تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الصاد المهملة مع الميم

صفحة 411 - الجزء 17

  وِلقد مَرَرْتُ على قَطيعٍ هالكٍ ... من مالِ أَصْرَمَ ذي عِيالٍ مُصْرِمِ⁣(⁣١)

  أَرادَ بالقَطِيعِ هنا السَّوْطَ، أَلا تَراهُ يقولُ بعدَ هذا:

  من بَعْدِ ما اعْتَلّتْ عليَّ مَطِيَّتي ... فأَزَحْتُ عِلَّتَها فظَلَّتْ تَرْتَمِي⁣(⁣١)

  يقولُ: أَزَحْتُ عِلَّتَها بضَرْبي لها.

  وِقد أَصْرَمَ الرَّجُلُ إِصْراماً إذا ساءَتْ حالُهُ وفيه تَماسُكٌ، والأصْلُ فيه: أنَّه بَقِيَتْ له صِرْمَةٌ مِن المالِ أَي قِطْعَةٌ.

  وِالصُّرَامُ، كغُرابٍ: الحَرْبُ، اسْمٌ مِن أَسْمائِها، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن الأَصْمَعيّ، كصَرامِ، كقَطامِ.

  وِأَيْضاً: مِن أَسْماء الدَّاهِيَةِ، وأَنْشَدَ اللّحْيانيُّ للكُمَيْت:

  مآشيرُ ما كان الرَّخاءُ حُسافَةٌ ... إذا الحَرْب سَمَّاها صُرامَ المُلَقِّبُ⁣(⁣٢)

  قالَ الأَصْمَعيُّ: يقولُ: مآشيرُ ما كانوا في رَخاءٍ وخِصْب، وهُم حُسافَةٌ ما كانوا في حَرْبٍ، والحُسافَةُ ما تَناثَرَ مِن التَّمرِ الفاسِدِ.

  وِالصُّرامُ: آخِرُ اللَّبَنِ بعدَ التَّغْزِيرِ⁣(⁣٣) إذا احْتاجَ إليه الرَّجُلُ حَلَبَهُ ضَرورَةً، كذا نَصّ الصِّحاحِ.

  وِفي المَثَلِ: قالَ بِشْرٌ:

  أَلا أَبْلِغْ بني سَعْدٍ رَسُولاً ... وِمَوْلاهُمْ فقد حُلِبَتْ صُرامُ⁣(⁣٤)

  ضُبِطَ بالوَجْهَيْن.

  قالَ الجَوْهَرِيُّ: أَي بَلَغَ العُذْرُ آخِرَهُ، قالَ: وهذا قوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ.

  قالَ ابنُ بَرِّي في قوْلِ بِشْرٍ.

  فقد حُلِبَتْ صُرامُ.

  يُريدُ الناقَةَ الصَّرِمَةَ التي لا لَبَنَ لها، قالَ: وهذا مَثَلٌ ضَرَبَه وجَعَلَ الاسْمَ مَعْرفَة يُريدُ الداهِيَةَ، قالَ: وقوْلُ الكُمَيْت يُقَوِّي قوْلَ الأَصْمَعيّ الذي تقدَّمَ.

  وِمِن المجازِ: جاءَ صَريمَ سِحْرٍ، بكسْرِ⁣(⁣٥) السِّيْن، أَي خائِباً يائِساً، وفي نسخةٍ: آيساً، قال:

  أَيَذْهَبُ ما جَمَعْتُ صَريمَ سَحْرٍ ... طَليقاً إنَّ ذا لَهُوَ العَجِيبُ⁣(⁣٦)

  أَي أَيَذْهَبُ ما جَمَعْتُ وأَنا يائِسٌ منه.

  وَسَمَّوْا صُرَيْماً وِصِرْمَى، كزُبَيْرٍ وذِكْرَى، ومِن الأَخيرِ: أَبو الحَسَنِ بنُ صِرْمَى المُحَدِّثُ المَشْهورُ، ومِن الأَوَّل صُرَيْمُ بنُ سعيدِ بنِ كعْبٍ: أَبو بَطْنٍ مِن قُضاعَةَ، وِصُرَيْمُ بنُ وائِلَةَ بن كعْبٍ: بَطْنٌ مِن تيمِ الرّباب.

  وِأَصْرَمُ الشَّقَريُّ، محرَّكةً، الذي سَمَّاهُ النبيُّ، ÷، زُرْعَةَ تَفاؤُلاً.

  وِأَصْرَمُ، أو هو أُصَيْرِمُ الأَشْهَلِيُّ الأَنْصارِيُّ، واسْمُه عَمْرُو بنُ ثابِتٍ صَحابيَّانِ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما.

  وِيقالُ: هو صَرْمَةٌ⁣(⁣٧) من الصَّرَماتِ، محرَّكةً، أَي بَطيءُ الرُّجوعِ من غَضَبِه، وهو مجازٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قالَ سِيْبَوَيْه: وقالوا للصَّارِمِ صَرِيمٌ كما قالوا ضَرِيبُ قِداحٍ للضَّارِبِ.

  وِالصُّرْمُ، بالضمِّ: الهِجْرانُ والقطعَةُ.

  وِالمُصارَمةُ: المُهاجَرَةُ وقَطْعُ الكَلامِ.

  وِتَصْرِيمُ الحِبالِ: تَقْطيعُها، شُدِّدَ للكَثْرَةِ.

  وِصَرَمْتُ أُذُنَه وضَلَمْتُ بمعْنًى واحِدٍ.

  وِالصَّرِيمُ: الذي صُرِمَتْ أُذُنُه، والجَمْعُ: صُرْمٌ بالضمِّ.

  وأَدْبَرَتِ الدُّنيا بصَرْمٍ، أَي بانْقِطاعٍ وانْقِضاءٍ.

  وِالصُّرُومَةُ وِالصَّرَامَةُ: القَطْعُ.


(١) اللسان بدون نسبة.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) في القاموس: «التغريز» والأصل كاللسان والمقاييس ٣/ ٣٤٤.

(٤) المفضلية ٩٧ بيت رقم ١٥ واللسان والصحاح والمقاييس ٣/ ٣٤٤.

(٥) ضبطت في القاموس بالقلم، بفتح السين، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله بكسر السين وصوابه بفتح السين كما هو مضبوط في التكملة واللسان» وفي الأساس بفتحها أيضاً.

(٦) اللسان والتكملة والأساس.

(٧) على هامش القاموس عن إحدى نسخه: صَرْمَةُ الصَّرَمات.