تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زأم]:

صفحة 312 - الجزء 16

  وهبيرَةُ بنُ يريم: تابِعِيٌّ عن عليٍّ وابنِ مَسْعود، وعنه أَبو إسْحق، ثِقَةٌ تُوفي سَنَة ستّ وسِتّين ومِائَة.

فصل الزاي مع الميم

  [زأم]: زَأَمَ الرَّجُلُ كَمَنعَ، زَأْماً، عن الفرَّاءِ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ، وزُؤاماً، بالضمِّ، هذه عن اللّحْيانيّ: مَاتَ وَحِيّاً أَي سَرِيعاً.

  وزَأَمَ زَأْماً: أَكَلَ شديداً.

  وقيلَ: زَأَمَ الطَّعامَ زَأْماً: إذا مَلأَ بَطْنَه منه.

  وزَأَمَ الرَّجُلَ يزْأَمُهُ زَأْماً: ذَعَرَهُ وخَوَّفُه كزَأَّمَهُ تَزْئِيماً.

  وزَأَمَ لي فلانٌ زَأْمَةً: أَي كلمةً طَرَحَها.

  ونَصّ الصِّحاحِ: أَي طَرَحَ كلمَةً لا أَدْرِي أَحقٌّ هي أَمْ باطِلٌ؛ ومِثْلُه في الأَساسِ أَيْضاً.

  وزَئِمَ، كفَرِحَ وعُنِيَ، زَأَماً، فهو زَئِمٌ، ككَتِفٍ: فَزعَ واشْتَدَّ ذُعْرُهُ وخَوْفُه؛ كازْدَأَمَ.

  والزَّأَمَهُ: الصَّوتُ الشَّديدُ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  يقالُ: سَمِعْتُ له زَأْمَةً أَي صَوْتاً.

  والزَّأَمَةُ: الحاجَةُ. يقالُ: قَضَيْتُ منه زَأْمَتِي، كنَهْمَتي، أَي حاجَتِي.

  والزَّأْمَةُ: شِدَّةُ الأَكْلِ والشُّرْبِ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ؛ وأَنْشَدَ:

  ما الشُّرْبُ إلَّا زَأَماتٌ فالصَّدَرْ⁣(⁣١)

  ويقالُ: أَصْبَحَتْ وليسَ بها زَأَمَةٌ أَي شِدَّةُ الرِّيحِ⁣(⁣٢).

  قالَ ابنُ سِيْدَه: كأَنَّه أَرادَ أَصْبَحَتِ الأَرضُ أَو البَلْدَةُ أَو الدارُ.

  والزَّأْمَةُ من الطَّعامِ: ما يَكْفِي. يقالُ: قد اشْتَرَى بَنُو فلانٍ زَأْمَتَهُمْ مِن الطَّعامِ أَي ما يَكْفِيهم سَنَتَهُم. والزَّأْمَةُ: الكَلِمَةُ. ويقالُ: ما يَعْصيهِ زَأْمَةً أَي كَلمةً، وكَذلِكَ ما عَصِيَتْه وَشْمَةً.

  ومَوْتٌ زُؤامٌ، كغُرابٍ، أَي كَريهٌ، أَو عاجِلٌ، أَو سَرِيعٌ مُجْهِزٌ، والأَوَّلُ أَصَح.

  وأَزْأَمَهُ على الأَمْرِ إذا أَكْرَهَه، كأَذْأَمَه، وبالذالِ، كما في الصِّحاحِ.

  وأَزْأَمَ الجُرْحَ بدَمِه إزآماً: غَمْزَهُ حتى لَزَّقَ جِلْدَتَهُ بدَمِه ويَبِسَ الدَّمُ عليه.

  وجُرْحٌ مُزْأَمٌ.

  قالَ الأزْهَرِيُّ: هكذا قالَهُ ابنُ شُمَيْل: أَزْأَمْتُ الجُرْحَ، بالزَّاي.

  وقالَ أَبو زيْدٍ في كتابِ الهَمْز: أَرْأَمْتُ الجُرْحَ إذا دَاوَيْته حتى يَبْرأَ إرْآماً، بالرَّاءِ.

  قالَ: والذي قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ صَحِيحٌ بمعْناهُ الذي ذَهَب إليه. ولذا قالَ المصنِّفُ: أَو أَزْأَمَهُ إذا دَاوَاهُ حتى بَرِئَ.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: أَرْأَمْتُ الرجُلَ على أَمْرٍ لم يكنْ مِن شأَنِهِ⁣(⁣٣) إرْآماً إذا أَكْرَهْته عليه.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: وكأَنَّ أَزْأَمَ الجُرْحَ في قوْلِ ابنِ شُمَيْلٍ أُخِذَ مِن هذا.

  وقالَ الفرَّاءُ: الزُّؤَامِيُّ بالضمِّ: الرَّجُلُ القَتَّالُ، من الزُّؤَامِ وهو المَوْتُ.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: زَأَمَهُ البَرْدُ⁣(⁣٤)، كمَنَعَ، زَأَماً: مَلْأَ جَوْفَه حتى أَخَذَهُ لذلِكَ قِلٌّ وقِفَّةٌ أَي رِعْدَةٌ.

  ويقالُ: يَرْمونَ في زِئْمِكَ، بالكسْرِ، أَي في عَيْنِكَ.

  وطَعَنُوا في زِئْمِه: أَي في حَسَبِهِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  رجُلٌ مِزْأَمٌ، كمِنْبَرٍ: شَديدُ الذُّعْرِ.

  وزَئِمَ به، كفَرِحَ، إذا صَاحَ به.


(١) اللسان والصحاح.

(٢) في القاموس بالضم ضبط حركات، والكسر ظاهر.

(٣) كذا بالأصل واللسان وفي التهذيب: أزأمت ... إزآماً» بالزاي.

(٤) في التهذيب واللسان: القُرُّ.