تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طلسم]:

صفحة 444 - الجزء 17

  وِالطِّمُّ: الكَيِّسُ، هكذا هو في النسخِ، وإخالُه مُصَحّفاً عن الطِّمِّ بمَعْنَى الكِبْس، يقالُ: طَمَّ الشيءَ بالتُّرابِ طَمّاً إِذا كَبَسَه.

  وِالطِّمُّ: العَجَبُ العَجِيبُ⁣(⁣١)، وبه فُسِّرَ أَيْضاً: جَاؤُوا بالطِّمِّ والرِّمِّ.

  وِالطِّمُّ: الظَّليمُ لخفَّةِ مَشْيهِ.

  وِأَيْضاً: الذّكَرُ العَظيمُ لكَوْنِه مَطْمُوم الرأْسِ.

  وِالطِّمُّ: الفَرَسُ الجَوادُ، قالَ أَبو النجْم يَصِفُ فَرَساً:

  أَلصَقَ من رِيشٍ على غِرائِه ... وِالطِّمُّ كالسَّامي إِلى ارْتِقائِه

  يَقْرَعُه بالزَّجْرِ أَو إِشْلائِه⁣(⁣٢)

  سُمِّي به لطَمِيم عَدْوِه، أَو شَبَّهه بالبَحْرِ كما يقالُ للفَرَسِ بَحْرٌ وسَكْبٌ وغَرْبٌ، كالطَّمِيمِ، وهو المُسْرعُ مِن الأَفراسِ.

  وِأَطَمَّ شَعَرُهُ وِاسْتَطَمَّ: حانَ له أَن يُجَزَّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وِقال أَبُو نَصْر: يقالُ طَمَّمَ الطَّائِرُ تَطْميماً إذا وَقَعَ على غُصْنٍ، كما في الصِّحاحِ.

  وِرجُلٌ طِمْطِمٌ وِطِمْطِمِيٌّ بكسْرِهِما، وِطُمْطُمانيُّ، بالضمِّ: أَي في لسانِهِ عُجْمَةٌ لا يُفْصِحُ.

  واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى والأَخيرَةِ. يقالُ: أَعْجمِيٌّ طُمْطُمانيٌّ، وقد طَمْطَمَ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لعَنْتَرَة:

  تَأْوِي له قُلُص النَّعامِ كما أَوَتْ ... حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ⁣(⁣٣)

  وِالطُّمَّةُ، بالضمِّ: العَذرَةُ.

  قالَ أَبو زيْدٍ: إِذا نَصَحْتَ الرجُلَ فأَبَى إِلَّا الاسْتِبْدادَ برَأْيه: دَعْه مترمَّع في طُمَّتِه ويُبْدِع في خُرْئِهِ.

  وِالطُّمَّةُ: القِطْعَةُ من الكَلإِ، وأَكْثَرُ ما يُوصَفُ به اليَبِيسُ⁣(⁣٤).

  وِالطَّمْطامُ: وَسَطُ البَحْرِ.

  وِطَمْطَمَ إِذا سَبَحَ فيه، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  وِالأَطامِيمُ: القَوائِمُ، هكذا في سائِرِ النسخِ، قالَ أَبو عَمْرو في قَوْلِ ابن مُقْبِل يَصِفُ ناقَةً:

  بانَتْ على ثَفِنٍ لأْمٍ مَراكِزُه ... جافى به مُسْتَعِدَّاتٌ أَطامِيمُ⁣(⁣٥)

  قالَ: ثَفِنٍ لأْمٍ: مُسْتَوِيات، مَراكِزُه: مَفاصِلُه، وأَرادَ بالمُسْتَعِدَّاتِ: القَوائِمَ، وقالَ: أَطامِيمُ نَشِيطَةٌ لا واحِدَ لها، وقالَ غيرُهُ: أَطامِيمُ تَطِمُّ في السَّيْرِ أَي تُسْرعُ.

  ففي تَعْبيرِ المصنِّفِ إِيَّاها بالقَوائِمِ محلُّ نَظَرٍ.

  وِطُمْطُمانِيَّةُ حِمْيَرَ، بالضمِّ، ما في لُغَتِها من الكَلِمات المُنْكَرَةِ تَشْبِيهاً لها بكَلامِ العَجَمِ.

  وفي صفَةِ قُرَيْشٍ: ليسَ فيهم طُمْطُمانِيَّة حِمْيَرَ أَي الأَلْفاظ المُنْكَرَة المُشَبَّهة بكَلامِ العَجَمِ، هكذا فَسَّرَه غيرُ واحِدٍ مِن أَئمَّةِ اللُّغَةِ، وصَرَّحَ به المبرِّدُ في الكَامِلِ، والثَّعالبيُّ في المُضافِ والمَنْسوبِ.

  وقيلَ: هو إِبْدالُ اللامِ مِيماً، وأَشَارَ إِلى تَوجيهِ ذلِك الزَّمَخْشريُّ في الفائِقِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الطامُّ: الماءُ الكثيرُ والشيءُ العَظيمُ، كالطامَّةِ.


وعلى هامش القاموس: قولهم: جاء فلان بالطمّ والرمّ، يتكلم بذلك في الكثرة. فالطم: الرطب، والرم: اليابس، يقال للعظم إذا يبس ونخر من البلى: رمة: وأخذ الطم من: طمّ الماء وطمى: إذا كثر وعلا.

قال الفراء: الطم والرم بالكسر، إذا جمعا، فإذا أفردا فتح الطم.

وقولهم: فوق كل طامة طامة، إي: فوق كل أمر عالٍ ما هو أعلى منه، وفوق كل شديد من الأمور ما هو أشد منه. أخذ ذلك من قولهم: طم الماء وطمى إذا ارتفع وعلا، وبلغ نهاية الأمر فيه، وأصل طمى طمم، ثقل عليهم اجتماع ميمين، فصيروا الأخيرة ياء، ثم صيروها ألفاً لانفتاح ما قبلها، كما قالوا: خرجنا نتلعى، أي تأخذ لعاع البقل، وهو عصه وناعمه، وكان الأصل نتلعع، فصيروا العين الأخيرة ياء، ثم صيروها ياء لانفتاح ما قبلها. كتبه نصه.

(١) في القاموس: العجبُ، والعجيبُ.

(٢) اللسان والتهذيب.

(٣) من معلقته، واللسان والتهذيب وعجزه في الصحاح.

(٤) في القاموس: «الييس» مجرورة، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الرفع.

وعلى هامش القاموس عن إحدى نسخه: والطِّمِيمُ: الفَرَسُ السَّريعُ.

(٥) ديوانه ص ٢٧٢ واللسان والتهذيب والتكملة.