تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شهسبرم]:

صفحة 397 - الجزء 16

  وقالَ الجَوْهريُّ: الشَّامُ جَمْعُ شامَةٍ وهي الخالُ، وهي مِن الياءِ.

  وذَكَرَ ابنُ الأَثيرِ: الشَّامَة في شَأَمَ بالهَمْزِ، وذَكَرَ حدِيْث ابن الحَنْظَلِيَّة قالَ: «حتى تكونوا كأَنّكم شَأْمَةٌ في النَّاسِ»، أَرادَ كُونوا في أَحْسَن زِيٍّ وهَيْئةٍ كما تَظْهَرُ الشَّأْمةُ ويُنْظَرُ إليها دون باقي الجَسَدِ.

  وأَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ محمدٍ النَّيْسابُورِيُّ الأَدِيبُ: سَمِعَ ابنَ مخمشٍ⁣(⁣١) وطَبَقتِهِ، وأَبو سعدٍ محمدُ بنُ إسْماعيل المُقْرِي عن إسْماعيل بنِ زاهِرٍ النّوقانيّ وعنه عبدُ الرَّحيمِ بنُ السَّمعانيِّ، الشَّامَاتِيَّانِ محدِّثانِ.

  والشَّامَاتُ: أَحَدُ أَرْباع نَيْسابَور ونَواحِيها، به أَكْثَر مِن ثلثمائَة قَرْيَةٍ، ومنه أَيْضاً جَعْفرُ بنُ أَحْمدَ الشَّاماتيّ شيخٌ لدعلج، وأَحْمدُ بنُ الفَضْلِ بنِ مَنْصورٍ أَبو حامِدٍ الشَّاماتيُّ عن الأَصمِّ⁣(⁣٢) وغيرِهِ؛ وأَبو الحَسَنِ بنُ الحَسَنِ الشَّاماتيُّ عن أَبي القاسِمِ بنِ حبيبٍ المفسِّر.

  وهو مَشِيمٌ ومَشومٌ ومَشْيومٌ وأَشْيَمُ، الثلاثَةُ الأُوَل عن الكِسائيّ، واقْتَصَرَ الجَوْهَريُّ على الأُوْلى والثالثَةِ، وقالَ: كمَكِيلٍ ومَكْيولٍ، أَي به شاماتٌ، وقد شِيمَ شَيْماً؛ وهي شَيْماءُ.

  وقالَ بعضُهم: رجُلٌ مَشْيُومٌ لا فِعْلَ له.

  وقالَ اللَّيْثُ: الأَشْيَمُ مِن الدوابِّ ومِن كلِّ شيءٍ الذي به شامَةٌ، والجَمْعُ شِيمٌ.

  وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ممّا لا يقالُ بَهِيمٌ ولا شِيَةَ له الأَبْرَشُ والأَشْيَمُ؛ قالَ: والأَشْيَمُ أَنْ تكونَ به شامَةٌ أَو شامٌ في جَسَدِهِ.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الشامَةُ شامَةٌ تُخالِفُ لَوْنَ الفَرَسِ على مَكانٍ يُكْرَهُ، ورُبَّما كانت في دَوائِرِها.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: رجُلٌ أَشْيَمُ بَيِّنُ الشّيمِ الذي به شامَةٌ، ولم نَعْرفْ له فِعْلاً. والشَّامَةُ أَيْضاً: أَثَرٌ أَسْودُ في البَدَنِ وفي الأَرضِ، ج شامٌ؛ قالَ ذو الرُّمَّةِ:

  وإِن لم تَكُوني غَيْرَ شامٍ بقَفْرةٍ ... تَجُرُّ بها الأَذْيالَ صَيْفِيَّةٌ كُدْرُ⁣(⁣٣)

  ولم يَسْتَعْمِلوا مِن هذا فعْلاً ولا فاعِلاً ولا مَفْعولاً.

  والشَّامَةُ: النَّاقَةُ السَّوْداءُ؛ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  وحَكَاه نَفْطَوَيْه شَأْمَة بالهَمْزَةِ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: ولا أَعْرف وَجْه هذا إلَّا أَنْ يكونَ نادِراً ويَهْمزُه مَن يَهْمز الخَأْتم والعَأْلم.

  والشَّامَةُ: نُكْتَةُ القَمَرِ، وبِلاد الشامِ، ذُكِرَ في «ش أ م»، لُغَةٌ فيه.

  ومِن المجازِ: يقالُ: مالَهُ شامَةٌ ولا زَهْراءُ، أَي مالَهُ ناقَةٌ سَوْداءُ ولا بَيْضاءُ؛ قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزةَ:

  وأَتَوْنا يَسْتَرْجِعون فلم تَرْ ... جِعْ لهم شامةٌ ولا زَهْراءُ⁣(⁣٤)

  وأَبو إسْحق بنُ شامٍ: محدِّثٌ اسمُهُ إِبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ هِشامٍ، حَدّثَ عن أَبي الموجّه وطَبَقِتِه، مَاتَ سَنَة ثلثمائَة وسِتّ وارْبَعِيْن.

  وشامٌ: لَقَبُ هِشامٍ المَذْكورِ، نَقَلَه الذَّهبيُّ.

  والمَشيمَةُ: الغِرْسُ، هو مَحَلُّ الوَلَدِ، وأَصْلُه مَفْعِلةٌ، فسُكِّنَت الياءُ.

  ومن سَجَعاتِ الأَساسِ: ليسَ بمفْطُوم عن شِيمَةِ مَفْطور عليها في المَشِيمةِ؛ ج مَشيمٌ، عن ابنِ بَرِّي وأَنْشَدَ بَيْتَ جَريرٍ:

  وذاكَ الفَحْلُ جاء بشرِّ نَجْلٍ ... خَبيثاتِ المَثابِرِ والمَشِيمِ⁣(⁣٥)

  ومَشايمُ⁣(⁣٦) كمَعايِش، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ.


(١) في التبصير ٢/ ٨٠٠ ابن محمش.

(٢) كذا بالأصل والذي في التبصير ٢/ ٨٠٠ أن أحمد المذكور روى عن محمد بن رافع، وأن أبا بشر الحسين بن محمد الشاماتي هو الذي روى عن الأصم.

(٣) اللسان.

(٤) من معلقته، المعلقات بشرح التبريزي ص ١٥٩ برواية: «ثم جاؤوا يسترجعون» واللسان.

(٥) ديوانه ص ٤٩٧ واللسان والتهذيب.

(٦) في القاموس: ومشائم، بالهمز.