تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سحم]:

صفحة 335 - الجزء 16

  أَي بقَرْنٍ أَسْود؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

  تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لم يَتَفَلَّلا ... وحَا الذِّئْبِ عن طَفْلِ مَناسمُهُ مُخْلي⁣(⁣١)

  قالَ: هُما القَرْنان، وأَنَّثَ على معْنَى الصِّيصتينِ كأَنَّه يقولُ: بصِيصِيَتَيْنِ سَحْماوَيْنِ.

  والأَسْحَمُ: صَنَمٌ أَسْوَدُ.

  قالَ الجوْهرِيُّ: والأَسْحَمُ في قوْلِ الأَعْشَى:

  رَضيعَيْ لِبانِ ثَدْيِ أُمٍّ تَحالَفَا ... بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرَّقُ⁣(⁣٢)

  يقالُ: الدَّمُ تُغْمَسُ فيه أَيْدي المُتَحالِفينَ؛ ونَصُّ الصِّحاحِ: اليَدُ عندَ التَّحالُفِ.

  قالَ: وفي قوْلِ النابِغَةِ:

  عَفا آيَهُ صَوْبُ الجَنُوبِ مع الصَّبَا ... بأَسْحَمَ دانٍ مُزْنُهُ مُتَصَوِّبُ⁣(⁣٣)

  السَّحابُ.

  قلْتُ: ومنه أَيْضاً قوْلُ كثيِّرٍ:

  لعزَّة موحشاً طلل قديم ... عَفاها كلّ أَسْجَم مُسْتَدِيم

  وقيلَ: هو السَّحابُ الأسْودُ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: وقيلَ في قوْلِ الأعْشَى أَيْضاً: إنَّ الأَسْحَمَ سَوادُ حَلَمَةِ الثَّدْي⁣(⁣٤).

  قالَ: ويقالُ أَيْضاً: هو زِقُّ الخَمْرِ، سُمِّي به لسَوادِهِ.

  قالَ: والسَّحَمُ، محرَّكةً: شَجَرٌ؛ وأَنْشَدَ للنابِغَةِ:

  إِنَّ العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحُنا ... ما كان من سَحَمٍ بها وصُفارِ⁣(⁣٥)

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: السَّحَمُ والصُّفارُ نَبْتان، وأَنْشَدَ قوْلَ النابِغَةِ هذا.

  قلْتُ: قد تَبعَ الجَوْهَرِيُّ ابنَ السِّكِّيت في عَزْوِه للنابغَةِ، ويَأْتي له في عَرَمَ أنَّه لبِشْرِ بنِ أَبي خازِمٍ.

  وقالَ أَبو حنيفَةَ: السَّحَمُ نَبْتٌ يُنْبِتُ نَبْتَ النَّصيِّ والصِّلِّيان والعَنْكَثِ إلَّا أَنَّه يطولُ فوْقها في السَّماءِ، ورُبَّما كان طولُ السَّحَمَةِ طولَ الرجُلِ وأَضْخَم؛ قالَ:

  ألا ازْحَمِيهِ زَحْمَةً فَرُوحي ... وجاوِزِي ذا السَّحَمِ المَجْلُوحِ⁣(⁣٦)

  وقالَ طَرَفَةُ:

  خَيرُ ما تَرْعَونَ من شَجَرٍ ... يابِسُ الحَلْفاءِ أَو سَحَمهْ⁣(⁣٧)

  والسَّحَمُ: الحَدِيدُ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: واحِدَتُه سَحَمَةٌ وهي الكُتْلَةُ من الحَديدِ، وأَنْشَدَ لطرفَةَ في صفَةِ الخَيْلِ: مُنْعَلات بالسَّحَمْ⁣(⁣٨).

  قالَ: والسُّحُمُ، بضَمَّتَيْنِ: مَطارِقُ الحَدَّادِ.

  وذو سُحَيْمٍ، كزُبَيْرٍ: ع.

  وسُحَيمُ بنُ تُبَّعٍ في حِمْيَرَ.

  والسَّحماءُ: الدُّبُرُ لِلَوْنِها.

  والسَّحماءُ: شجر.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: السَّحْماءُ السَّوْداءُ، وقد سُمِّي بها النِّساءُ؛ ومنه شَريكُ بنُ السَّحماءِ صاحِبُ اللّعان، صَحابيٌّ حَلِيفُ الأَنْصارِ، وهي أُمُّه.

  قالَ شيْخُنا: والمَعْروفُ في أُمِّه أَنَّها سَحْماءُ بغيرِ أل.

  وأَبوهُ عَبْدَةُ بنُ مُغيثٍ⁣(⁣٩) البَلَويُّ، هكذا ضَبَطَه المُحَدِّثونَ في والدِهِ.


(١) اللسان.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٢٠ واللسان وعجزه في الصحاح والتهذيب والتكملة والمقاييس ٣/ ١٤١ بتمامه ولم ينسبه.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٢ وفيه: «ريح الجنوب» والتكملة واللسان وعجزه في المقاييس ٣/ ١٤١ وجزء من عجزه في الصحاح.

(٤) في القاموس بالضم، والكسر ظاهر.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٦٢ وفيه: «إن الرميثة» وضبط صفار بفتح الصاد، واللسان والتهذيب والصحاح.

(٦) اللسان.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ٨٥ وفيه: «يابس الطحماء» واللسان.

(٨) لم أعثر عليه في ديوانه، وهذا الجزء من البيت موجود في اللسان والتهذيب.

(٩) عبدة بن معتب بن الجد بن العجلان ... البلوي كما في أسد الغابة.