تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زعم]:

صفحة 317 - الجزء 16

  والزَّعيمُ: الكَفِيلُ؛ ومنه قوْلُه تعالَى: {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ}⁣(⁣١).

  وفي الحدِيْث: «الدَّيْن مَقْضِيُّ والزَّعِيمُ غارِمٌ» أَي الكَفِيلُ ضامِنٌ.

  وفي حَدِيْث عليٍّ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه: «وذِمَّتي رَهينَةٌ (وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ)».

  وقد زَعَمَ به زَعْماً وزَعامَةً: أَي كَفَلَ وضَمَنَ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّي لعُمَر بنِ أَبي ربيعَةَ:

  قلت كَفِّي لك رَهْنٌ بالرِّضا ... وازْعُمِي يا هندُ قالت قد وَجَب

  أَي اضْمَني.

  وقالَ النابغَةُ الجعْدِيُّ يَصِفُ نُوحاً، #:

  نُودِيَ قُمْ وارْكَبَنْ بأَهْلِكَ إنَّ ... اللهَ مُوفٍ للناس ما زَعَمَا⁣(⁣٢)

  أَي ضَمِنَ، وفُسِّر أَيْضاً بمعْنَى قالَ، وبمعْنَى وعَدَ.

  قالَ ابنُ خالَوَيْه: ولم يَجِيء الزَّعْمُ فيمَا يُحْمَدُ إلَّا في بَيْتينِ، وذَكَرَ بيتَ النَّابِغَةِ الجعْدِيّ وذَكَرَ أَنَّه رُوِي لأُمَيَّة بنِ أَبي الصَّلْتِ، وذَكَرَ أَيْضاً بيتَ عَمْرو بن شَأْسٍ:

  تقولُ: هَلَكْنا إن هَلكتَ وإِنَّما ... على اللهِ أَرْزاقُ العِبادِ كما زَعَمْ⁣(⁣٣)

  ورَوَاه المُضَرِّسُ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: بيتُ عُمَر بن أَبي رَبيعَةَ لا يَحْتملُ سِوَى الضَّمَان، وبيتُ أَبي زُبَيْدٍ لا يَحْتملُ سِوَى القَوْل، وما سِوَى ذلِكَ على ما فُسِّرَ.

  والزَّعِيمُ: سَيِّدُ القَوْمِ ورَئيسُهُم، أَو رَئيسُهُم المُتَكَلِّمُ عنهم ومِدْرَهُهُمْ، ج زُعَماءُ؛ وقد زَعُمَ، ككَرُمَ، زَعامَةُ؛ قالَ الشاعِرُ:

  حتى إذا رَفَعَ اللِّواء رأَيْتَهُ ... تحت اللِّواءِ على الخَمِيسِ زَعِيما⁣(⁣٤)

  وزَعَمْتَنِي كذا تَزْعُمُني: أَي ظَنَّنْتَني⁣(⁣٥)؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:

  فإن تَزْعُمِيني كنتُ أَجهلُ فيكُمُ ... فإنِّي شَرَيْتُ الحِلْمَ بَعْدَك بالجهْل⁣(⁣٦)

  وزَعِمَ، كفَرِحَ: طَمِعَ، زَعَماً وزَعْماً، بالتَّحريكِ وبالفتْحِ؛ قالَ عَنْتَرَةُ:

  عُلِّقْتُها عَرَضاً وأَقْتُلُ قَوْمَها ... زَعْماً وربِّ البيتِ ليسَ بمَزْعَمِ⁣(⁣٧)

  والزَّعامَةُ: الشَّرَفُ والريِّاسَةُ على القوْمِ، وبه فَسَّر ابنُ الأَعْرَابيِّ قوْلَ لَبيدٍ:

  تَطِير عَدائِد الأَشْراكِ شَفْعاً ... ووِتْراً والزعامَةُ للغُلام⁣(⁣٨)

  والزَّعامَةُ: السِّلاحُ، وبه فَسَّر الجوْهَرِيُّ قولَ لَبيدٍ، قالَ: لأَنَّهم كانوا إذا اقْتَسَمُوا المِيراثَ دَفَعوا السلاحَ إلى الابنِ دُوْن البنْتِ، انتَهَى. وقوْلُه: شَفْعاً ووِتْراً أَي قسْمَةُ المِيْراثِ (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ).

  وقيلَ: الزَّعامَةُ الدِّرْعُ، أَو الدُّروعُ، وبه فَسَّر ابنُ الأَعْرَابيِّ أَيْضاً قولَ لَبيدٍ.

  والزَّعامَةُ: البَقَرَةُ ويُشَدَّدُ.

  وقيلَ: الزَّعامَةُ حَظُّ السَّيِّدِ من المَغْنَمِ.

  وقيلَ: أَفضلُ المالِ وأَكْثَرُهُ من ميراثٍ ونحوِهِ، وبه فَسَّر بعضٌ قولَ لَبيدٍ أَيْضاً.

  وشِواءٌ زَعِمٌ وزَعِمٌ⁣(⁣٩) ككَتِفٍ فيهما: مُرِشّ كثيرُ الدَّسَمِ سَريعُ السَّيَلانِ على النَّارِ.

  وأَزْعَمَ: أَطْمَعَ.

  وأَمْرٌ مُزْعِمٌ: أَي مُطْمِعٌ.


(١) يوسف الآية ٧٢.

(٢) اللسان والتهذيب.

(٣) اللسان والمقاييس ٣/ ١٠ وصدره فيها:

تعاتبني في الرزق عرسي وإنما

(٤) اللسان.

(٥) في اللسان: زعمتني ... أي ظننتني بالتخفيف.

(٦) ديوان الهذليين ١/ ٣٦ واللسان والتهذيب.

(٧) من معلقته، واللسان والتهذيب وعجزه في الصحاح والمقاييس ٣/ ١٠.

(٨) ديوانه ص ١٢٩ واللسان والمقاييس ٣/ ١١ والتكملة والتهذيب وجزء من عجزه في الصحاح.

(٩) كذا بالأصل على ما نظره الشارح، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وزعم أي بفتح فسكون كما في اللسان وفي بعض النسخ زعم بالراء فحرره».