تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دهم]:

صفحة 259 - الجزء 16

  أَوْعَدَني بالسِّجنِ والأَداهِمِ ... رِجْلي ورِجْلي شَثْنَةُ المَناسِمِ⁣(⁣١)

  والأَدْهَمُ: أَسْماء أَفْراس منها: فَرَسٌ هاشِمِ⁣(⁣٢) بنِ حَرْمَلَةَ المُرِّي؛ وفَرَسُ عَنْتَرَةَ بنِ⁣(⁣٣) شدَّادٍ العَبْسِيِّ؛ وفَرَسُ مُعاوِيَةَ بنِ مِرْداسٍ السُّلَمِيِّ؛ وفَرَسٌ آخَرُ لبَني بُحَيْرِ بنِ⁣(⁣٤) عُبَادٍ، وهي صفَةٌ غالِبَةٌ.

  والدُّهامُ، كغُرابٍ: الأسْوَدُ.

  وأَيْضاٌ: فَحْلٌ من الإِبِلِ نُسِبَتْ إليه الإِبِلُ الدُّهامِيَّةُ.

  ومِن المجازِ: نَصَبوا الدَّهْماءَ: أَي القِدْر، كما في الأَساسِ والصِّحاحِ؛ وقيَّدَها ابنُ شُمَيْل بالسَّوْداء.

  والوَطْأَةُ الدَّهْماءُ: القَديمةُ، والحَمْراءُ: الجَديدَةُ، كذا نَصّ الجوْهرِيُّ.

  وقالَ غيرُهُ: الوَطْأَةُ الدَّهْماءُ الجَديدَةُ؛ والغَبْراءُ الدَّارِسَةُ: قلْتُ: فهو إِذَن مِن الأَضْدادِ، قالَ ذو الرُّمَّة:

  سِوَى وَطْأَةٍ دَهْماءَ من غيرِ جَعْدَةٍ ... ثَنَى أُخْتَها عن غَرْزِ كَبْداء ضامِرِ⁣(⁣٥)

  والدَّهْماءُ من الضأْنِ: الحَمْراءُ الخالصةُ الحُمْرةِ، كما في المُحْكَمِ.

  وفي الصِّحاحِ: والشاةُ الدَّهْماءُ: الحَمْراءُ الخالصةُ الحُمْرةِ.

  والدَّهْماءُ: العَدَدُ الكثيرُ؛ وأَيْضاً: جماعَةُ النَّاسِ؛ كما في الصِّحاحِ، زادَ غيرُهُ: وكَثْرتهم.

  وقالَ الكِسائيُّ: يقالُ: دَخَلْتُ في خَمَرِ الناسِ أَي في جَماعَتِهِم وكثْرَتِهم؛ وفي دَهْماءِ الناسِ أَيْضاً مِثْله: وقالَ:

  فَقَدْناكَ فِقْدانَ الرَّبِيع وليْتَنا ... فَدَيْناكَ من دَهْمائِنا بأُلوفِ⁣(⁣٦)

  وقالَ الزَّمَخْشريُّ: الدَّهْماءُ: السَّوادُ الْأَعْظَم، وهو مَجازٌ.

  والدَّهْماءُ: سَحْنةُ الرَّجُلِ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  والدَّهْماءُ: عُشْبةٌ عَرِيضةٌ ذاتُ وَرَقٍ وقُضُبٍ كأَنَّها القَرْنُوَةُ، ولها نَوْرَةٌ حَمْراءُ يُدْبَغُ بها، ومَنْبِتُها قِفافُ الرَّمْلِ.

  والدَّهْماءُ: فَرَسُ مَعْقِلِ بنِ عامِرٍ، صفَةٌ غالِبَةٌ.

  وأَيْضاً: فَرَسُ حُباشَةَ الكِنانِيِّ.

  والدَّهْماءُ: ليلَةُ تِسْعٍ وعِشْرِينَ لسَوادِها.

  والدُّهْمُ، بالضمِّ: ثلاثُ لَيالٍ من الشَّهْرِ لأَنَّها سُودٌ، وكأَنَّه جَمْعُ الدَّهْماء.

  ويقالُ: فَعَلَ به ما أَدْهَمَهُ أَي ساءَهُ وأَرْغَمَهُ؛ عن ثَعْلب.

  ودَهِمَكَ، كسَمِعَ ومَنَعَ، أَي غَشِيَكَ.

  ونَصّ الجوْهَرِيّ: دَهِمَهم الأَمْر: هَمَّهم وقد دَهِمَتْهم الخَيْلُ.

  قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ودَهَمَتْهم، بالفتحِ، لُغَةُ.

  ونَقَلَ شيْخُنا عن ابنِ القوطِيَّة في الأَفْعالِ: أَنَّ اللُّغَتَيْن إنَّما هما في دهمت الخَيْل وأَمَّا دَهِمَك الأمْر فبالكَسْرِ فقط، انتَهَى.

  قلْتُ: وعِبارَةُ الجوْهَريّ قد تُومِيءُ إلى ذلِكَ وليسَ بقويّ؛ فقد قالَ ثَعْلَب: كلُّ ما غَشِيَك فقد دَهَمَكَ ودَهِمَكَ؛ وأَنْشَدَ لأَبي محمدٍ الحَذْلَمِيِّ:

  يا سعدُ عَمَّ الماءَ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ ... يوم تَلاقَى شاؤُه ونَعَمُهْ⁣(⁣٧)

  وقالَ بِشْرٌ:

  فَدَهَمْتُهُمْ دَهْماً بكلِّ طِمِرَّةٍ ... ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّجالَة مِرْجَمِ

  ويقالُ: ما أَدْرِي أَيُّ الدُّهْمِ هو، وأَيُّ دُهْمِ اللهِ هو: أَيْ أَيُّ الخَلْقِ هو، وأَيُّ خَلْقِ اللهِ هو.

  والدُّهَيْمُ، كزُبَيْرٍ: الدَّاهِيَةُ لظُلْمتِها، كأُمِّ الدُّهَيْمِ، وهي مِن كنَاها.


(١) اللسان والصحاح بدون نسبة فيهما.

(٢) في القاموس: «هشام» والأصل كالتكملة.

(٣) في اللسان: عنترة بن معاوية.

(٤) في القاموس: بجير بالجيم.

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) اللسان والأساس والتهذيب.

(٧) اللسان والصحاح.