تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شدقم]:

صفحة 387 - الجزء 16

  والشّرْمُ: الكَثيرُ من العُشْبِ الذي يُؤْكَلُ: من أَعلاهُ ولا يُحْتاجُ إلى أَوساطِه ولا أُصُولِه، ومنه قولُ بعضِ الرُّوَّادِ:

  وَجَدْتُ خُشْباً هَرْمَى وعُشْباً شَرْما؛ والهَرْمَى التي ليسَ لها دُخانٌ إذا أُوقِدَتْ مِن نفْسِها وقِدَمِها.

  والشَّرْمُ: ع، وهو مَرْسًى مِن مَراسي بَحْرِ السُّوَيْس بَيْنهما سِتَّةُ مَراحِل، كالشَّرْماءِ، بالمدِّ.

  والشَّرْمُ: الشَّقُّ والفِعْلُ، كضَرَبَ؛ يقالُ: شَرَمَهُ يَشْرِمُه شَرْماً إذا شَقَّهُ.

  والشَّرْمُ: قَطْعُ ما بينَ الأَرْنَبَةِ، هكذا في سائِرِ النسخِ، ولم يذْكُرِ المَعْطوف على مَدْخولِ بينَ.

  قالَ شيْخُنا: وقالَ جماعَةٌ: أَرادَ ما بينَ الأَرْنَبَة وترسيها.

  قلْتُ: والصَّوابُ: حَذْفُ لَفْظةِ ما بينَ كما في أُصُولِ الصِّحاحِ⁣(⁣١).

  ففي المُحْكَمِ: الشَّرْمُ والتَّشْرِيمُ: قَطْعُ الأَرْنَبَةِ وثَفَرِ الناقَةِ؛ قيلَ ذلك فيهما خاصَّةً.

  ففي عِبارَةِ المصنِّفِ قُصُورٌ لا يَخْفَى.

  ثم قالَ: ناقَةٌ شَرْماءُ وشَرِيمٌ ومَشْرومَةٌ.

  ورجُلٌ أَشْرَمُ: بَيِّنُ الشَّرَمِ، محرَّكةً، أَي مَشْرُومُ الأَنْفِ؛ ومنه قيلَ لأَبْرَهَةَ مَلِك الحَبَشَة: الأَشْرَمُ، وهو صاحِبُ الفِيلِ، سُمِّي بذلِكَ لأَنَّه جاءَه حَجَرٌ فشَرَمَ أَنْفَه ونجَّاهُ اللهُ ليُخْبرَ قوْمَه، فَسُمِّي الأَشْرَم، وقد جاءَ ذلِكَ في الحدِيْثِ.

  والشُّرْمَةُ، بالضمِّ: جَبَلٌ؛ قالَ أَوْسٌ:

  وما فَتِئَتْ خيلٌ كأَنَّ غُبارَها ... سُرادِقُ يومٍ ذي رياحٍ تَرَفَّعُ

  تَثُوبُ عليهم من أَبانٍ وشُرْمةٍ ... وتَرْكَبُ من أَهْلِ القَنانِ وتَفْزَعُ⁣(⁣٢)

  وأَبانٌ: جَبَلٌ آخَرُ. وقيلَ: هو مَوْضِعٌ، وبه فُسِّرَ قولُ ابنِ مُقْبِل يَصِفُ مَطَراً:

  فأَضْحَى له جُلْبٌ بأَكْناف شُرْمَةٍ ... أَشَجُّ سِماكِيٌّ من الوبْلِ أَفْضَحُ⁣(⁣٣)

  والشَّرَمَةُ، بالتَّحْريكِ: ع باليَمَنِ قُرْبَ الشِّحرِ.

  والشَّرومُ والشَّريمُ والشَّرْماءُ: المرأَةُ المُفْضاةُ، وهي التي شُقَّ مَسْلَكَاها فصارَا شَيئاً واحِداً؛ قالَ:

  يَوْمُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ ... أَفْضَلُ من يَوْم احْلِقِي وقُومِي⁣(⁣٤)

  أَرادَ الشِّدَّةَ؛ وهذا مَثَلٌ يَضْربُه العَرَبُ فتَقولُ: لَقِيْت منه يومَ احْلِقِي وقوُمي، أَي الشدَّةَ، وأَصْلُه أَنْ يموتَ زَوْجُ المرأَةِ فَتَحْلِق شعرَها وتقومَ مع النوائِحِ؛ وبَقَّةُ: اسمُ امْرأَةٍ، يقولُ: شُرمَ جِلْدُها يعْنِي الافْتِضاضَ.

  وشَرَمَ له من مالِهِ يَشْرِمُ شَرماً: أَعْطاهُ قَليلاً.

  والشَّارِمُ: السَّهْمُ الذي يَشْرِمُ جانِبَ الغَرَضِ، أَي الهَدَف.

  والتّشْرِيمُ: التّشْقيقُ.

  وقد شَرَمَهُ، يُسْتَعْمَلُ في الأُذُنِ وفي غيرِها.

  وفي الحدِيْثِ: «فجاءَهُ بمُصْحَفٍ مُتَشَرَّمِ الأطْرافِ»، فاسْتُعْمِل في أَطْرافِ المصْحَفِ كما تَرَى.

  والشَّرِيمُ: أَنْ يَنْفَلِتَ الصَّيْدُ جَريحاً؛ قالَ أَبو كَبيرٍ الهُذَليُّ:

  وَهِلاً وقد شَرَعَ الأَسِنَّةَ نَحْوَها ... من بينِ مُحْتَقٍّ لها ومُشَرِّمِ⁣(⁣٥)

  مُحْتَقٍّ: قد نَفَذَ السِّنانُ فيه فقَتَلَه ولم يُفْلِتْ.

  وتَشَرَّمَ الجِلْدُ تَشرماً: تَمَزَّقَ وتَشَقَّقَ، هو مُطاوِعُ شَرَّمَهُ تَشْريماً. وفي حدِيْث كعْبٍ: أَنَّه أُتيَ عُمَرُ بكِتابٍ قد تَشَرَّمَتْ نَواحِيه فيه التَّورَاة، أَي تَشَقَّقَتْ.

  والشَّرِيمُ، كأَميرٍ: الفَرْجُ لانْصِدَاعِه.


(١) لم يرد هذا المعنى في الصحاح، وجاءت العبارة في اللسان ونصها: الشرم والتشريم قطع الأرنبة. وعبارة القاموس كالتهذيب.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٥٩ وصدره الأول فيه:

فما فتئت حتى كأن غبارها

والبيتان في اللسان والثاني في معجم البلدان «شرمة».

(٣) اللسان ومعجم البلدان «شرمة» باختلاف روايته.

(٤) اللسان والتهذيب والأساس.

(٥) ديوان الهذليين ٢/ ١١٥ وفيه «بها» بدل «لها» واللسان.