّمَتِ الخَمْرُ شارِبَها إذا سَكِرَ فدَارَ؛ عن الأَصْمعيّ، وهو مجازٌ.

  ومَرَقةٌ دَاوِمةٌ نادِرٌ، لأَنَّ حقَّ الواوِ في هذا أَنْ تُقْلَبَ هَمْزَةً.

  وقالَ الفرَّاءُ: التَّدْويمُ: أَنْ يَلُوكَ لِسانَه لئَلَّا يَيْبسَ رِيقُه، وأَنْشَدَ لذي الرُّمَةَ يَصِفُ بَعيراً يَهْدِرُ في شِقْشِقتِه:

  دَوَّمَ فيها رِزُّه وأَرْعَدَا⁣(⁣٧)


(١) اللسان.

(٢) في القاموس: امرأةٌ خمارةٌ بالضم والتنوين فيهما ضبط حركات. وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الجر مع التنوين.

(٣) اللسان والتكملة والتهذيب ولم ينسب فيهما، والبيت لم يرد في الهاشميات.

(٤) اللسان والصحاح وفيهما: متداوماتها.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان والتهذيب.

(٧) قبله في اللسان:

في ذات شامٍ تضرب المقلدا ... رقشاء تنتاخ اللغام المزبدا